يضم المعرض أشرطة مصورة ولوحات ورسوماً ومطبوعات تجسد شخصيات متعددة، من الملك الإغريقي سيسيفوس إلى غودو، والرجل السائر في الشارع. ويطرح الفنان من خلال هذه الاعمال سؤال «أين حريّتي؟» الذي يبدو ملحاً هذه الفترة، خصوصاً في ظل الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي.

Ad

تكوينات حركية

أعمال فراجي قائمة على تكوينات حركية صامتة، وسواد فوق أرض مونوكرومية بيضاء وطحينية، مضافة إليها مشحات سوداوية، تصغر في مكان وتكبر في مكان آخر، سواد يصدم العين، ويعيق قدرة التحايل عليه. لا يلوي صادق عنقَ التكنيك من أجلِ التعبير، بل يسلّمُ روحَه له، وحين أراد أن يخرجَ سيزيفُ حاملُ الصخرةِ الشهير في مظاهرةٍ اختارَ له الـ {فيديو آرت}. وكثيراً ما تحضر في لوحات الفراجي اسماء فلاسفة وأدباء من فرانز كافكا إلى سقراط وصموئيل بيكيت. يقول في تعريف إحدى لوحاته: {أنا لا أرسم ترفاً، ولست باحثاً عن الجمال، إنما أحاول أن أتعقل ذاتي والعالم... غير أن النتيجة دائماً، لا تعدو أن تكون نوعاً من البكاء}.

يعرّي صادق الفراجي الظرف الانساني بطريقة جذّابة وشاعرية. وتُدخل اللوحات الضخمة، والرسوم ومقاطع الفيديو المؤثرة المعدّة خصيصاً لهذا المعرض، الزائر في لحظات من التفكير والتأمّل مع الذات، وتدفع كلاً منا للبحث في عالمه والغوص في معتقداته الفلسفية التي نُقشت أعمال الفراجي حولها.

وجد هذا الفنان الذي سُلخ عن وطنه الأم منذ عقود، ملاذاً له في هولندا حيث طوّر أعمال معرضه الجديد طوال عام ونصف العام، وأعد بلا انقطاع، خلال هذه الفترة، آلاف الصور التي تقدم للمرة الاولى، واستوحى منها عنوان المعرض. أدهشَ الفراجي نقاداً ومتلقين أينما حلَ هو ومخلوقُهُ الأسود، مخلوقُه الثابتُ المتحوّل. كلُ هذا لم يبدلْ فيه دِعةً آسرةً ووضوحاً هو الحجابُ بعينِه.

طبعات غرافيكية

كانت {سيرة حياة رأس}، بداية، عبارة عن مجموعة من الطبعات الغرافيكية حفراً على اللينوليو (Linocut) ، انجزت عام 1985 إبان الحرب العراقية- الإيرانية، وحاول الفنّان عرضها في بغداد عام 1989، إلا أنه منع من ذلك لأسباب سياسية.

الفراجي الذي يستخدم أسلوب السواد منذ الثمانينات، يحاول أن يظهر الظل من خلال العمل على اللون الأسود وقليل من الأبيض، يقول: {أطرح تساؤلاتي وتساؤلات كل البشر منذ بدأت بحمل الريشة، فهذا المعرض هو استمرار لقيمتي التي تتركز حول الأسئلة التي تدور في ذهن البشر ولا توجد لها إجابة}.

 ولد صادق الفراجي في بغداد عام 1960 وتخرّج في أكاديمية الفنون الجميلة هناك. غادر العراق مطلع التسعينيات، وهو يقيم حالياً في هولندا، حيث تابع تحصيله العلمي في مجال التصميم الغرافيكي. عرض الفراجي أعماله في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وروسيا.

من بيتِ ابيه وأمه في شوارعِ الظلامِ والفقْرِ في مدينةِ الثورة ببغداد الى (أمرِسْفورت) الهولندية حيث انتهى، تمتدُ مِساحةُ خيالِهِ.

يستمر المعرض حتى 13 أبريل المقبل.