حكماء المرحلة كما أراهم ينقسمون بين ثلاثة: فريق ما زال يحاول، وفريق ملّ من التجاهل، وفريق ثالث انتقل إلى الجانب المظلم وعكس منطقه بغرض الهدم لا البناء، وبنظرة سريعة إلى الإخفاقات المتلاحقة لمعظم الأطراف على الساحة المحلية سنكتشف أن كل ما حصل من طيش وتهور ما كان ليحصل لولا غياب الحكمة وحسن التدبير والتدبّر.
سوف نظلم الحكماء فعلا لو قلنا إنهم غائبون أو يتعمدون الغياب، الحقيقة كما أراها أن الحكماء موجودون، ومنهم من لا يزال ينافح في وصل الحبال بالحبال وجمع الكلمة فوق مساحات الوفاق، معضلتهم الرئيسية هي أن كلمتهم لا تجد لها مكانا في نفوس المتخاصمين.حكماء المرحلة كما أراهم ينقسمون بين ثلاثة: فريق ما زال يحاول، وفريق ملّ من التجاهل، وفريق ثالث انتقل إلى الجانب المظلم وعكس منطقه بغرض الهدم لا البناء، وبنظرة سريعة إلى الإخفاقات المتلاحقة لمعظم الأطراف على الساحة المحلية سنكتشف أن كل ما حصل من طيش وتهور ما كان ليحصل لولا غياب الحكمة وحسن التدبير والتدبّر.إن مثل هذه التصرفات التي تقترب من مرحلة الجنون بغية تصفية الخصم بأي طريقة لم تبدأ من اليوم، ولكن منذ أن تفاقمت حملة العناد المتبادل والتكسير حتى النهاية قبل عدة سنوات، ولعل أخطر نتائج ذلك "الاستنزاف" تتلخص في تزايد حالة التفكك والتنافر بين مكونات المجتمع؛ لتتحول مواقع التلاقي من دواوين ومراكز عمل ومدارس وجامعات، ناهيك عن العالم الافتراضي، إلى ساحات هائلة لتفريغ شحن من الكره والتباغض، وهي بالمناسبة مثل الإشعاعات النووية لا تزول بسرعة.من النتائج المباشرة لمعركة "الاستنزاف" الانحدار المتسارع في لغة الخطاب والتخاطب وتفضيله على مفردات الرقي والتحضر، وربما كان ذلك من أهم أسباب انزواء بعض الحكماء وتفضيلهم متابعة المشهد عن بعد، ففي ظل إقبال الناس على نموذج "الشتّام اللعان" لم يعد لهم مكان بين جوقة الأوغاد.ونتيجة لهذه الأوضاع القبيحة تزايد الضغط على مرفق القضاء، فالحكومة تضغط والمعارضة تضغط والرأي العام منقسم ما بين مشكك في نزاهته ومتمسك بعنوان الحقيقة.إن كلمات الشكر لجهود الحكماء المحايدين في معاركنا المتواصلة لن توفيهم حقهم، ولكني سأقول لهم شكراً، ولمن ابتعدوا أقول: لا ألومكم، أما من انتقلوا إلى الجانب المظلم وكرّسوا قربهم من مراكز اتخاذ القرار لمصالحهم الخاصة فأقول: التاريخ لن يرحمكم.
مقالات
الأغلبية الصامتة: الشتام اللعان
28-08-2014