واشنطن و«الأوروبي» يدعمان «معركة» المعارضة الأوكرانية

نشر في 02-02-2014
آخر تحديث 02-02-2014 | 00:01
No Image Caption
لافروف يتهم الغرب بـ «الكيل بمكيالين»... و«مؤيدو أوروبا» يتخوفون من إعلان الطوارئ وتدخل الجيش

يبدو أن الأوضاع في أوكرانيا مرشحة لتصعيد كبير بعد أن تحوّلت الأزمة السياسية التي اندلعت إثر رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو توقيع اتفاق شراكة مع أوروبا إلى صراع حقيقي بين الغرب وروسيا.
في دليل على انزلاق أوكرانيا إلى صراع غربي - روسي، التقى وزير الخارجية الأميركية جون كيري أمس قادة المعارضة في ميونيخ بالرغم من اعتراضات روسيا على هذا الأمر.

وقبيل اللقاء أعرب كيري في كلمة ألقاها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن عن دعم بلاده والاتحاد الاوروبي للمتظاهرين الاوكرانيين المطالبين بالتقارب مع الاتحاد الاوروبي والمناهضين للرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو.

وقال كيري: "المتظاهرون الاوكرانيون يناضلون من اجل حق التقارب مع شركاء سيساعدونهم على تحقيق تطلعاتهم، ويعتبرون ان مستقبلهم لا يعتمد على دولة واحدة"، وذلك في اشارة الى روسيا، مضيفاً: "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقفان مع شعب أوكرانيا في هذه المعركة"، وذلك في أقوى دعم حتى الآن من واشنطن للمعارضة الأوكرانية.

وكان كيري اعتبر أمس الأول أن الاجراءات التي تعهد يانوكوفيتش باتخاذها لتلبية طلبات المعارضة في بلاده ليست كافية، وقال إن "العروض... لم تصل بعد الى مستوى كاف من الاصلاح". واكد أن على الرئيس الاوكراني ان يتخذ خطوات اضافة الى قانون العفو عن المحتجين والغاء قوانين منع التظاهر، وهي الخطوات التي صادق عليها الرئيس أمس الأول رغم انه في اجازة مرضية غير محدودة.

وقال كيري انه اذا ظهرت مؤشرات لتقدم حقيقي في اشراك المعارضة في السلطة، فان الولايات المتحدة ستشجع المتظاهرين على التعاون من اجل "الوحدة" والسلام "لان زيادة العنف وخروجه عن السيطرة ليس في مصلحة احد".

لافروف

من جهته، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بانتقادات مسؤولي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة للنظام الاوكراني، معتبرا انهم يكيلون بمكيالين، مشددا على انه يجب عليهم خصوصا ادانة "عنف" المتظاهرين. وتساءل لافروف في المؤتمر حول الامن المنعقد في ميونيخ "بماذا يرتبط التشجيع على تظاهرات الشارع التي تتزايد عنفا، بالترويج للديمقراطية؟".

وقال لافروف: "لماذا لا نسمع إدانة لاولئك الذين يحتلون مباني الحكومة ويهاجمون الشرطة ويعذبون شرطيين ويستخدمون شعارات عنصرية او نازية؟ لماذا يشجع كثيرون من السياسيين الاوروبيين مثل هذه الاعمال في حين لا يترددون في معاقبة اي انتهاك للقانون بشدة في بلادهم؟". معتبراً أنه "يجب ان تتمكن اوكرانيا من الاختيار بدون ان تخضع لضغوط" خارجية.

وكان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ندد في كلمة أمام مؤتمر ميونيخ بـ"أعمال العنف" في اوكرانيا و"العنف المفرط" لقوات الامن. واوضح انه لا يعتبر ان "للحلف الاطلسي دورا يلعبه" في الازمة الاوكرانية.

الجيش على الخط

في المقابل، حذرت المعارضة الاوكرانية أمس من أن الجيش يمكن ان يتدخل لتفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة. ويأتي هذا التحذير بعد ساعات من تصعيد الجيش لهجته للمرة الاولى في هذه الازمة التي تغرق فيها البلاد، داعيا يانوكوفتيش الى اتخاذ تدابير عاجلة لاعادة الاستقرار.

وقد أبلغ أحد قادة المعارضة ارسيني ياتسينيوك مسؤولين اوروبيين بينهم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال لقاء عقده معهم في ميونيخ "حول مخطط مرجح جدا للسلطة لاستخدام القوة بما يشمل مشاركة الجيش" كما جاء في بيان لحزب باتكيفشتشينا الذي ترأسه المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو.

وبعد شهرين من أزمة غير مسبوقة تثير قلقا متزايدا في الخارج، طالب الجيش الاوكراني أمس الأول باتخاذ تدابير عاجلة، مؤكدا ان تصعيد حركة الاحتجاج "يهدد وحدة اراضي" هذه الجمهورية السوفياتية السابقة.

ولم تعرف بعد طبيعة التدابير التي طالب الجيش بفرضها. لكن اجهزة الاستخبارات اعلنت مساء أمس الأول انها فتحت تحقيقا في "محاولة الاستيلاء على السلطة" بعدما اطلعت على الخوادم التي ضبطت في ديسمبر في مقر الحزب الذي تتزعمه تيموشنكو.

وندد ياتسينيوك ببيان الجيش معتبرا انه "محاولة ترهيب"، وقال لـ"فرانس برس" ان العسكريين "يحاولون ترهيبنا، ولكن من دون جدوى".

وأعلن حزب تيموشنكو أمس ان السلطات تستعد لفرض حال الطوارئ في البلاد لإنهاء حركة الاحتجاج المستمرة منذ اكثر من شهرين. وقال غريغوري نيميريا المسؤول في حزب "باتشيفشتشينا" عبر الهاتف من ميونيخ حيث يشارك في لقاءات مع ممثلين أوروبيين وأميركيين إن "تحقيق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية في محاولة الاستيلاء على السلطة الذي اعلن أمس الأول يشكل عنصرا من سيناريو قوة وتحضيرا لفرض حال الطوارئ".

back to top