تدخل الدراما المصرية مع مسلسل {سرايا عابدين}، أخبرنا عن دورك فيه.

Ad

أؤدي دور طبيب فرنسي شهم وشجاع يهتمّ بالفن، يلتقى الخديوي اسماعيل في فترة دراسته وعمله في ألمانيا ويصبحان صديقين. مع تفاقم حالات الجدري في بلد الخديوي، يطلبه الأخير ليعالج الناس، فتنشأ علاقة بينه وبين الأميرة ناظلي عمّة الخديوي (كارمن لبّس).

كيف تقيّم دورك فيه؟

 جميل جداً وأحد الأدوار المحورية في المسلسل.

والنص؟

غنيّ جداً، أدواره محورية وأساسية ومكتوبة بشكل جميل. يكتشف المشاهدون تدريجاً في سياق الأحداث قصة كلّ شخصية وكيفية وصولها إلى {سرايا عابدين}.

 

والثنائية مع كارمن لبّس؟

هي من اقترح اسمي لهذا الدور، تعاوننا في المسلسل جميل جداً وثنائيتنا ناجحة، لأنني معجب بأدائها واحترم عملها وأحبها شخصياً أيضاً، لذا لم أشعر بغربة معها بل ثمة انسجام كبير بيننا.

ألا تعتبر انتقالك من الدراما اللبنانية إلى العربية جاء متأخراً مقارنة مع مسيرتك الفنية الطويلة؟

لكل شيء أوانه في الحياة، ومن ثمّ كنت مصرّاً على المشاركة في دور عربي يحترم مسيرتي اللبنانية ويكمّلها، وهذا مبدأي الأساسي للمشاركة في أي عمل جديد. لذا عندما توافر الدور المناسب للممثل المناسب في المكان المناسب، شاركت.

يضم فريق عمل المسلسل ممثلين من دول عربية مختلفة، فما أهمية هذا الخليط العربي؟

يعزز الانفتاح بين المجتمعات العربية بدلا من تقوقعها. فمن شأن الفن الذي يرتكز أساساً على التبادل الثقافي والحضاري، تخفيف الصراعات السياسية والطائفية وتكوين سدّ منيع أمام منطق إلغاء الآخر. كذلك تؤدي الدراما دوراً محورياً في تقريب المجتمعات العربية التي تتميز كل واحدة منها بحضارتها وثقافتها وروحيتها، وتظهر أن الأمور المشتركة بين الشعوب العربية أكثر من الأمور المختلفة، خصوصاً أننا نتحدث لغة واحدة.

هل يمكن أن يحقق المسلسل اللبناني انتشاراً عربياً على غرار انتشار المسلسل العربي في لبنان؟

رغم متابعة الجمهور السوري، منذ زمن بعيد، لأعمالنا اللبنانية عبر القنوات الأرضية، ومتابعة الجمهور العربي لأعمالنا عبر الفضائيات، إلا أن المسلسل اللبناني لم ينتشر مثل الإنتاجين السوري والمصري. نتمنى أن يفسح التحسّن الملحوظ في مستوى الإنتاج الدرامي المحلي المجال أمام انتشار العمل اللبناني الصرف. إلى ذلك تؤدي مشاركة ممثلين لبنانيين في أعمال عربية إلى انتشار الإنتاج اللبناني، لأن الجمهور يلحق ممثله المفضّل أينما حلّ، ما يساهم في تعريف الجمهور العربي إلى الكتّاب والمخرجين اللبنانيين.

تشتدّ المنافسة الدرامية مع تقدم الإنتاج العربي المشترك، فهل حققنا في المقابل نقلة نوعية لبنانية؟

من يسعى إلى الاستمرار في المجال الدرامي يحتاج إلى نقلة نوعيّة، عبر تقوية إنتاجه وتحسين أعماله لينافس الإنتاج العربي المشترك الناجح والقادر على تأمين أفضل فريق عمل متكامل. والمنتج ليس المسؤول الوحيد عن نوعية الأعمال، لأن المحطات المحلية التي ينفذّ أغلبية المنتجين أعمالهم لصالحها هي المنتج الأكبر، لذا يجب أن تدعم الأعمال اللبنانية مادياً لئلا يضطر المنتج إلى التقنين عبر الاستعانة بممثلين وكتاب ومخرجين غير أكفياء. وعندما تزداد الأعمال النوعية، عندها تتحسّن سمعة المسلسل اللبناني في الخارج فينتشر.

