حمد خليفة أحد المطربين الكويتيين الذين أجادوا غناء الصوت بأنواعه، والألوان الأخرى كالأغاني العدنية، إجادة تامة، والمواويل البحرية والأغاني الشامية والعراقية. تميز بأنه صاحب أسلوب خاص في العزف على آلة العود يختلف عن الرواد الذين سبقوه، فهو يعزف بأصبعين ويجيد العزف بهما إجادة تامة، ولم يقلد أحداً إنما جعل لنفسه أسلوباً خاصاً يميزه عن غيره من الفنانين.

Ad

 من مميزاته في غناء فن الصوت أنه يتبادل مع الزفانين، ويستخدم معهم أساليب خاصة بالريشة ويعمل تأخيرات في النبرة لحماس الزفانين معه. ومن أعماله الغنائية المميزة التي قدمها في مجال الأصوات، صوت {مع البرق اليماني}.

الصوت العربي

الصوت العربي أحد الألوان الغنائية النادرة والصعبة والمتميزة في فن الصوت الكويتي، ما زالت تسجيلات مثل هذا اللون قليلة قياساً على الألوان الأخرى في فن الصوت.

  من أغاني فن الصوت الشهيرة {سألتك أدعوك يا معبود يا فردي}، أحد أعمال الفنان البحريني ضاحي بن وليد، تأليف الشاعر أحمد سعيد الواحدي، غناها أكثر من مطرب خليجي، ومن هؤلاء الفنان القدير حمد خليفة الذي عرف عنه عشقه لأغاني ضاحي بن وليد ومحمد بن فارس والأصوات البحرينية عموماً.

  ويلاحظ أثناء غناء صوت {سألتك يا معبود يا فردي} أن المغني والعازف يضيفان زخارف تخرج من نطاق المازورة، وكذلك يلاحق ضارب الإيقاع المغني من دون إخلال بجوهر اللحن أو الإيقاع، وهذا موجود في عزف معظم مطربي الأصوات القدماء.

أصدقاء..

 من أصدقاء الفنان حمد خليفة الذين كانوا معه في مشواره الفني الطويل: سعود العروج، جاسم العماني مطرب مقتدر لكنه لم يأخذ دوره واكتفى بالغناء في الجلسات الخاصة، جمعة الطراروه وهو مطرب جيد وقدير اشتهر بالسمرات، عبدالله فضالة  تجمعهما صداقة قديمة وطويلة وسجلا سوياً اسطوانات، وكانا يسافران معاً إلى البحرين، لا سيما في سفرات عمل لتسجيل أسطوانات في شركة طه صبري، وهو كويتي اشترى ماكينة لتسجيل الأسطوانات، وسكن في البحرين للتسجيل، كذلك سجلت معهما المطربة شما داود.

 أيضاً سجل مع الفنان عبدالله فضالة أسطوانات في شركة أولاد تقي في مملكة البحرين، وتعرف خلال الرحلة، عن طريق عبدالله فضالة، إلى نجوم الأغنية البحرينية من بينهم يوسف فوني.

 أسطوانة فكاهية

 من الممتع والطريف أن حمد خليفة سجل مع الفنان عبدالله فضالة أسطوانة فكاهية، وهذا النوع من التسجيل لم يسبقهما أحد عليه، تمحور الموضوع حول أغنية {يا عوازل فلفلوا}، وكانت باللهجة البدوية التي يجيدانها، وسجلها لهما طه صبري وباعها ولم يحصلا على مردود مادي منها...

 بعد سنوات حضر طه صبري إلى الكويت ومعه ماكينة تسجيل وسجلا اسطوانات فأعطاهما 200 روبية عن كل أسطوانة.  من ثم سجل حمد خليفة وعبدالله فضالة أسطوانات لـ {أبوزيدفون} لكنه، كما يقول حمد خليفة، حسب {مدة ايده} من دون شرط مسبق بحكم الصداقة  بينهم.

