سورية: غارات على يبرود... وتقدم كردي في الحسكة

نشر في 23-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-02-2014 | 00:01
No Image Caption
• معارك عنيفة في حي جوبر بدمشق
• واشنطن ترفض طلب النظام تمديد تدمير «الكيماوي»

شنّ النظام السوري أمس غارات عنيفة على يبرود، في وقت اندلعت معارك عنيفة في حي جوبر بدمشق، بينما حقق الأكراد تقدما ميدانيا على حساب تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة. جاء ذلك في ما عاد ملف الكيماوي إلى الواجهة بعد رفض واشنطن طلبا من النظام لتمديد مهلة تدمير ترسانته الكيماوية.
نفّذ الطيران الحربي السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد أمس سلسلة غارات على بلدة يبرود ومحيطها في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.

وقال المرصد في بريد إلكتروني «نفّذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في جبل مار مارون قرب مدينة يبرود وفي محيط بلدة رأس العين في القلمون والجبال المحيطة ببلدة رنكوس». كما أشار إلى القاء الطيران المروحي براميل متفجرة في محيط يبرود، التي تعتبر آخر نقطة تجمع رئيسية في القلمون لمقاتلي المعارضة. وبدأت القوات النظامية هجوما على يبرود منذ نحو أسبوعين في محاولة للسيطرة عليها. وتسبب الهجوم في نزوح مزيد من السوريين، بعضهم في اتجاه المنطقة اللبنانية الحدودية.

ويقاتل «حزب الله» اللبناني إلى جانب قوات النظام السوري في القلمون.

الأكراد

على صعيد آخر، سيطر مقاتلون أكراد فجر أمس على بلدة استراتيجية في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، بعد معارك عنيفة مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي بشكل كامل على بلدة تل براك الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، عقب اشتباكات عنيفة مع الدولة الإسلامية في العراق والشام وكتائب مبايعة لها بدأت في وقت متأخر من ليل أمس (الجمعة)، واستمرت حتى فجر اليوم السبت (أمس)».

ويسعى الأكراد إلى بسط سيطرتهم على المناطق التي يقطنون فيها في شمال وشمال شرق سورية، وابقائها خارج سيطرة القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بينما تسعى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى إقامة منطقة نفوذ خالصة لها في المنطقة الحدودية مع تركيا، وصولا إلى ريف حلب الشمالي. وقد تراجع نفوذ «داعش» في بعض المناطق نتيجة المعارك التي تخوضها منذ فترة مع مجموعات أخرى من المعارضة المسلحة، بينها «جبهة النصرة» الإسلامية المتطرفة، إلا أن عناصر هذه الجبهة تقاتل إلى جانب «داعش» ضد الأكراد.

جوبر

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باشتباكات عنيفة وقعت مساء أمس الأول وأمس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي جوبر في شمال شرق دمشق. ويشهد حي جوبر تصعيدا عسكريا منذ التاسع من الشهر الحالي، عندما قتل ما لا يقل عن 32 عنصراً من القوات النظامية في عملية تفجير ضخمة نفذها «داعش»، و«ألوية الحبيب المصطفى». وقال المرصد ان سبعة مقاتلين قتلوا الجمعة نتيجة قصف بالطيران الحربي وبقذائف الهاون.

مجلس الأمن

في غضون ذلك، أفاد مراسل «العربية» في نيويورك بأن مجلس الأمن في طريقه لإصدار قرار يتعلق بالأوضاع الإنسانية في سورية، لا يتوقع أن يواجه بنقض من قبل روسيا أو الصين، بعد أن توصل أعضاء المجلس إلى توافق حوله. فبعد مد وجزر دام نحو أسبوعين، سيتمكن أخيراً مجلس الأمن على ما يبدو من تمرير مشروع قرار غربي- عربي بشأن المساعدات الإنسانية إلى سورية.

وأكدت مصادر دبلوماسية في المجلس أن روسيا والصين لن تستخدما حق النقض «الفيتو» في مواجهة هذا القرار، بعد أن كان طرحه الأردن وأستراليا ولوكسمبورغ، ثم عدلت عليه، دون تدخل، في النص، من قبل روسيا.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن نص مشروع القرار سيتضمن فقرة إضافية تتعلق بشجب الإرهاب بكل أشكاله في سورية.

يشار إلى أن روسيا كانت تزمع طرح مشروع قرار على مجلس الأمن يندد بالإرهاب في هذا البلد.

وحذفت مجموعة الدول الغربية والعربية من مشروع القرار الرجوع إلى الفصل السابع في حال عدم التطبيق، وهو الفصل المتعلق بالتدخل العسكري.

يذكر أن القرار يركز على فتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية، وتوصيل الإغاثة إلى نحو مليون سوري من المحتاجين، إضافة إلى شجب استخدام البراميل المتفجرة.

الكيماوي

إلى ذلك، رفض ممثل الولايات المتحدة في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مساء أمس الأول تمديد المهلة المحددة لدمشق للتخلص من ترسانتها الكيماوية مدة مئة يوم. وكانت السلطات السورية ابلغت المنظمة أخيراً أنها ستنتهي من اجلاء 1200 طن من العناصر الكيماوية المصنفة من الفئتين الأولى والثانية بحلول نهاية مايو، وهو أمر كان يفترض إنجازه بموجب الخطة الأساسية التي أقرتها المنظمة ووافقت عليها دمشق، قبل ذلك بأكثر من ثلاثة أشهر.

وظهر خلال الاجتماع، الذي عقده المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ميل لدى الصين وروسيا وايران بقبول الطلب السوري، بينما أصرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة.

وقال المندوب الأميركي روبرت ميكولاك «على سورية اعادة النظر في جدول المئة يوم و(...) تسريع عملية التدمير». وأضاف أن دمشق «تواصل استخدام طاقتها من أجل إيجاد أعذار، لا من أجل الانتقال الى تطبيق» الاتفاق القاضي بتدمير كل الترسانة بحلول يونيو 2014.

ولم يتم منذ بدء تنفيذ الخطة في أكتوبر الا نقل 11 في المئة من العناصر الكيماوية الى خارج سورية، تمهيداً لتدميرها على متن سفينة أميركية في عرض البحر، بحسب ما تنص عليه الخطة. وسيجتمع المجلس التنفيذي للمنظمة مجدداً بعد غد الثلاثاء لمواصلة البحث في المسألة السورية.

(دمشق، نيويورك، لاهاي -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top