«وعساه يفيد»!
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
وعودة إلى أدبيات السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، فقد كتبها هوبز ومورغنتاو وكار وآخرون سنتطرق إليهم في مقالات قادمة بالتفصيل لتعزيز الفهم الصحيح للتطورات الدولية وتحليل الظواهر المتكررة، لأهمية التعرف على الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بعملية اتخاذ القرار.كويت الستينيات... خاضت الكويت في السنوات الثلاث الأولى من الستينيات حروباً دبلوماسية، والتعبير يعود إلى السفير عبدالله بشارة، فمنذ استقلالها 1961 واجهت تحديات كثيرة، الأمر الذي دفعها إلى استخدام الدبلوماسية التنموية وذلك بإنشاء صندوق التنمية لتنفيذ المساعدات للدول العربية فقط آنذاك، وأيضا باستخدام الدبلوماسية العامة، وذلك عبر انطلاق وفود الصداقة من الشخصيات التجارية والعامة للدول العربية والدبلوماسية المباشرة، وذلك عبر إرسال البعثات الرسمية إلى الدول العربية لمساندة الكويت باحتفاظها باستقلاليتها وسيادتها عبر الاعتراف بها، وبالتالي قبولها بعضوية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.وانطلقت افتتاحيات الصحف لتضغط على الجامعة العربية حتى تصدرت افتتاحية إحدى الصحف مقالتها بجملة "هذا بيان الجامعة وعساه يفيد"، وبعدما تعاملت الكويت مع التحديات باشرت دورها في الوساطة بين الدول العربية، فنجدها في عام 1965 حاضرة في الملف اليمني الشائك "أيديولوجياً" الذي ارتبط بمصر والمملكة العربية السعودية آنذاك.فكانت وساطة الكويت ناجحة بكل المقاييس، فاستضافت مؤتمراً في عام 1966 لاستكمال الإجراءات حول موضوع اليمن، واستمرت في مساعداتها أيضاً عبر جمعيات النفع العام كـ"الهيئة العامة للجنوب" و"الخليج" لإدارة مشاريع اقتصادية وصحية وتعليمية باليمن، وغمر الاهتمام أيضاً إمارات الساحل الخليجي والبحرين وجنوب السودان أيضاً بشكل موازٍ للجهود الإنسانية التي دعت لها جامعة الدول العربية آنذاك. وخلاصة الأمر، أن الدور الإنساني للكويت متأصل منذ الستينيات وجهودها بالمصالحة الناجحة كذلك. وللحديث بقية.كلمة أخيرة:بكل جرأة اعترف إفريقي بقيامه بأكل غريمه انتقاماً منه، ومنّا إلى شؤون العمالة التي فتحت الباب على مصراعيه أمام دول وسط إفريقيا.وكلمة أخرى:أشكر العاملين بالمواقع الإلكترونية التي تعيد نشر مقالاتي، وأرجو ذكر المصدر، وهو جريدة "الجريدة"، دولة الكويت.