قاضي المحكمة الشرعية الفلسطينية ماهر عليان خضير لـ الجريدة.: ندافع عن المسجد الأقصى ضد التهويد بصدور عارية

نشر في 22-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 22-07-2014 | 00:02
No Image Caption
مواجهة الفكر التكفيري بالأدلة الشرعية ونصوص القرآن والسنة
أكد قاضي المحكمة العليا الشرعية في فلسطين، الدكتور ماهر عليان خضير، أن الثقافة الإسلامية تشهد تراجعاً نتيجة عوامل عدة أبرزها ثورات الربيع العربي، وطالب في حوار أجرته معه "الجريدة" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، بمواجهة الفكر التكفيري والأفكار المتطرفة، عبر نشر الفكر الوسطي، كما طالب البلدان العربية والإسلامية بمساندة ودعم فلسطين، لإنقاذ المسجد الأقصى من عمليات التهويد، وإلى تفاصيل الحوار.

• وضع الثقافة الإسلامية كيف تراه؟

هناك تراجع للثقافة الإسلامية نتيجة الأوضاع الراهنة في العالم العربي والإسلامي وانشغال الناس بتوفير المال، حيث إن فترة الربيع العربي الأخيرة وما صاحبها من مناوشات أثرت بالسلب في كم المعرفة وانتشار الثقافة الإسلامية.

• كيف ننهض بالثقافة الإسلامية؟

هناك فروع كثيرة لنشر الثقافة الإسلامية منها الجامعات والمساجد والمؤتمرات والمكتبات، لكن يجب أن يصاحب هذا النهوض الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي، وهذا ما نفتقده في العالم العربي والإسلامي في الوقت الحالي، لأن التأثر بالثقافة والإقبال عليها يتطلب وجود استقرار في كل النواحي.

• برأيك كيف نواجه الفكر التكفيري؟

بالأدلة الشرعية والبراهين والنصوص القرآنية والسنة النبوية، والمؤتمرات والمؤسسات التعليمية وعلى المنابر، لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام، ونشر الفكر الوسطي المعتدل.

• هل تعاني فلسطين وجود أفكار تكفيرية؟

في فلسطين يسيطر الإسلام الوسطي المعتدل، لكن هناك بلاشك كما في الدول العربية والإسلامية أفكاراً متطرفة لا ننكر وجودها في فلسطين، ولا ننكر وجود الحزبية القاتلة المفرطة.

• ماذا عن أطماع إسرائيل في المسجد الأقصى؟

المسجد الأقصى يتم تهويده اليوم، ويحاول الصهاينة هدمه وحفر أنفاق تحته، ويتصدى له أبناء الشعب الفلسطيني بكل قوة وصدور عارية.

• حدثني عن مجهودات الدول العربية والإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني؟

لا ننكر أن هناك مساندة من الدول العربية والإسلامية لفلسطين خصوصا في قضية القدس والمسجد الأقصى، لكن ليس بالدرجة المأمولة، فهناك بعض المؤسسات والدول التي تقف بجانب أبناء القدس في منع تهويد المسجد الأقصى، ومنها الكويت ودول الخليج والمغرب العربي ومصر، كلها تقوم بما تستطيع من دعم المسجد الأقصى والوقوف بجانب إخوانهم المسلمين في فلسطين، لكن نطلب المزيد، وأن يكون الدعم أكثر من ذلك، سواء كان دعماً مادياً أو معنوياً، لأن المسجد الأقصى الآن في حاجة إلى مَنْ يقف بجانبه، لأن الإسرائيليين بكل بجاحة علنا يهودون المسجد ويحاولون هدمه ويقتحمونه، فالمطلوب وقفة جادة علنية من الدول العربية والإسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى.

• ما رأيك في حال الفتوى حالياً؟

ثمة فتاوى تصدر من غير متخصصين ولا يسقط الحكم الشرعي لا على الواقع ولا غيره، ولابد أن تنتبه المؤسسات الرسمية لذلك، وأن تمنع وسائل الإعلام من الاستعانة بغير المتخصصين في الفتوى.

