لايزال النظام السوري يعد العدة لإجراء الانتخابات الرئاسية في 3 يونيو المقبل، إذ ثبتت المحكمة الدستورية أمس ترشح الرئيس السوري بشار الأسد وماهر حجار وحسان النوري، مشيرة إلى أن الحملات الانتخابية للمرشحين ستنطلق اليوم.

Ad

رغم الانتقادات الدولية ورفض المعارضة السورية إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في 3 يونيو المقبل، أعلنت المحكمة الدستورية العليا في سورية أمس أنها رفضت كل طلبات التظلم التي قدمها المرشحون للرئاسة ولم تقبل سابقاً.  

وقال المتحدث باسم المحكمة الدستورية العليا ماجد خضرة، إن «القائمة النهائية للمترشحين لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية هم ماهر عبدالحفيظ حجار، وحسان عبدالله النوري، والدكتور بشار حافظ الأسد».

وأوضح خضرة في مؤتمر صحافي أن «الإعلان النهائي لأسماء المقبول ترشحهم لمنصب رئيس الجمهورية يعد بمنزلة إشعار للمرشحين المقبولين للبدء بحملتهم الانتخابية، اعتباراً من صباح (الأحد)».

ومن المتوقع أن تبحث مجموعة «أصدقاء سورية»، التي تضم 11 دولة، التي ستجتمع الخميس المقبل في لندن، موضوع ترشح الأسد للانتخابات. وكانت السعودية سحبت قبل يومين طلباً لعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب يوم غد الاثنين لبحث تطورات الأوضاع في سورية.

حمص

إلى ذلك، دخل آلاف السوريين أمس لليوم الثاني على التوالي الى أحياء حمص القديمة التي انسحب منها مقاتلو المعارضة بموجب اتفاق مع النظام، وذلك بعد أن استكمل أمس الأول تنفيذ الاتفاق وأعلنت السلطات السورية الموالية لنظام الأسد أن حمص باتت «مدينة آمنة».

وكتبت وكالة «سانا» الرسمية أمس «ما ان أُعلنت حمص القديمة آمنة وخالية من السلاح والإرهابيين، حتى هب أبناؤها عائدين إلى منازلهم وأحيائهم، يتفقدونها، ولسان حالهم يقول ما خربه الإرهابيون سنعيد بناءه بسواعدنا. وكما قدمنا الشهداء فداء لوطننا الحبيب في وجه مجرمي وإرهابيي العصر، سنعيد البناء والإعمار لتعود حمص كما كانت وكما يعرفها الجميع، مدينة للمحبة والسلام، مدينة تخرج الأبطال المدافعين عن كرامة الوطن وعزته وثوابته الوطنية، وستبقى حمص قلعة وطنية صامدة في وجه كل من يحاول النّيل من سورية. وتبقى إرادة الحياة هي الأقوى».

من ناحيته، دعا محافظ حمص طلال البرازي مجدداً أمس أهالي حمص القديمة للعودة إلى منازلهم، مضيفا أن مدينة حمص القديمة «أصبحت آمنة وخالية تماماً من السلاح والمسلحين بفضل تضحيات وبطولات بواسل الجيش العربي السوري». وقد دخل الجيش السوري امس الأول للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين إلى حمص القديمة. وتفقد العائدون مدينتهم سيراً أو على دراجات ودراجات نارية وجروا عربات على طرق مغطاة بالركام. ويحمل كل مبنى آثار الحرب من ثقوب رصاصات إلى فجوات كبيرة نجمت عن قذائف كانت تسقط كل يوم تقريباً على مدى نحو عامين من الحصار.

وكانت علامات التأثر بادية على الأهالي عند رؤية احيائهم السابقة التي تغيرت ملامحها وما عادوا يعرفونها. وقالت ريما بطاح (37 عاما) من أهالي حي الحميدية بحمص القديمة «الدمار مخيف». وأضافت «ذهبت مع زوجي الى منزلنا أمس ووجدناه مدمراً. عدنا اليوم لنأخذ مقتنياتنا»، مشيرة الى خمس حقائب كبيرة من المقتنيات بجانبها. وكانت عشرات الأسر تقوم بالشيء نفسه من جمع الملابس وإنقاذ ما أمكنها من المنازل التي دمرتها الحرب. وقالت سيدة رفضت الإدلاء باسمها والى جانبها زوجها وثلاثة ابناء «كنا نملك شقة جديدة في مبنى جديد والان كل شيء دمر». وبث التلفزيون السوري مشاهد حية لتدفق الأهالي، وأجرى مقابلات مع عدد منهم عبروا فيها عن شكرهم للاسد. وخضعت مدينة حمص لأطول فترة حصار ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة. وقتل 2200 شخص في المدينة في عامين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

انفجار حماة

إلى ذلك، أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية»، مقتل 17 جندياً موالياً للنظام في تفجير سيارة مفخخة بريف حماة الشرقي. ويبدو أن مقاتلي المعارضة يعتمدون استراتيجية جديدة تقوم على التفجيرات بدلاً من المواجهات العسكرية المباشرة، بهدف إنهاك قوات الأسد. ولجأ مقاتلو المعارضة إلى التفجيرات النوعية التي تتم عبر حفر انفاق تحت مواقع قوات النظام بشكل متزايد في الأيام الأخيرة. فيوم الاثنين الماضي قتل أكثر من 30 جنديا مواليا بتفجير قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب اعتمد هذه الاستراتيجية. ويوم الخميس الماضي فجّر مقاتلو المعارضة السورية فندق الكارلتون الأثري في حلب الذي كان يستخدم مقراً للقوات النظامية، ما أسفر عن مقتل 50 جندياً موالياً بعد أن حفروا نفقا أسفله.

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

كونا، د ب أ)