 أفضل من رافق الفنان القدير حمد خليفة من ضاربي المرواس، عناصر  ممتازة تعرف طريقته وأحساسه، سواء في تسجيلاته أو سمراته، من بينها: عبدالهادي بوطيبان، عبدالرحمن غانم الديكان، عبدالله راشد، سعد بوسماح، فاضل مقامس وخليفة المسعود.

 من أغانيه التي تميزت بمشاركات من عازفين {البارحة ما عرف جفني} وهي صوت بحريني.

تأليف الأغاني

 إضافة إلى الموهبة الأصيلة التي يتمتع بها حمد خليفة في غناء معظم الفنون الكويتية لا سيما فن الصوت الذي اشتهر به، كتب نصوصاً غنائية قدمها في مشواره الفني، إذ كان يلاحظ، عبر متابعاته وسماعه الأغاني في السمرات ومن خلال الأسطوانات، أن المطربين، في معظمهم، يرددون الكلمات والأشعار نفسها،  ما يجعل الاختلاف بين ما يقدمونه من أغانٍ يقتصر على طريقة الأداء.  ومن هنا  شارك الشاعر منصور الخرقاوي في كتابة نصوص غنائية مشتركة، حتى استطاع، بعد فترة قصيرة، أن يكتب قصائد غنائية خاصة به، من بينها واحدة يقول مطلعها:

مني مساك بالخير يا رعبوب

يا سيد الغواني يا من بقلبي سكن

موال الصوت وهو ترداد المطرب الصوت في بداية وصلته الغنائية حيث {التقاسيم والارتجال} اللحني على آلة العود ثم ينتقل إلى اللحن الثابت. ومن أشهر ما يقوله في موال الصوت:

نظري إلى وجه الحبيب نعيم        وفراق من أهوى عليَّ عظيم

وله أيضاً {ما عرف جفني لذيذ النوم}، {قال من هو تولع}، {ياغصين البان»،  وأغانٍ وأصوات من كلماته مسجلة في الإذاعة والتلفزيون وبعضها على أسطوانات من بينها: {أنا خلي زعل يا من يجيبه}، {يا حبيب الروح كم} و{دمعي على الخد}.

طريقة خاصة

 مع مرور الوقت اكتسب حمد خليفة خبرة وممارسة ووضع لنفسه طريقة خاصة وجديدة، جعلته يختلف عن المطربين الآخرين، فعندما يغني الصوت وبعد التوشيحة يتبعه بموال، وقد انتقد بعض زملائه الفنانين كيف يتبع الصوت بموال. وكذلك ما يميز الفنان القدير حمد خليفة في غناء الصوت أنه يبدأ بالصعود والنزول باللحن، وبذلك يختلف عن غيره من المطربين الذين يغنون الصوت على وتيرة واحدة.

 رصيد ضخم

قدم الفنان القدير حمد خليفة إلى المكتبة الغنائية أكثر من 500 أغنية بين عاطفية ووطنية ودينية، وله في الأسواق نحو 80 شريطاً يحتوي على أصوات وجلسات شعبية وأغانٍ عاطفية مطورة.

 تزخر مسيرته الغنائية الطويلة بمشاركات متميزة في الحفلات العامة والخاصة التي أقيمت في عواصم عربية من بينها: جمهورية مصر العربية، دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.

من حفلاته التاريخية مشاركته المطرب محمد عبدالمطلب في القاهرة في إطار نشر الأغنية الكويتية، كذلك مثل الكويت في {مهرجان الأغنية الأول لدول الخليج العربي} الذي أقيم في مملكة البحرين (15 -17 مارس 1970).

 كرمته جمعية الفنانين الكويتيين في حفل تكريم رواد الحركة الفنية الإعلامية في الرابع من يونيو 1996 برعاية وزير الاعلام، علماً أنه انقطع عن الغناء منذ 1981.