حققت أحزاب اليمين المتطرف انتصارات في انتخابات البرلمان الأوروبي التي اختتمت أمس الأول، وبدا أن اليمين المتطرف يقتحم القارة العجوز من اوسع أبوابها، حيث حقق حزب «الجبهة الوطنية» انتصارا قويا في فرنسا، التي تعتبر اكثر الدول الأوروبية حماسا للاتحاد الأوروبي، وتؤمّن بشراكتها مع ألمانيا استمرارية عمل الاتحاد.

Ad

وأحدث حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف المفاجأة في فرنسا بزعامة مارين لوبان بعد تصدره نتائج الانتخابات الأوروبية بـ25 في المئة من الأصوات أمام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بـ20 في المئة، والحزب الاشتراكي 14 في المئة حسب نتائج أولية.

ووصف رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس فوز حزب مارين لوبان بالزلزال السياسي، وقال إن «فرنسا وأوروبا تعيشان لحظة صعبة وصعبة جدا. تقدم اليمين المتطرف وارتفاع نسبة المقاطعة يعبران عن قلق وتعب الفرنسيين من السياسات المتبعة في أوروبا وفرنسا منذ سنين، ويظهران أننا نعيش أزمة ثقة كبيرة».

من جهتها، عبرت زعيمة الحزب مارين لوبان عن سعادتها وفرحتها بالنتائج التي حصل عليها حزبها. وقالت في تصريح أمام الصحافيين: «أشكر كل الفرنسيين الذين صوتوا لصالح حزبنا. لقد أرادوا بهذا التصويت توصيل رسالة مفادها أنهم يريدون إدارة شؤون بلادهم بأنفسهم وأن يتحكموا في مستقبلهم».

وتابعت: «الفرنسيون يرفضون القرارات التي تأتي من خارج فرنسا أو أن يدير شؤونهم موظفون لم يواجهوا صناديق الاقتراع».

وأشارت الى أن حزب الجبهة الوطنية أصبح اليوم الحزب الأول في فرنسا، داعية في الوقت نفسه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشكل غير مباشر إلى الأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات الأوروبية وتغيير تركيبة الجمعية الوطنية لتكون أكثر تجانسا مع القوى السياسية المتواجدة على الأرض.

وفي الدنمارك تصدر الحزب الشعبي الدنماركي المناهض للهجرة نتائج الانتخابات الأوروبية التي جرت امس الاول في الدنمارك بحصوله على 26.7%.

وأظهرت النتائج ان الحزب فاز بأربعة مقاعد من اصل المقاعد الـ13 المخصصة للدنمارك في البرلمان الاوروبي، متقدما بذلك وبفارق كبير على الحزب الاجتماعي- الديمقراطي الحاكم الذي حصل على 19.1% من الاصوات.

وكان الحزب المناهض للهجرة حصل في الانتخابات الاوروبية السابقة على مقعدين، ما يعني انه تمكن في هذه الانتخابات من مضاعفة حصته في البرلمان العتيد.

من جهة اخرى، كشفت الانتخابات الأوروبية في بريطانيا عن تقدم حزب بريطانيا المستقلة الذي يرأسه نايجل فرج عن الحزبين العتيدين المحافظين والعمال.

وحقق حزب العمال تقدما عن نتائج 2009، الأسوأ في تاريخه، ولكنه يتصارع مع حزب المحافظين على المرتبة الثانية.

وقال رئيس حزب الليبراليين الأحرار، تيم فارون، إن حزبه الذي حل خامسا في جميع المقاطعات حتى الآن، قد يخسر جميع نوابه وعددهم 11 في البرلمان الأوروبي.

وفي البرتغال، مني ائتلاف يمين الوسط الحاكم بهزيمة قاسية في الانتخابات الأوروبية، حيث فازت المعارضة الاشتراكية، بحسب ما أظهرت النتائج الرسمية شبه النهائية، والتي بدت أنها تعبر عن الرفض الشعبي الشديد لسياسة الحكومة التقشفية.

وأظهرت استطلاعات رسمية لآراء الناخبين في اليونان أن حزب سيريزا اليساري المتطرف استفاد من موجة غضب إزاء إجراءات التقشف ليفوز في هذه الانتخابات، ولكنه أخفق في تسديد ضربة قاضية لحكومة رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس.

كما تلقى القادة الأوروبيون، بقلق شديد، الصعود التاريخي للمناهضين للبناء الاوروبي خلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة، وقرروا الالتقاء اليوم في بروكسل لاستعراض الوضع وتحليل نتائج الاقتراع الذي تميز برفض للمؤسسات الأوروبية والنخب الوطنية الحاكمة.

واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير امس ان «العديد من الأحزاب الشعبوية والمشككة في أوروبا او حتى القومية ستدخل الى البرلمان الأوروبي».

(باريس، كوبنهاغن - أ ف ب)