التكنولوجيا الحيوية... دواء حقيقي وأسعار احتيالية
أرجوك لا توقظني، لا، لا تهزني. إن مستثمري التكنولوجيا الحيوية يستخدمون جون لينون كوسيلة اتصال، حيث إنهم يأملون أن أسهم «الأحلام» في القسم المقطعي الذي يضم الطب والأدوية والابتكارات، ستستمر في الارتفاع. خلال ثلاثة أعوام، حول القطاع 100 دولار إلى 284 دولاراً، ما جعل عائد مؤشر ستاندارد آند بورز 500، البالغ 151 دولاراً، يبدو متواضعاً، لكن صوت المنبه انطلق.القطاع لديه بنية غير مستقرة، فقد شهدت القليل من الشركات الكبيرة - مثل آمجين، وبايوجين آيديك، وسيلجين وجلياد – فائدة كبيرة من أبحاثها، وجمعت مجموعة كبيرة من الأموال من محفظة أدوية متنوعة.
وعلى النقيض من ذلك، كانت المختبرات الناشئة غالباً ما تجرب علاجات لأمراض نادرة تماماً، وهي تعتمد على التمويل من مستثمرين من القطاع الخاص وأصحاب رأس المال المغامر، الذي يوفر وقتاً للعلماء لإجراء التجارب.الأمل هو أن النتائج الناجحة للتجارب ستجتذب الشركات الكبيرة، لاحظ أن شراء شركة جلياد لشركة فارماسيت بقيمة 11 مليار دولار في 2011، مهّد الطريق لطفرة مدهشة للشركات الناشئة.هذه الشركات تخلق الآن أموراً تافهة أكثر من الأدوية، فالمختبرات التي لايزال عليها البدء بالتجارب تخنق أنابيب الاختبار التي لديها، من أجل إدراج أسهمها. وفي إحدى الحالات، تنازل المساهمون عن حماية مهمة لعمليات بيع أسهم داخلية. ذلك لا يهم؛ فقد ارتفعت أسهم الشركات ما قبل التجارب السريرية أكثر من ثلاثة أضعاف. لا يمكن لأحد تبرير التقييمات لشركات التكنولوجيا الحيوية الأصغر، إلا من قبل مدمن على المقامرة، يرجو اكتشاف شركة فارماسيت التالية.بالطبع، تعلمت الفِرق الإدارية من الأخطاء التي تركت آثار الدمار في كافة أنحاء الصناعة، بعد انفجار فقاعة الدوت كوم. وبغض النظر، فإن معظمها لايزال سيفشل.هذه هي أسهم للمهنيين غير الحساسين للنقد، أما المستثمرون العموميون فيجب أن يبتعدوا عنها، لكن بدلاً من ذلك فهم يستثمرون بشكل عشوائي؛ حيث الصناديق المشتركة المدرجة في البورصة، إذ شهدت تركيز أسهم القطاع على تدفقات داخلة بقيمة 1.4 مليار دولار، على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.الحجة بالنسبة للشركات الأربع الكبار مختلفة، وتعتمد على نمو الأرباح. حتى الآن، اضطر المحللون لمراجعة التقييمات ورفعها إلى الأعلى باستمرار، فبافتراض أن نمو الأرباح التشغيلية أكثر من 20 في المائة، فإن معنى ذلك أن الشركات الأربع الكبرى يتم تداولها بمضاعِف يبلغ 18 مرة من أرباح 2015، و15 مرة من أرباح 2016.هذا يشبه إلى حد كبير الوضع في قطاع الرعاية الصحية الأرحب، لكن تأثير هالة الشركات الأربع الكبار في الشركات الناشئة ليس له معنى. وهذا هو السبب في أن البعض يضغط على زر تأجيل وقت المنبه.* (فايننشال تايمز)