أكد المصور محمد سالم أن تقنيات الصورة الحديثة تمنح إمكانية لتعديل الصورة وفقا للرغبات، مبيناً أن انتشار الكاميرا الرقمية بين الناس أدى إلى أن يصبح لدينا «المواطن المصور» أو المواطن المحرر.

Ad

جاء ذلك ضمن استضافة ملتقى الثلاثاء الثقافي للشاعر والمصور محمد سالم مساء امس الأول في جمعية الخريجين، للحديث عن «الصورة وأثرها»، وحضرها جمهور من محبي التصوير.

وقال: «سابقاً كانت مواد التحميض والصور يتعامل معها فنيون متخصصون، وكانت المواد ممنوعة من التداول بين الناس وتحتاج لرخصة خاصة، بينما ساهم وجود الصورة الرقمية في وضع الكاميرا الرقمية في يد المواطن العادي، مما عزز ديمقراطية الصورة وعزز مبدأ حقوق الإنسان».

وتحدث سالم عن الثورة الرقمية في مشهد التصوير، وأوضح أن أول صورة ناجحة خرجت للعالم سنة 1820، مبيناً أن التصوير الفوتوغرافي لعب دوراً كبيراً في خدمة العالم، وعقب عقود اضطر العالم إلى التخلي عن المادة الفيلمية تحت ضغط الصورة الرقمية، ومن أجمل التعليق التي ذكر بعد ظهور التقنيات الحديثة هو «فقدنا المصادفة وفقدنا الجمال وفقدنا المصداقية».

تعديل الصور

وأشار سالم إلى بروز علم جديد للتحقيق في إمكانية تعديل الصورة، وهو من العلوم الحديثة، لافتاً إلى أن المصور الفوتوغرافي قبل أن يضغط الزر يكون قد أعد العدة لالتقاط أروع صورة، لكنه مع الصورة الرقمية يفعل ذلك بعد التقاط الصورة بالتعديل عليها.

 واستعرض نماذج رقمية لصور معدلة غيرت مفهومها بالكامل، ممثلا على ذلك بصورة مشهورة للرئيس الأميركي إبراهام لينكولن، هي في الواقع صورة لرأسه فقط، بينما استقطع الجسد من أحد الرومان، كما أن من الصور التي مازالت تثير جدلاً واسعاُ حتى هذه اللحظة صورة لروبرت كابا التقطها عن الحرب الأهلية الاسبانية تُسمى «الجندي الساقط»، وهذه الصورة تم التقاطها عام 1936 لأحد الثوار لحظة مقتله في الحرب الأهلية الاسبانية، وتبين بعد ذلك أن هذه المنطقة والتضاريس في الصورة بعيدة كل البعد عن منطقة «سان مريانو» حيث كانت تقع الاشتباكات.

وتابع بأن هناك صورة أيضاً تُخلد الجندي الأميركي في حروب الاستقلال، بحيث استخدم في هذه الصورة «مزجا» لمجموعة من الصور، وهذا الأمر مسموح لو كانت الصورة لغرض تجاري، ولكن يجب ألا تستخدم للنشر الصحافي، مبيناً أن المزج كان عبارة عن صورة ميدان المعركة، وصورة الجندي مستنداً إلى عمود الخيمة، مع صورة الجلسة الملكية على الفرس لشخص اقتطع رأسه فقط وبقى جسده، لافتاً إلى أن مزج الصور يستخدم بشكل كبير في الحملات الانتخابية.

إزالة الخصوم

من جانب آخر، أشار سالم إلى استخدامات أخرى للتعديل على الصور، من هذه الاستخدامات «إزالة الخصوم» مثل ما حدث في صورة «ستالين» التي ألغى وجود روزفلت منها، كذلك صورة «ماو» الذي أزال عصابة «الأربعة» من الصورة بعد الثورة الثقافية، وحتى هتلر استخدم هذا الأمر، وأزال غوبلز من إحدى الصور التي تم تداولها إعلامياً.

واستطرد بأن هناك عمليات «فوتوشوب» لإضافة شخص إلى الصور، منها حديثاً صورة أثارت الريبة لمصور «رويترز» في الحرب على جنوب لبنان عام 2006، حيث قام بتعديل غير مفهوم على صورة واضحة لكمية من الدخان لإظهار دمار أكبر، وبعد ذلك تم فصل هذا المصور نهائياً.

وأوضح سالم أن هناك صوراً يتم التعديل عليها تُطلق حروباً كبيرة كما حدث في صورة مُعدلة في منطقة «الفلوجة» العراقية، مبيناً أن هناك صوراً عُدلت الكترونياً خصوصاً في الربيع العربي، كما أن هناك أيضاً صوراً تُعدل في مجال العلوم، إذ إن 20% من الصور في مجال العلوم تم التعديل عليها، وبينما كانت نسبة الصور المعدلة في عام 1990 تصل إلى 2.5%، ارتفعت لتصل عام 2001 إلى 26%.