الفايز لـ الجريدة.: لا خلافات مع الكويت وعلاقاتنا تاريخية ومتينة
«مواقفنا في مجال السياسة الخارجية شبه متطابقة والاختلاف موجود بين البشر»أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز عدم وجود أية مشاكل أو خلافات بين المملكة والكويت، مشددا على ان العلاقات بين البلدين من اقوى العلاقات بين دولتين من دول المنطقة.
وقال الفايز في لقاء مع «الجريدة» إنه «لا توجد اية مشاكل او خلافات مع الكويت بل تناغم وشبه تطابق في المواقف وبالذات في مجال السياسة الخارجية»، مضيفا ان «الاختلاف موجود بين البشر منذ ان خلقت البشرية، لكن تظل العلاقات مع الكويت قوية ومتينة ونموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول في المنطقة».وشدد على انه لا توجد علاقة مباشرة مع اعضاء مجلس الأمة، وأن السفارة تنأى بنفسها عن الدخول في القضايا الكويتية الداخلية، مؤكدا أنه «لم يتم التعامل مع ملف المزدوجين في الكويت، لسبب بسيط انه ليس لدينا معلومات عنهم، والكلام المرسل شيء والإثبات والتأكد منه شيء آخر».وكشف أن هناك جهوداً تبذل لإنهاء قضية المواطنين السعوديين الذين تمت ازالة مساكنهم في منطقة الزور، مشيراً إلى أن السفارة تتابع الموضوع وستبدأ قريبا مرحلة البناء وانتقالهم الى مواقعهم الجديد. وفي ما يلي نص اللقاء:• ما تقييمك للعلاقات بين الكويت والسعودية؟العلاقات بين البلدين تاريخية ومتينة، وتعتبر من اقوى العلاقات بين دولتين من دول المنطقة، فالتواصل مستمر على كافة المستويات، والتنسيق قائم، والمواقف وبالذات في مجال السياسة الخارجية تعتبر شبه متطابقة، كما ان التبادل التجاري مرتفع والتواصل الاجتماعي والزيارات بين المواطنين مستمرة، ولا توجد قيود على حركة تنقل الأفراد والسلع والخدمات، وهذه الحرية في حركة التنقل والتبادل التجاري تزيد متانة العلاقات لانها تخلق مصالح مشتركة بين الشعبين الشقيقين.• ألا توجد مشاكل او خلافات او تباين في المواقف تجاه بعض القضايا؟لا توجد اية مشاكل او خلافات مع الكويت، ربما تكون هناك مشاكل فردية لافراد عند عبورهم الحدود او غيرها لكن تظل مشاكل فردية لا يمكن تعميمها. وبالعكس هناك مصالح مشتركة سواء في قطاع النفط في عمليات الانتاج المشتركة بمنطقة الزور او غيرها، كما أن هناك تنسيقا مستمرا بالذات في موضوع السياسة الخارجية، فنحن نعيش في منطقة تعاني عدم الاستقرار، ومحاولة تهدئة الأوضاع والقضاء على مسببات عدم الاستقرار تتحقق بالجهود الدبلوماسية بين البلدين التي تعمل في تناغم وتنسيق واضح في هذا المجال، بدليل الزيارات المتبادلة بين وزيري خارجية البلدين. صحيح ان الاختلاف موجود بين البشر منذ ان خلقت البشرية، لكن تظل العلاقات الكويتية - السعودية قوية ومتينة ونموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول في المنطقة.مساكن جديدة• هل انتهت قضية المواطنين السعوديين القاطنين في منطقة الزور والذين تمت إزالة مساكنهم؟نستطيع القول انها في مراحلها الأخيرة، بانتظار إصدار الموافقات من قبل البلدية ليبدأوا البناء في منطقة الخيران أو الزور الجديدة. هناك جهود تبذل لإنهاء القضية، والموضوع محل تواصل بين المسؤولين المعنيين، والسفارة تتابع وان شاء الله قريبا تبدأ مرحلة البناء وينتقلون الى مواقعهم الجديد.• وهل هذا الحل مقبول ومرض للمعنيين؟