بين «المسرحية» و{تياترو مصر»... هل يعود المسرح التلفزيوني؟
أطلقت فضائية «أم بي سي» مصر «فرقة أم بي سي المسرحية»، تجربة أولى من نوعها في تاريخ القناة، وبدأت عرض أولى مسرحياتها «يا طالع القلعة»، منذ أيام، بهدف إحياء المسرح التلفزيوني في مصر. تأتي هذه الخطوة إلى جانب العرض المسرحي «تياترو مصر»، فما أوجه الاختلاف والتشابه بين العرضين؟
في العرض المسرحي «تياترو مصر» الذي انطلق منذ أشهر، حقق الفنان أشرف عبدالباقي نجاحاً ملحوظاً وغير متوقع، في ظل ضعف الاهتمام بالمسرح في السنوات الأخيرة، وشاركت فيه وجوه جديدة نالت فرصاً في التعرف إلى جمهور المسرح الذي يحضر العرض وجمهور التلفزيون الذي ينتظر بث العرض الذي يقدمه عبد الباقي طوال الأسبوع فوق خشبة المسرح على إحدى المحطات الفضائية.
هدف مشتركأوجه التشابه بين العرضين أكثر من الاختلاف، أبرزها رغبة القيمين عليهما في إحياء المسرح التلفزيوني، إعادة الجمهور إلى المسرح، تشجيع الوجوه الجديدة الموهوبة ومنحها بطولات من خلال عروض هذه المسرحيات.كذلك يُقدم كل منهما على خشبة أحد المسارح المشهورة؛ يعرض عبد الباقي مسرحيته في مسرح «جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا» في مدينة السادس من أكتوبر، بينما تُعرض «المسرحية» على خشبة مسرح نجيب الريحاني في منطقة وسط البلد، ثم تُبثّان على فضائيتين بشكل حصري وأسبوعي مساء يوم الجمعة، فتُعرض الأولى على شاشة «الحياة»، والثانية عبر قناة «أم بي سي مصر» التي تبنت فكرة العمل.أيضاً ثمة تشابه في الموضوع والإسقاطات السياسية، ففي «المسرحية» كتب المؤلف عمر طاهر «يا طالع القلعة» في إطار كوميدي حول فترة حُكم الوالي محمد علي باشا ومذبحة المماليك، وسخر من شخصيات باتت مشهورة في الشارع المصري أخيراً بسبب الأحداث، من بينها: صاحب عبارة «بقولك أيام سودا»، صاحب مقولة «أسيادنا راضيين عليك»، والرقص على الأغنيات الشعبية التي يُعرف بعضها باسم «المهرجانات». كذلك الحال بالنسبة إلى «تياترو مصر» التي سخرت من أنور السادات، حسني مبارك، د.محمد البرادعي، ومن الفنانين محمد منير، وشخصية «اللمبي» التي جسدها محمد سعد، وكذلك شخصية «القرموطي» التي قدمها أحمد آدم، والإعلامي الرياضي مدحت شلبي.أوجه اختلافأبرز أوجه الاختلاف بين العملين أن عبد الباقي بطل مستمر في عروض «تياترو مصر»، في حين تقوم فكرة «المسرحية» على الاستعانة ببطل كوميدي في كل عرض؛ فبعدما اتفقت إدارة قناة «أم بي سي مصر» مع الفنان محمد هنيدي على بطولة أول عروضها وقبوله ذلك وعمل بروفات خاصة بها، تراجع عن قراره، وأعلن انسحابه منها.اختلفت الأسباب التي أُعلنت، بين انشغاله بتصوير فيلمه الجديد «فرصة سعيدة» مع المخرج مجدي الهواري والمؤلف عمرو سمير عاطف وتشاركه البطولة غادة عادل، وبين اختلافه مع فريق العمل حول الرؤية الفنية النهائية له. يذكر أن سامح حسين يشارك في العرض المقبل من المسرحية.يوضح المخرج عصام السيد، المشرف على عروض فرقة «أم بي سي مصر» المسرحية، أن هذه التجربة تهدف إلى إعادة الحياة إلى المسرح المصري وتوفير فرص متنوعة للمشاهدين للاستمتاع بأعمال فنية مميزة من خلال قضايا ستناقشها المسرحية في عروضها المقبلة، وتقديم فنانين شباب يمتلكون مواهب مميزة، وتسهيل تواصلهم مع قطاعات واسعة من الجمهور.أما المؤلف عمر طاهر فقال عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» إن نجاح تجربة «تياترو مصر» التي قدمها أشرف عبد الباقي شجّع كثيرين على تكرارها، لذا يوجه إليه الشكر، مؤكدًا أن أكثر من شخص طلب منه كتابة مسرحية، لكنه كان يرفض بشكل غير مباشر، إلى أن طلب المخرج عصام السيد منه ذلك فتشجع، وقرر خوض هذه التجربة للمرة الأولى، إذ لم يسبق له كتابة أعمال مسرحية.