اقتحم بسام المسلم ساحة السرد بكتاب معنون «تحت برج الحمام»، وقد صدر عن منتدى المبدعين برابطة الأدباء، متضمنا مجموعته القصصية الأولى في النشر، ويضم عشر قصص متفاوتة الحجم.

Ad

بسام المسلم حائز بكالوريوس الآداب من جامعة أريزونا، ونال درجة الماجستير من كلية ماسترخت للإدارة، عمل في وكالة الأنباء الكويتية، وله مساهمات في كتابة القصة نشرت في صحفنا المحلية، وهو عضو برابطة الأدباء.

ذكرنا الكاتب ببداية اصداره بمقولة الفيلسوف جورج برنارد شو: «لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلناهما، فعندها سيكون  لكل منا فكرتان». هنا كاتبنا سيقدم لنا عبر صمت السرد على الورق عدة أفكار، وليس فكرتين فقط، وسنتشارك معه في محاولة الفهم، والبحث عن الرمز في ما وراء بعض القصص.

التراث العربي

يحاول الكاتب من بداية دخوله عالم الإبداع أن يستلهم من التراث العربي، حيث هناك أفكار تأتي من قصص تحكيها الجدات للأطفال، الكاتب يحاول أن يستدرجها ليلبسها الثوب المحلي، ويترك القارئ بعد ذلك يفكر بماذا يعني في آخر كل قصة.

القصة الأولى «جليب الضباع» يأخذ الكاتب القارئ إلى أحد الأحياء من خلال حكايته التي يعرف عليها القارئ من خلال أحداثها المشوقة، ولكن يكتشف القارئ هذه الأحداث قد تحدث في الحي الذي يعيش فيه الآن، حيث هناك مشاكل تؤرق كل الأسر، وفي القصة تُقتنص البطلة «الخادمة « من منزل العائلة لتؤخذ إلى مكان قصي، ليتناوب عليها الضباع واحدا واحدا، لتحمل عارها، وقد لا يستوعب القارئ استخدام كلمة جليب، ولكن الكاتب لا يحدد منطقة في الكويت، ولكن يعني أول كلمة منها «جليب» وتعنى بالفصحى قليب.

ألعاب الإنترنت

وفي القصة الثانية «الشبكة العنكبوتية» يرسم لنا الكاتب مدى اقتحام المنتجات الغربية والشرقية من العاب الشبكة العنكبوتية حياة الأسر، حتى ان رب الأسرة يتيه فيها، وتشكل هاجساً له قبل أن يؤرقه بأحلام أخرى.

الكاتب يحاول أن يستخدم الترميز في حكاياته، لهذا يقدم قصصا بدت طويلة متجنباً تحديد الزمن، ومنها قصة «تحت برج الحمام» حيث يتسلل العياشون إلى البيت الكبير، ويتلمسون مفاصل البيت بعد أن كانوا يتعايشون مع حياة أخرى بمنزلة أدنى.

وآخر الأمر يصبح العياشون هم أهل الدار ولهم الغلبة، أحداث تدور ولكن المتلقي قد يفهم أن المقصود معنى اكبر... ولابد  أن يُفك مفتاح الرمز، رغم أن المعنى واضح كونه يناقش قضية تتردد على الألسن يوميا في المجالس، ولكن تأخذنا إلى أوجه مختلفة قد تكون قضية البدون أو غيرها.

صخب الصمت

من أجمل القصص نص «صخب الصمت» حيث يعيش بطلا القصة الصمت، ولا كلام إلا بالنظرات حيث يعجز كل طرف أن يتكلم، ولا يتعدى دور الكاتب سوى نقل كلام العيون، وطنين الأفكار المحبوسة المتوهجة، ولكن الكاتب نجح في رسم نهاية صامته قد تحدث يوميا.

وفي قصة «ليلى والثعبان» يحاول ان يستلهم من التراث إحدى القصص ليلبسها ثوبا آخر، بتفاعل آخر ولو بشكل مطول، قد لا يحتمله سرد القصة التي نرى ان إطالة السرد قد تقودها إلى شكل روائي.

ويبدو إن الكاتب يتعايش معه روح الماضي، حيث الفرجان والسكيك، وروائح المباني الطينية، والجد الذي لا يعود من رحلة الغوص، وهنا نرى قصة «اعتناق».

أخيرا نكتشف تجربة أولى للكاتب، وحتما سنرى اعمالا قادمة، لكن مع اعتقادنا انه لو تخلى عن الإطالة في بعض القصص لكان أفضل.