يجب اولا ان نرجع الى الموضوع من أساسه، فهناك اتفاقات بين البلدين نصت على تعويض القاطنين في تلك المنطقة وإعطائهم قسائم سكنية بديلة، اما مسألة الرضى من عدمه فهي تتفاوت من شخص الى آخر، المهم ان المبدأ كان عادلا والتعويض الممنوح لهم عادل ايضا ونحن متفائلون بأنه مع بدْ مرحلة البناء ينتهي الموضوع نهائيا.لا علاقة مع النواب• هل لديكم كسفارة علاقات مع مجلس الأمة او اتصالات مع النواب؟السفارة تتعامل مع المؤسسات الرسمية في الكويت عن طريق وزارة الخارجية الكويتية، لكن عند تشكيل مجلس أمة جديد واختيار رئيس للمجلس فإنه من باب اللياقة يقوم السفير بتقديم التهنئة له، صحيح اننا نحضر الاحتفالات الرسمية لافتتاح ادوار الانعقاد الا انه لا توجد لنا علاقة مباشرة مع اعضاء مجلس الأمة، والسفارة تنأى بنفسها والسفير تحديدا عن الدخول في القضايا الكويتية الداخلية او في عمل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فنحن مرجعيتنا في الكويت وزارة الخارجية.• لكن البعض يتحدث عن أن هناك تدخلا سعوديا في الشأن المحلي الكويتي؟البينة على من ادعى، السفارة تتواصل فيما يخص مصالح المملكة ومواطنيها ولا تتدخل في الشأن الكويتي بل بالعكس ننتقد من يسعى الى التدخل في الشأن الكويتي.التجريح والإساءة• ما تعليقك على ما يثار أن بعض المواطنين السعوديين يشاركون في الشأن السياسي المحلي بالندوات والتظاهرات؟المواطن السعودي صحيح انه شقيق لكنه يبقى ضيفا في الكويت، وعليه ان يتحلى بآداب الضيافة والالتزام بالقوانين، نحن نسمع ونقرأ في بعض الأحيان اتهامات مرسلة في بعض وسائل الإعلام، لكن لم يصل إلينا كسفارة أن احد المواطنين السعوديين شارك في أعمال غير رسمية تستهدف النظام العام، أو انه تم التعامل معه او التحقيق معه في هذا الشأن لذلك أرجو ان يكون واضحا ان المواطنين السعوديين ينظرون الى الكويت واستقرارها وأمنها كما ينظرون الى استقرار وأمن المملكة، ولا يقبل اي مواطن سعودي ان يتدخل في الشأن الداخلي الكويتي، ولا تقبل المملكة ان يتدخل مواطنوها في الشأن الداخلي لأي دولة أخرى.• وكيف تنظرون للانتقادات التي توجه بين فترة وأخرى إلى المملكة؟نحن نستهدي بالقول «رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي»، عموما إذا وجدت إساءات فهي تبقى قليلة جدا وتجاوب الكويت معها جيد، لكن بشكل عام إذا كانت مقاصد الانتقادات للمملكة وسياساتها موضوعية فينظر فيها، أما التجريح والإساءة للمملكة ورموزها فلا تقبله الكويت قبل أن نرفضه نحن، لكن، للأسف، البعض يسعون إلى خلق زوبعة لا أساس لها، فيبالغون في توجيه الانتقادات منطلقين من خلفيات وتوجهات معينة، لكن في النهاية فإن هؤلاء بالنسبة لنا لا يمثلون الكويت، والمسؤولون في الكويت كلهم لا يقبلون أي إساءة للمملكة مثلما لا تقبل المملكة أن يسيء أحد مواطنيها للكويت ورموزها.لا معلومات عن المزدوجين• أثير ملف المزدوجين في الكويت، والكثير ردد أن المقصود به الكويتيون من أصول سعودية، كيف تعاملتم مع هذا الأمر؟لم نتعامل مع هذا الأمر، لسبب بسيط انه ليس لدينا معلومات عن المزدوجين، الكلام المرسل وما يقال شيء والإثبات والتأكد منه شيء آخر. وهناك نقطة مهمة يجب توضحيها وهي أن هناك عددا كبيرا من المواطنين السعوديين الذين يعيشون في الكويت يقدر عددهم بنحو 120 ألفا ومازالوا محتفظين بجنسياتهم السعودية، اضافة الى السعوديين الذين يزورون الكويت من فترة إلى أخرى، لذلك فقد يتولد انطباع لدى بعض الناس أن هؤلاء يحملون الجنسية الكويتية. واعتقد انه في ظل التنسيق بين إدارات الهجرة والجنسية في الدولتين الشقيقتين فإن مثل هذا الموضوع لا يخفى عليهم، يمكن أن يتنازل سعودي عن جنسيته السعودية ويحصل على الكويتية أو العكس وهذه لها إجراءاتها الإدارية، وأما أن يحمل شخص جنسيتين فهذه لا نعلم عنها.