إضافة إلى المردود المادي، هل يتطوّر أداء الممثل بفضل المشاركة العربية؟

الممثل بغض النظر عن مكان مشاركته، يكتشف الممثل، من خلال تبادل الثقافات والحضارات في الأعمال العربية، أموراً فنية جميلة، ويتعرّف إلى تقنيات تمثيلية جديدة ورؤية إخراجية مختلفة. فضلا عن أن الفن الذي يُطّعم بحضارات مختلفة يصبح أكثر شمولية لأنه نابع في الأساس من حس إنساني.

ماذا عن مسلسل {عروس وعريس}؟

يتميز نص منى طايع بالبناء الدرامي الجميل والعميق المطعّم بروح النكتة وخفة الظل، وبالشخصيات المتنوعة والمحورية. أؤدي دور نسيم، شاب مغترب فقد أهله صغيراً وتربى عند خالته وعمّه، يقرر العودة إلى لبنان بعد فشل علاقاته العاطفية في أميركا، بحثاً عن عروس لبنانية، فتتعاون خالته مع جارتها نورا (ورد الخال) التي تملك مكتب تعارف للزواج، لإيجاد عروس مناسبة له، لكن تتطوّر علاقة نسيم بنورا المخطوبة لشاب آخر، وتبدأ أحداث المسلسل. ننطلق ورد الخال وأنا من نجاح ثنائيتنا في مسلسل {بنات عماتي وبنتي وأنا} لنقدّم ثنائيتنا الجديدة في هذا المسلسل.

ومسلسلك مع الممثلة والكاتبة كارين رزق الله؟

كوميدي رومنسي لم يحدد عنوانه نهائياً بعد، من إخراج نبيل لبّس، إنتاج شركة MandM (مي وميلاد أبي رعد). نصّه جميل جداً، متماسك وخفيف الظل، ينبثق من عمق الحس الإنساني، تعلّقت به منذ قراءة الحلقة الأولى، فضلا عن أنني أحب شخصياً المخرج نبيل لبّس، لذا أتوقع أن نقدم عملا جميلا انطلاقاً من تكامل فريق العمل.

ما دورك فيه؟

أؤدي دور محامٍ ارستقراطي ناجح وخلوق ومستقل، تخصص خارج لبنان وعاد ليفتح مكتبه الخاص. أمّا كارين، فقروية تقيم مع جديها في المدينة حيث تؤسس مستقبلها المهني في مجال الهندسة. ذات ليلة يلتقي البطلان صدفة، فيعرض نقلها إلى منزلها بعدما أسرفت في الإدمان، وما إن يصلا حتى يراهما والداها فيتهمانه بالمس بشرفها، ويفرضان زواجهما لتصحيح الخطأ المفترض، فيبدأ الصراع بعد اضطرارهما للسكن تحت سقف واحد، ومحاولتهما تنفيذ معاملات الطلاق، لكن الأحداث تتطور ويغرمان ببعضهما البعض.

تنفيذ بعض الأعمال لا يأتي دائماً على قدر التوقعات، فهل تندم على المشاركة أم تطوي الصفحة وتمضي قدماً؟

يشعرني هذا الأمر بالحزن والقهر، مثلما حصل في مسلسل {علقة بالعلية}، إذ كان نص عبودي الملاح رائعاً، إنما التنفيذ لم يأتِ عند مستوى جمالية النص، على رغم أن الملاح وفّر له الإنتاج اللازم ولم يقصّر أبداً. لذا لمت نفسي لأنه كان يفترض بي ربما التدخل من ضمن صلاحياتي لرفع مستوى العمل وفرض بعض الأمور.

 

إذا أحببت شخصية معينة، هل تشارك في المسلسل بغضّ النظر عن هوية المخرج أو المنتج؟

أصبحت حريصاً أكثر على صلاحياتي، وأتدخل عند الضرورة حفاظاً على مسيرتي وصورتي، كذلك أصبحت حريصاً على هوية المنتجين والمخرجين،  لذا ارتحت عندما علمت أن مي وميلاد أبي رعد هما منتجا المسلسلين الجديدين، لأنني أثق بهما، وأدرك أنهما يشددان على نوعية أعمالهما خصوصاً بعد النجاح الكبير لمسلسلهما {وأشرقت الشمس}. فضلا عن ثقتي بنوعية أعمال منى طايع. إلى ذلك، أحببت نصّ كارين وتمسّكت به، لا سيما بعدما اجتمعنا مرات عدّة وأصبحنا متقاربين جداً.

