صيانة المحطات... خطر قاتل بلا بدلات ولا تأمين صحي!
60% من أعمالها تتم بأيدٍ وطنية مدربة على كل أنواع محولات الكهرباء
«الكهرباء هي الحياة في الكويت» فبدون كهرباء لن يستخرج البترول، وبدون كهرباء لن تقطر المياه، وبدون كهرباء ستتوقف الحياة، وهناك جنود مجهولون يعملون خلف الكواليس في بيئة خطيرة ولا أحد يلتفت إليهم، إنهم «مهندسو وفنيو الصيانة».
صيانة محطات الكهرباء "خطر الموت" بلا بدلات ولا تأمين صحي، تعتمد 60 في المئة منها على الأيدي الوطنية المدربة على أعلى مستوى عالمي، وتوفر على الدولة آلاف الدنانير سنوياً، بإجراء صيانة جذرية لمحطات التحويل الرئيسية، لم تكن تجري في الماضي إلا في المصانع المنتجة للمحولات في بلدان عدة كفرنسا واليابان وبلجيكا وألمانيا، واليوم تجري بأيد كويتية وكفاءات وخبرات وطنية، من أجل أن يصل التيار الكهربائي طوال العام إلى كل المستهلكين بلا انقطاع."الجريدة" جالت داخل محطة الدائري السادس "a وw" إحدى محطات التحويل داخل الشبكة، لتتعرف عن قرب على طبيعة عمل الصيانة داخلها، حيث بدت في التاسعة صباحاً كأنها خالية لا يوجد بها أحد، إلا أن خلية نحل من مهندسي وفنيي الصيانة تعمل في هدوء وسط خلايا كهربائية حية، وغازات سامة، ومواد مسرطنة.أهم المحطاتبداية، أكد مهندس الموقع داخل المحطة محمد القطان أن محطة الدائري السادس (w) من أهم المحطات في الكويت، لأنها تقوم بتوزيع الكهرباء على مناطق عدة منها الجابرية، وصباح السالم، والأحمدي، وجنوب السرة، فهي قلب الشبكة، ولا تقل محطة (a) أهمية عنها.وأضاف أن "عملنا في المحطة يتمثل في استقبال الطاقة من محطات التوليد، ونقوم بنقلها إلى المحطات جهد (33 فولتا) أو (133 فولتا)، ومن ثم تحويلها إلى 11 فولتا، ليتلقاها المستهلك، لافتا إلى أن عمر المحطة 33 سنة، وتحتاج إلى صيانة مستمرة لكي تستمر في العمل، تتم كل سنتين ونصف، ويتطلب العمل في الصيانة داخل المحطة الهدوء التام لمنع أي خطأ قد يتسبب في حوادث لا قدر الله، فنحن نعمل في بيئة عمل بها غازات سامة، ومجال مغناطيسي، ونحرص خلال الصيانة على إجراء تهوية شاملة للموقع أثناء العمل.عماله وطنيةوبين القطان أن 60 في المئة من أعمال الصيانة داخل المحطات تتم بأيد كويتية، والوزارة "مو مقصرة" في تدريب أبنائها المهندسين والفنيين "داخليا وخارجيا"على جميع أنواع المحولات من 11 إلى 400 كيلوفولت.وقال: نعمل على صيانة جميع أنواع المحولات، ولكي نفهم آلية تصنيع كل محول نحتاج إلى الوقت المناسب، والصعوبة تكمن في أننا نعمل على أنواع وصناعات مختلفة، فكل شركة صممت محولها بتصميم خاص، وفكرة خاصة بالتشغيل، ومطلوب من مهندس الوزارة أن يعرف كل هذه الأنواع، لكي يتعامل معها عندما يتواجد في الخفارة ولا يلجأ إلى الشركات. وأوضح أن الصيانة الجذرية تتطلب فتح الخلية كاملة وتبديل القطع التالفة بداخلها، واليوم لا نحتاج إلى إرسال القطعة "التي ستجرى لها الصيانة" إلى مصنعها لكي يقوم بإعادة تبديلها، فلدينا فريق عمل يقوم بفتح كافة تلك القطع ويعيد تركيبها مرة أخرى، على الرغم من اختلاف الصناعات ما بين فرنسي وألماني وبلجيكي وياباني، ونجري عليها كافة اختبارات التشغيل.وقت الصيانةوأشار إلى أن عمل الصيانة يبدأ مع نهاية موسم الصيف، حيث نسعى إلى إنهاء كافة أعمال الصيانة لكي لا تقطع الكهرباء مع دخول الصيف التالي، لافتا إلى أن المحطة بها 16 خلية ومطلوب من فريق العمل أن يقوم بصيانتها جميعا، وتحتاج الخلية الواحدة ما بين ستة إلى ثمانية أيام عمل، ودوام فريق العمل من الساعة السابعة إلى الرابعة عصرا.وأكد المهندس القطان أن إدارة الصيانة من الإدارات الطاردة لحصول مهندسي وفنيي الصيانة على نفس الراتب الذي يحصل عليه الموظف في إدارات أخرى بدون أن يبذل هذا التعب أو الجهد الذي نقوم به في الصيانة، ونحتاج في "الصيانة" إلى ما يميز تلك الإدارة عن باقي الإدارات، فلابد أن يخصص بدل لإدارة صيانة محطات التحويل لجذب المهندسين للعمل بها، خاصة ونحن نعمل على خلايا حية، والخطورة عالية.مواد تنظيف محولات الطاقة مسرطنة!أكد المهندس القطان أن المواد المستخدمة في تنظيف قطع محولات الطاقة مسرطنة، إضافة إلى الغازات السامة الموجودة، ولا أحد يعرف مدى الخطورة داخل هذا العمل، أثناء تبديل الغاز وقطع الغيار، مطالبا بالتأمين الصحي على المهندسين والفنيين العاملين في مجال الصيانة، «فلا يعقل أن تحصل الشركات الخاصة التي تعمل في نفس المجال على تأمين صحي، ونحن كمهندسين وفنيين في وزارة الكهرباء والماء لا يوجد لنا تأمين صحي».مهندسو الكهرباء اقتحموا الصيانة المحتكرة عالمياًقال المهندس القطان إن التجهيز والترتيب وإجراء الصيانة الجذرية للتأكد من مدى صلاحية وعازلية معدات الجهد العالي للشبكة الكهربائية وجاهزيتها للعمل لإيصال التيار الكهربائي من خلال محطات التحويل الرئيسية التي تقوم بعملية نقل الطاقة الكهربائية من محطات التوليد (الصبية، والدوحة الشرقية، والدوحة الغربية، والزور، والصبية الغربية 400 كيلوفولت) إلى محطات التحويل الثانوية المنتشرة والموجودة بجانب المناطق السكنية والصناعية كانت في الماضي محتكرة على الشركات العالمية المصنعة لمثل هذه المحطات، وبعزم وإصرار الشباب الكويتي من مهندسي وفنيي إدارة صيانة محطات التحويل الرئيسية في قطاع شبكات النقل الكهربائية وبالتدريب المتواصل الداخلي والخارجي استطاعوا القيام بتلك الصيانة.