• ما هي علاقة السفارة بالمواطنين السعوديين وما هي الخدمات التي تقدمها لهم؟السفارة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين للسفير وزملائه السفراء، يجب عليها تقديم كل الخدمات التي يحتاج إليها المواطن السعودي، وكل سعودي يأتي للسفارة ويطلب منها خدمة معينة فنحن نقوم بتقديمها بكل سرور، وأساسا لدينا قسم للمواطنين السعوديين يستقبل يوميا بين 60 الى 150 مواطنا يطلبون خدمات مختلفة، كما ان هناك عددا قليلا من السجناء يتراوح عددهم بين 50 و60 سجينا تتابع السفارة شؤونهم وتقدم لهم المساعدة المالية، ما يشغلنا حاليا انتظار الانتهاء من الاتفاقات التي تسمح للسجين السعودي بقضاء جزء من محكوميته في بلده.نصف مليون تأشيرة• ما هي أنواع التأشيرات التي تصدرها السفارة؟ ولماذا يتكرر الجدل حولها؟موضوع التأشيرات هو الشق الثاني من مسؤوليات السفارة، الشق الأول هو رعاية شؤون المواطنين السعوديين، أما التأشيرات فإن الأعداد التي تصدرها السفارة سنويا كبير جدا اذ يصل إلى أكثر من نصف مليون تأشيرة، وهو ربما اكبر عدد من التأشيرات تصدرها أي سفارة في الكويت. وأنواع التأشيرات كثيرة منها المرور عبر الأراضي السعودية، وتأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها التجارية والعائلية، والتأشيرات ذات الطابع الديني كتأشيرات الحج وهي للمقيمين في الكويت وتنظمها اتفاقات بين وزارة الحج في المملكة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، وتأشيرة العمرة وهذه إجراءاتها مرت بمراحل متعددة إلى ان استقرت الآن بوجوب التسجيل في حملة معتمدة للعمرة، في السابق كان أي مقيم يمكنه أن يأخذ تأشيرة عمرة ويذهب بسيارته الخاصة، ولكن الآن الوضع تغير، فضمانا لتقديم الخدمات وعدم إزعاج المعتمر اتفق ان يكون التسجيل عن طريق حملات ويكون السفر جوا عبر الطائرات او برا بالحافلات لأنهم يذهبون كمجموعات ويفضل أن يرجعوا كمجموعة أيضا.وقد لوحظ أن البعض أساء استغلال تأشيرة العمرة، اذ يأخذون التأشيرة ولا يذهبون لأداء العمرة بل إلى مناطق مختلفة في المملكة، وهذه مخالفة نظامية تخل بالغرض الذي من أجله أصدرت التأشيرة، وهذه تم التعامل معها عبر قصر التأشيرة بالتسجيل في حملات العمرة، وأيضا لدينا تأشيرات زيارة لحملة جوازات مادة 17 وهذه تمنح وفق تعليمات محددة. واعتبارا من الاسبوع المقبل سنبدأ في اصدار تأشيرات عمرة للمعتمرين من جمهورية العراق، فنحن شركاء مع سفارتنا في عمان بهذا الموضوع.• البعض يستغل التأشيرات للمتاجرة بها فهل من إجراءات لمنع هذا الأمر؟