بعد عامين على إنتاجها طائرة A340، تسعى شركة إيرباص إلى إقناع العملاء الذين اشتروا الطائرة التي يصل سعرها الى نحو 200 مليون دولار بأنهم لم يتورطوا في ما وصفته بطائرة مسرفة في استهلاك الوقود، وعمد مديرو التسويق في الشركة الى تحديد الأسبوع الماضي موعدا للاجتماع في لندن مع ممثلين عن شركات الطيران والتأجير التي اشترت تلك الطائرة. وحسب محللين فإن الهدف هو تطمين العملاء انهم لايزالون قادرين على إعادة بيع أو تأجير طائراتهم رغم التوقف الجزئي في العمل بالطائرة بسبب عجزها عن تلبية فعالية وكفاءة الوقود في موديلات المحركين التي تزداد شعبية بين شركات الطيران، وقد أكدت متحدثة باسم شركة إيرباص عقد الاجتماع في لندن لكنها لم تتطرق الى أي تفاصيل اضافية.
وعلى المحك هنا أكثر من مجرد علاقات عملاء، فقد باعت «إيرباص» العديد من طائرات اي 340، عبر ما يعرف بضمانات أصول تعهدت فيها بتعويض المشترين اذا انخفض سعر اعادة بيع الطائرة عن مستوى محدد.وحسب تقديرات المحلل دوغلاس هارند من معهد بحوث بيرنستين فإن 40 في المئة من الـ119 طائرة من طراز A340 – 500 وA340 – 600، التي تعمل حاليا، لديها ضمانات أصول تتراوح بين مليار وملياري دولار.فروق الأسعاروعندما طرح أحدث موديل من طائرة A340 في سنة 2002 كان سعر برميل النفط اقل من 30 دولارا، وقد وصل الآن الى 110 دولارات، وغدت الطائرة غير جذابة من حيث معدل كفاءة احراق الوقود الذي تسعى الشركات اليه.وعلى الرغم من ذلك، يتوقع أن تخبر «ايرباص» عملاءها في اجتماع لندن المشار اليه ان الطلب على طائرات A340 المستعملة سيظل قويا، وأن بعض شركات الطيران في نصف الكرة الجنوبي، على سبيل المثال، يفضل استخدام طائرات ذات 4 محركات في الرحلات الطويلة، بحسب سكوت هاملتون من شركة ليهام الاستشارية.كما ان طائرة A340 ملائمة أيضا وبشكل أفضل الطائرة ذات المحركين من أجل الهبوط من ارتفاعات عالية والمطارات ذات درجة الحرارة العالية مثل ميكسيكو سيتي، وفقاً لهاملتون.طلبات شراءوأجرت «ايرباص» أيضا محادثات لعقد اتفاقات مع بعض العملاء، مثل شركة طيران سنغافورة من أجل إعادة بيع طائرات A340، مقابل طلبات شراء لطائرات A350 الأحدث والأكثر توفيرا للوقود، وقد استأجر بعض شركات الطيران، مثل شركة الخطوط النرويجية «نورويجيان إير» طائرة A340 أثناء انتظار تسلم طائرات اخرى أو لتلافي ثغرة خلال مواجهة مشاكل فنية في طائرة بوينغ 787 دريملاينر.ومن المقرر ان يتحدث جون ليهي، وهو أكبر متحدث باسم «ايرباص» في اجتماع لندن مع ممثلين عن «رولز رويس» و»سي اف ان إنترناشونال» المشاركتين في صنع محركات طائرة A340، بحسب محللين. ويقول هارند إن حضور ليهي وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين «يظهر مدى جدية عملية استثمار وإعادة تسويق طائرة A340».وبخلاف شركات الطيران لم تحصل شركات التأجير، التي اشترت طائرات A340 بصورة عامة على ضمانات قيمة أصول من شركة ايرباص. وحسب وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، حصلت شركة إنترناشونال ليس فاينانس أخيرا على تعويضات أضرار عن طائراتها ذات الـ4 محركات، والتي تشمل 30 طائرة من طراز A340. ويقول هاملتون إن التحدي أمام «ايرباص» هو «رفع القيمة وتغيير الانطباع القائل بأن هذه الطائرة مجرد ورطة كبيرة».* كارول ماتلاك | Carol Matlack
اقتصاد
«إيرباص» تحاول إقناع زبائنها بأن طائرة A340 ليست مجرد ورطة كبيرة
07-12-2013