أين مكامن الثغرات في الدراما المحلية برأيك؟

ثمة ضعف مادي أحياناً، وقلّة إدراك في التصوير أو في أدارة الممثلين أو في كيفية إضفاء لمسة معينة على الأداء أحياناً أخرى، أو قد يكون الفريق غير مناسب. لذا لا يمكن التحجج دائماً بالموازنة التي توّفر بطبيعة الحال أفضل ممثلين ومخرجين وكتّاب، لأن ثمة أعمالا شاركت فيها سابقاً وحققت نجاحاً رغم الضعف الإنتاجي، بفضل قوة النص والممثلين.

ثمة حركة ناشطة في المسرح والسينما، فهل لديك مشاريع في هذا الإطار؟

لم أتلقَّ أي عرض مسرحي، والعروض السينمائية لم تعجبني. أرغب في تقديم عمل مسرحي خاص بي، لكن التزامي بثلاثة أعمال درامية بين مصر ولبنان يجبرني على تأجيل مشروعي لمرحلة لاحقة.

هل شاهدت الأعمال السينمائية الراهنة؟

شاهدت فيلم {غدي} (تأليف جورج خباز وإخراج أمين درة)، فهو يتمتع برأيي بالمقومات السينمائية كافة لأنه متكامل على صعيدي الإنتاج والصورة، ونصه مكتوب بنفحة أوروبية يمتزج فيه المرح بالعمق الإنساني واللمسة الحزينة، فضلا عن روعة الإخراج، ووضع كل ممثل في المكان المناسب.

أما بالنسبة إلى الإنتاج، فلطالما ناديت بدخول شركات الإعلان في لعبة الإنتاج السينمائي لأنني أعمل معها وأدرك قوتها فنياً وإنتاجياً. بعدما أنتجت شركة Talkies فيلم {غدي}، أتمنى أن تتشجع الشركات الأخرى على إنتاج أعمال سينمائية نوعيّة، فنخرج من منطق {تيلي فيلم} أو حلقة تلفزيونية معروضة في السينما لندخل إلى عالم الصناعة السينمائية الحقيقية.

قال جورج خبّاز إنك ويوسف الخال أفضل ممثلين لأنكما لا تتكلان على جمالكما فحسب، إلى أي مدى يتكل الممثلون على شكلهم الخارجي لأداء دور البطولة؟

صحيح أن بعض أدوار البطولة يحتاج إلى شكل جميل بهدف أن يتعلق الجمهور بالشخصية، إنما الأهم توافر الكاريزما والأداء الجميل والإحساس، لأن التمثيل ليس عرضاً جمالياً، بل روح متجسدة بشخصية معينة. من جهة أخرى، لا أمانع دخول موهوبين غير متخصصين جامعياً إلى التمثيل، إذ يمكن لهؤلاء أن يطوّروا أنفسهم عبر ورش العمل، إنما أرفض اختيار شخص غير موهوب لدور البطولة مهما كانت الأسباب، مادية أو شخصية، لأن ذلك يضرب صورة الممثل اللبناني في العالم العربي ويوحي بأن الممثلين اللبنانيين غير أكفياء.

بعد غيابك فترة عن التمثيل تعود مجدداً بأدوار متنوعة ونشاط كثيف، فهل تبدأ مرحلة مهنية جديدة؟

لم تكن الأعمال التي عرضت علي في فترة غيابي عند المستوى المطلوب نصاً وإنتاجاً وإخراجاً لذا ابتعدت عن الجو الدرامي عموماً، لكن عندما تغيّرت الظروف وتحسّنت الأعمال وعرضت عليّ أعمال نوعية، تشجعت للعودة إلى التمثيل، شغفي ومتنفسي في الحياة. علماً أنني لم أسع يوماً إلى الربح المادي وكسب ثروة من خلال التمثيل، إلا أنه لا يمكنني التنازل عن أدنى حقوقي.