هذه المشكلة فعلا نعاني منها، فبعض المكاتب تتعمد تأخير تقديم الجوازات للسفارة بدعوى ازدحام السفارة كي تحصل على مبالغ إضافية، وبعض المكاتب تذهب الى ابعد من ذلك بعمليات تزوير واضحة وإلصاق ملصقات إقامة على جوازات أشخاص ليست لهم أو أشخاص غير موجودين في الكويت، وهذه حال اكتشافها نبلغ الجهات المختصة بالكويت، وقد أوقفنا التعامل مع بعض المكاتب بسبب التزوير والتجاوزات، ويجب على كل متقدم للحصول على التأشيرة أن يبلغ السفارة بأي تجاوز، ونحن نحافظ على سرية المعلومة، وسبق للسفارة ولي شخصيا ان صرحت ووضحت بأن اي شخص يجد صعوبة في الحصول على التأشيرة او طلب منه دفع مبالغ إضافية تتجاوز تكلفة التأشيرة عليه ان يبلغ السفارة، لكن من يدفع ويسكت فهذا لا نعلم عنه. نحن حريصون على تجاوز هذه المسألة لكن نحتاج الى تعاون الجميع، فلا نرضى بتحقيق مكاسب مالية على حساب السفارة بشكل غير قانوني. معوقات المستثمرين• ماذا عن العلاقات التجارية بين الكويت والسعودية؟ وهل هناك معوقات أمام المستثمرين ورجال الأعمال؟الكويت مجتمع تجاري، ولذلك فإن المستثمر السعودي وغيره عندما يدخلان الى الكويت يجدان العوائق، لكنها ليست رسمية، بل غير منظورة، غير أنه بالتعاون بين الأجهزة الرسمية يتم تذليل الكثير منها، والكويتيون يستثمرون في السعودية في جميع المجالات لأن المملكة دولة كبيرة، من حيث المساحة وعدد السكان وحجم الاقتصاد، ومجالات الاستثمار فيها متنوعة، والحركة التجارية من الكويت إليها أكبر بكثير من حركة الاستثمار من المملكة إلى الكويت.الأفكار المتطرفة والشاذة• مشاركة الشباب في أعمال جهادية في الخارج، من يتحمل مسؤوليته؟ وما هو دور السفارات في هذا الأمر؟السفارات ليس لها دور لأن من يغادر يذهب بطرق مختلفة من دون اللجوء الى الوسائل الرسمية، لكن في النهاية المجتمع هو من يتحمل المسؤولية، لأنه سمح لذوي الأفكار المتطرفة والشاذة في مجتمعاتنا أن يبثوا دعواتهم والتأثير على الشباب الذين هم في مراحل التكوين الفكري والذهني. الإشكالية أن المحرضين يبثون أفكارهم ويحرضون الشباب ولا يشاركون هم أو افراد اسرهم في الذهاب الى مناطق الأزمات والحروب، وهذا ما جعل الناس تدرك تناقضهم. ومشكلة التغرير في اوساط الشباب ليست قاصرة على مجتمعنا ففي كل المجتمعات توجد فيها جماعات متطرفة ذات أفكار شاذة تسعى للتأثير على الشباب، والمملكة تعتبر أكثر دولة في المنطقة عانت من آثار الإرهاب لكن تجاوزنا هذا الأمر بيقظة الأجهزة الأمنية وتكاتف المجتمع.جولة في أقسام السفارةحرص السفير السعودي الدكتور عبدالعزيز الفايز على أن يأخذنا في جولة على أقسام السفارة ليطلعنا على ما تقدمه من خدمات للمواطنين السعوديين وغيرهم ممن يتعاملون مع السفارة.وفاجأ الفايز بتفقده اقسام السفارة الموظفين الذين كانوا منشغلين في العمل، ولم يكن أحد منهم يعلم بهذه الجولة المفاجئة، وحرص الفايز في جولته أن نلتقي بالعاملين في اقسام السفارة المختلفة لمعرفة طبيعة العمل والخدمات المقدمة وكيفية إنجاز المعاملات.وأكد الفايز أن السفارة تستقبل يوميا عشرات المعاملات سواء المتعلقة بقسم شؤون المواطنين السعوديين او بقسم الشؤون القنصلية، مشيرا الى انه تم تخصيص أماكن مريحة لاستقبال المراجعين وإنجاز معاملاتهم بأسرع وقت.وشدد على أن «خدمة المواطن السعودي ومن يراجع السفارة من اصحاب المعاملات الاخرى يأتي في مقدمة اهتماماتنا»، موضحا ان هذا الأمر يدركه جميع العاملين في السفارة ويعملون على هذا الأساس.تهنئة الكويت بالأعياد الوطنيةهنأ الفايز الكويت وشعبها قائلا «نهنئ أنفسنا وأهلنا بالكويت بمناسبة الأعياد الوطنية الثلاثة ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير ومرور 8 سنوات على تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم».وأضاف الفايز «أدعو الله أن يديم على الكويت والسعودية والعالمين العربي والإسلامي الأمن والاستقرار، وأن نتمكن من تحقيق أحلامنا وأمنياتنا وتطلعاتنا التي قد تبدوا في الوقت الحاضر صعبة أو مستحيلة لكن علينا عدم اليأس والنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل، فنحن في دول الخليج ننعم بالكثير من الأمور من استقرار ورفاه وأمن، فضلا عما نشاهده في كل بلدان الخليج من استثمار طيب للموارد البشرية والطبيعية، ومن يراجع تطورات الأوضاع في دول الخليج يلاحظ أنها حققت قفزات كثيرة وتمكنت من بناء دول حديثة وحضارية، والحمد لله فإن جيلنا وما يليه ينعم بنعم كثيرة».«الاتفاقية الأمنية» ضرورية لاستقرار الدول الخليجية وأمنهاأكد السفير الفايز فيما يتعلق بالاتفاقية الأمنية الخليجية، والجدل المثار بشأنها أن «الجدل الحاصل في الكويت حولها أمر يخص الشعب الكويتي ولا أفضل الدخول فيه».وأشار إلى أن الاتفاقية أقرها قادة دول مجلس التعاون وهي موضوع يخص جميع دول المجلس ولا يقتصر الاهتمام بها على المملكة، وهي لم تأت من فراغ، لأن هناك حاجة للتعاون الأمني خاصة مع تزايد الإرهاب والجريمة المنظمة، لذلك فإن مصلحة الجميع تقتضي الوصول الى درجات عالية من التنسيق والتعاون في المجالات الأمنية، وكلما زادت درجة التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية انعكس ذلك على استقرار وأمن هذه الدول.«العربي» مرجعية ثقافية... كنت أقرأها من «الجلدة إلى الجلدة»عن تجربة السفير الفايز في العمل الدبلوماسي في الكويت، قال: «هي تجربة ثرية من كل جوانبها، وعندما أتيت الى الكويت في عام 2006 استفدت كثيرا من مخزون المحبة الكبير الذي يكنه الشعب الكويتي بدءا من سمو أمير البلاد إلى اصغر مواطن كويتي تجاه المملكة قيادة وحكومة وشعبا».وأضاف الفايز «معرفتي بالكويت لم تبدأ من العمل فيها كسفير، بل أنا متابع للشأن الكويتي ومحب لها منذ سنوات طويلة ولا ننسى الدور الرائد للإعلام الكويتي خاصة في فترة الستينيات والسبعينيات، التي كانت تمثل فترات التكوين بالنسبة لجيلي، وكانت الصحافة الكويتية والتلفزيون الكويتي والحركة الثقافية التي كانت في أوجها في ذلك الوقت شكلت زاد المعرفة والتنوير بالنسبة لجيلي».وذكر أن «الحديث عن الثقافة في الكويت لابد أن يشمل مجلة العربي التي أشيد بها وبدورها، فقد كانت المرجعية الثقافية والأدبية بالنسبة لنا، وكنت في كل شهر أبحث عنها وأقرأها من (الجلدة إلى الجلدة)».السفير ودوره في توطيد العلاقاتقال الفايز إن السفير في أي دولة دوره الرئيسي خاصة في العصر الحالي توطيد العلاقات، صحيح السفير رسميا يمثل رئيس الدولة، لكنه عمليا يمثل الدولة في كل قطاعاتها وهيئاتها لذلك عليه مسؤولية كبيرة في خلق المزيد من التواصل بين المجتمعين، ويتواصل في الوقت نفسه مع كل مكونات المجتمع في الدولة التي يعمل فيها، وأيضا يقوم بنقل الصورة الحقيقية بتجرد لتطورات الأوضاع في دولته والدولة التي يعمل بها.وذكر الفايز أن مخزون المحبة والروابط التاريخية التي تربط المجتمعين السعودي والكويتي والتي تمتد منذ ما قبل حتى تكوين الدولتين الحديثتين تجعل مهمة السفير السعودي سهلة، لأن هناك محبة وقبولا يشعر بها ويلمسها الجميع، لافتا إلى أن «الاحساس بالغربة شبه معدوم، وأتحدث من تجربة شخصية فلم أشعر بأي غربة، بل على العكس فإن العلاقات مع الأشقاء في الكويت في كل قطاعات المجتمع أزالت اي شعور بالغربة».