• هل القضاء الشرعي له وضع مستقل في فلسطين؟

القضاء الشرعي الفلسطيني مستقل، له ديوان يسمى قاضي القضاة يتبع مكتب الرئيس مباشرة والقضاة الشرعيون كالقضاء النظامي تماماً، سواء في الرواتب أو في الاختصاصات أو الاستقلالية أو تنفيذ الأحكام، فالقضاء الشرعي لا يعتبر دائرة خاصة من ضمن دوائر القضاء النظامي بل له محاكمه الخاصة مستقلة تتعلق كلها بالأحوال الشخصية.

• وهل نحن بحاجة للقضاء الشرعي؟

بالتأكيد، فالقضاء الشرعي الفلسطيني باتت فلسطين بل الأمة بأسرها بحاجة إليه، لتأكيد تطبيق الشريعة الإسلامية للحفاظ على تماسك الأسرة المسلمة ولابد أن يساعد هذه الأسرة في ذلك جهاز القضاء الشرعي الفلسطيني في الحفاظ على كيان الأسرة الفلسطينية.

• ما مكانة القضاء الشرعي في فلسطين؟

 هو المرجع الوحيد للفصل في جميع مسائل الأسرة التي اصطلح على تسميتها بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والنفقات والحضانة والإرث والوصية والهبة والحجر، لكن إذا نظرنا إلى الواقع الحالي للقضاء الشرعي، خصوصا بعد الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني نجد أنه يتكون من قضاءين، الأول قضاء شرعي فلسطيني يقع في الناحية الشمالية للوطن "الضفة الغربية"، ويسمى "ديوان قاضي القضاة- المحاكم الشرعية" ويطبق مزيجاً من القوانين الأردنية كقانون الأحوال الشخصية الأردني، والثاني قضاء شرعي فلسطيني في الناحية الجنوبية من الوطن "قطاع غزة" ويسمى "ديوان القضاء الشرعي"، ويطبق أيضاً مزيجاً من القوانين المصرية مثل قانون الأحوال الشخصية على مذهب الإمام أبي حنيفة وقانون حقوق العائلة المصري.

• ما واقع القضاء الشرعي الفلسطيني في الوقت الحالي؟

منقسم على نفسه بجهازين للقضاء الشرعي، أحدهما في الناحية الجنوبية من الوطن "قطاع غزة"، والآخر في الناحية الشمالية للوطن "الضفة الغربية"، ولا توجد علاقة أو ترابط بينهما، لذا فإننا في فلسطين مبتلون بجهاز قضائي بحاجة إلى توحيد بين شطريه، وإلى نظر ورعاية وتطوير حتى نصل إلى قضاء شرعي متميز وعادل يؤدي دوره في خدمة المجتمع ويحافظ على كيانه ووحدته، ويؤدي رسالته في حفظ الحقوق العامة وحقوق الضعفاء والأرامل والمطلقات واليتامى، والنظر في أوقاف المسلمين ووصاياهم بالعدل والمصلحة.

• متى ينتهي الانقسام بين قادة فلسطين؟

هذا الانقسام يتسبب في إضاعة القضية الفلسطينية، ودائماً ننادي أن هذا الانقسام مرفوض ويجب أن يزول، ومن نتائج هذا الانقسام أن إسرائيل قد تنجح في تهويد مدينة القدس بالكامل، وقد تم استغلال هذا الانقسام وقررت الحكومة الإسرائيلية اعتبار الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال من التراث اليهودي، والأقصى مهدد بالمصير ذاته.

• ما دور علماء فلسطين في عملية المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"؟

نقوم بواجبنا في إسداء النصيحة والمحاولات للم الشمل وتوحيد الصف، لكن هناك أجنحة لا يستهان بها داخل "فتح" و"حماس" سعيدة بالأوضاع الحالية وبالكراسي التي تجلس عليها، وتعتقد أن المصالحة ستؤثر سلباً في مواقعها، ولأجل ذلك تعمل على تعطيل المصالحة، رغم أن الجميع يجلسون في الفنادق العربية يتسامرون ويتمازحون كأنهم في رحلة سياحية.

back to top