• عقدت المعارضة عبر حركة "حشد " ندوة حماهيرية الأسبوع الماضي بعد الدعوة العامة التي جاءت بعد الاجتماع الطارئ للحركة في ديوان رئيسها أحمد السعدون بالخالدية، وكانت دعوة الجماهير للندوة ذات زخم إعلامي، وسبقتها تعليقات عديدة في وسائل التواصل الاجتماعي، وحبكت الدعوة بطريقة مليئة بالتشويق، وأجزم أن كثيرا من هواة الأفلام البوليسية هم من شكل جزءاً من الحضور!

Ad

• "حشد" نجحت في الترتيب الإعلامي العالي المستوى للدعوة، ولا نستغرب ذلك إن علمنا أن خبير الإعلام ومسؤول قناة العربية السابق في الكويت سعد العجمي هو من يخطط ويقود "حشد" إعلاميا، فقد قدم عملا ممتازا في الترويج لها.

• التنظيم رائع جداً وساهم الأمن في إنجاح الندوة! فالحضور الأمني بالزي المدني واضح وحال لسان الحضور يقول: وهل يخفى القمر؟!

• تشابه العبارات بين ندوة "كفى عبثا" وهذه الندوة واضح، أظن أن من كتب وصاغ الخطابين واحد.

• لم يكن هناك داع لإلقاء الدكتور جمعان الحربش وعبدالرحمن العنجري كلمتيهما، فالطبق الرئيسي في الندوة هو كلمة البراك، وكلمتا الحربش والعنجري طبق المقبلات، لقد خانهما التوفيق رغم بلاغة ما قالاه وأهميته، لكن جل الحضور كان لمسلم، ولم يكن لائقا سياسيا أن يكون سياسيان متميزان كالحربش والعنجري كطبق المقبلات في بوفيه كبير، بينما كان الطبق الرئيسي لحركة "حشد"! ويبدو أن ترتيب الندوة ظلمهما، فتاريخهما السياسي أكبر من أن يكونا مجرد "إكمالة عدد"!

• تعامل البراك بسياسة ذكية في إلقاء الخطاب، فلم يضع البيض كله في نفس السلة، فاكتفاؤه بالقضاة كان لافتا، وأعطى للمشاهد فكرة عن ثقته العالية بالمعلومات التي يملكها، وهي مناورة سياسية وضحت من خلالها خبرة البراك السياسية، وكأن الندوة لرفع السقف ولو جزئيا... ويفهم أنه تمهيد لندوات قادمة.

• استمرار البراك في تسمية «المتعوس وخايب الرجا» كان غير موفق، بل كان تكرارا لم يضف شيئا، و عدم ذكر الأسماء له سبب بدهي التشويق والإثارة؛ لذلك كانت خيية الأمل واضحة.

• حركة البراك بالتلويح بالكفن كانت غير موفقة، وذكرتني بالزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر!

• مغادرة الدكتور عبيد الوسمي قبل نهاية كلمة البراك ذات معنى هادف!

• أكبر خطأ لمن خطط لهذه الندوة هو تعمد لعب السياسة مع الجمهور! وهذه لعبة حساسة احتمال فشلها أكثر من نجاحها، فأغلب الجمهور ليس من السياسيين؛ لذلك اللعب السياسي لا يجدي نفعاً، ولا جدوى سياسية أبدا منها.

• الندوة تشبه مباراة كرة قدم ودية للتسخين قبل مباريات هامة.

• امتلأت كلمة البراك ببالونات الاختبار، باختيار مفردات محددة.

• نشر الأوراق عبر موقع للتواصل الاجتماعي التفاف قانوني، فرغم الذكاء البالغ فيه لكنه لا يصلح لمثل هذه الظروف.

• لن أتحدث عن صحة الأوراق أو كذبها، لكنها طريقة جديدة في ممارسة السياسة، ونشر الاتهام، وهي طريقة لم تكن موفقة على أي حال، أهم نتيجة للندوة هي إثبات وجود للمعارضة رغم الملاحظات الكثيرة.

• كان بيان مجلس القضاء انفعاليا ومليئا بالتهديد، وصياغته غير موفقة، وكان بالإمكان اختصاره  بإعلان رفع الأمر للنائب العام.

• كلمة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في اليوم التالي للندوة انفعالية أيضاّ، كان عليه التحرك بهدوء ورفع الموضوع لديوان المحاسبة، وتقديم بلاغ للنيابة العامة، لتبيان الحقيقة بدلا من انفعالات لا تقدم ولا تؤخر.

• رد رئيس مجلس الوزراء هادئ جدا، وأهدأ منه رد وزير العدل، وكان رد وزير المالية خالياً من الحزم.

• ما حدث باختصار هو انتقال خصومة رياضية إلى المجال السياسي!

• ومع الأسف خانت الخبرة البراك في تحالفاته الجديدة، ولم يكن رغم اجتهاده مقنعاً! ولا تزال الأيام حبلى، وما زلنا في انتظار تدخل حاسم من القيادة السياسية لينهي هذه المتاهات السياسية؛ لأجل الاستقرار وممارسة السياسة الراقية.

• حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.