تمهلت إسرائيل أمس في شن غارات وصفتها بأنها «لا مثيل لها من قبل» على شمال قطاع غزة في اليوم السابع من عمليتها العسكرية الهادفة إلى وقف إطلاق الصواريخ من القطاع، في حين أعلنت «حماس» استخدامَها عدداً من الطائرات بدون طيار لأول مرة في معركتها مع تل أبيب.

Ad

تريثت إسرائيل أمس بعد توجيهها تحذيرا لسكان شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم تمهيدا لقيامها بغارات «لم يسبق لها مثيل»، على الرغم من نزوح الآلاف إلى مقرات الأمم المتحدة، لكنها في الوقت نفسه واصلت استدعاء جنود الاحتياط لتُبقي على خيار الاجتياح البري للقطاع، في حين أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها أطلقت، لأول مرة، طائرات من دون طيار تجاه إسرائيل.

ونبه الجيش الإسرائيلي أمس الأول سكان بلدة بيت لاهيا الحدودية الشمالية إلى ضرورة المغادرة وإلا فإنهم سيعرضون حياتهم للخطر مع حلول الليل عندما تعتزم تكثيف غاراتها الجوية على ما يشتبه في أنها راجمات صواريخ فلسطينية بين منازل المدنيين.  وقالت وكالة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، إن نحو ربع سكان بيت لاهيا البالغ عددهم 70 ألف نسمة فروا خوفا من الهجمات الإسرائيلية التي قتلت 175 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، وأصابت 2350.

ولكن باستثناء غارة جوية واحدة شنت على مزرعة خارج البلدة، وقال الفلسطينيون إنها لم تسبب إصابات، ساد الهدوء بيت لاهيا إلى حد كبير.

وعندما سئل ضابط في الجيش الإسرائيلي عن التأخير في التصعيد الإسرائيلي امتنع عن التعليق باستثناء إشارته إلى عمليات ‬»تقييم للأوضاع» وهو مصطلح يحتمل أنه يشير إلى حجم عملية الإجلاء من بيت لاهيا أو مداولات استراتيجية أوسع.

طائرات «حماس»

في غضون ذلك، قالت «حماس» في بيان على موقعها الإلكتروني إنها «سيرت عددا من طائراتها بدون طيار إلى عمق الكيان الصهيوني»، دون أن تحدد عدد تلك الطائرات.

واضطر الجيش الإسرائيلي لاستخدام منظومة الـ»الباتريوت» الدفاعية للمرة الأولى منذ حوالي 20 عاماً، حيث أسقطت الطائرة الفلسطينية بدون طيار باستخدام صاروخ «باتريوت» الذي يكلّف بين 2- 3 مليون دولار، والمختص بالتصدّي للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، رغم صغر حجم الطائرة، التي لم يتم رصدها فور دخولها إلى الأجواء الإسرائيلية، بل بعد وصولها إلى أجواء مدينة أسدود.

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها «حماس» استخدام طائرات من دون طيار في صراعها مع إسرائيل، ويأتي ذلك بعدما أظهرت تقدما غير مسبوق في ترسانتها الصاروخية بعد إعلانها إطلاق صواريخ باتجاه حيفا في شمال إسرائيل التي تبعد 112 كيلو مترا بعد استهدافها تل أبيب والقدس.

ميدانياً، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات منذ فجر أمس مستهدفة مزيدا من المنازل السكنية والمقرات الحكومية والأراضي الزراعية الخالية إلى جانب مسجدين في مناطق متفرقة من القطاع، في حين تواصل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل في اليوم السابع من العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل.

وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي محيط مدينتي عسقلان وأسدود مناطق عسكرية مغلقة بسبب استمرار إطلاق الصواريخ.

اعتقال نواب

من جهة أخرى، اعتقل الجيش الإسرائيلي 11 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني ليل الأحد - الاثنين، ليرتفع عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل إلى 34 نائبا، في حين قتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات شهدتها قرية السموع جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية ليكون بذلك أول قتيل في الضفة منذ بدء العملية العسكرية على قطاع غزة.

وفي سياق منفصل، غادر مطار القاهرة أمس 496 معتمرا فلسطينيا من أهالي غزة متوجهين إلى جدة لأداء مناسك العمرة، كانوا قد وصلوا في وقت سابق قادمين من منفذ رفح البري الذي فتحته مصر مدة ثلاثة أيام لعبور المعتمرين الفلسطينيين.

صواريخ لبنانية وسورية

في سياق منفصل، سقط صاروخان على إسرائيل أُطلقا من سهل القليلة قرب مدينة صور جنوب لبنان ليل الأحد - الاثنين، وردت المدفعية الإسرائيلية بخمس قذائف على مكان إطلاق الصواريخ. ويعد هذا الهجوم الصاروخي الثالث منذ يوم الجمعة الماضي.

كما سقط صاروخ على القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان السورية أطلق من الأراضي السورية، ورد الجيش الإسرائيلي بقصف على موقع عسكري سوري، مشيراً على لسان متحدثة باسمه إلى أن «الاعتقاد هو أن الصاروخ لم يكن ضالاً».

بدوره، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي داني دانون أن بلاده لا يمكنها أن تتحمل إطلاق الصواريخ من لبنان وسورية، داعياً إلى رد قوي.

مساعدة سعودية

وفي إطار الجهود العربية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني أعلنت السعودية تقديم مساعدات طارئة بـ200 مليون ريال إلى ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع.

وصرح وزير المالية السعودي إبراهيم العساف بأن هذه المساعدة التي أمر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز مخصصة للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، مضيفاً أن المساعدة مخصصة «لتأمين الاحتياجات العاجلة من الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج الضحايا».

جهود غربية

إلى ذلك، عرض وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول المساعدة في تأمين هدنة بغزة، وكررت الدعوة نفسها فرنسا وألمانيا في حين وصل وزيرا خارجيتهما للمنطقة أمس لبحث سبل وقف إطلاق النار.

ولكن نظرا لاعتبار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مثل إسرائيل، «حماس» جماعة إرهابية فإن جهود وساطتها مثار جدال.

وتتعثر الجهود الدولية الساعية لوقف إطلاق النار أمام إصرار إسرائيل على المجابهة في وقت تتمسك فيه «حماس» وجماعة «الجهاد» بعدم القبول بـ»الهدوء من أجل الهدوء» وتشترطان وقف حصار غزة والإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل في الضفة الغربية في يونيو الماضي.