يطل المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي على المصريين بلقاء متلفز، متمسكاً بعدم التواصل الجماهيري لدواعٍ أمنية، على العكس من منافسه الوحيد حمدين صباحي، الذي يواصل جولاته الميدانية بزيارة مدينة المحلة الكبرى.

Ad

سيطرت الأجواء الصيفية الحارة على المنافسة المتصاعدة بين المرشحين الرئاسيين المشير عبدالفتاح السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، حيث انشغل المصريون بالحديث عن الموجة الحارة، التي يعيشون أجواءها في صيف بدا أمس شديد القيظ.

المرشحان الرئاسيان واصلا أمس حملتيهما الدعائية، كل على طريقته، في اليوم الثاني من فتح باب الدعاية رسمياً، في الانتخابات المقرر إجراؤهاً في 26 و27 مايو الجاري.

السيسي، الذي حصل على رمز "النجمة"، يطل على المصريين اليوم من خلال حوار تلفزيوني مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي.

وعلمت "الجريدة" أن اللقاء تم تسجيله بالفعل مساء الجمعة الماضية، ويتطرق خلاله إلى عرض وجهة نظره في ملفات التعليم والصحة، وحسم ملف المصالحة مع جامعة الإخوان، فضلاً عن توجيهه كلمة إلى الشباب، على أن يلتقي برؤساء تحرير الصحف بعد غد.

وبينما أعلنت حركة "تمرد" تنظيم عدة فعاليات جماهيرية تزامناً مع الظهور الإعلامي الأول للسيسي، قال المتحدث الإعلامي للحملة عبدالله المغازي، في تصريحات خاصة لـ"الجريدة"، إن "المشير يسعى للتواصل مع أكبر قاعدة من المصريين، وبرنامجنا واضح وصريح ونعمل على الانحياز إلى الفقراء، وهو يريد حضور المؤتمرات الجماهيرية بنفسه، لكن الدواعي الأمنية تمنع ذلك".

ووضع المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى شبكة علاقاته الدبلوماسية في خدمة حملة السيسي، حيث بدأ موسى زيارة أمس إلى العاصمة الأميركية واشنطن، بناء على دعوة من معهد "دراسات الشرق الأوسط"، يلتقي بعدها بعدد من السياسيين الأميركيين وصناع القرار قبل أن يعود إلى القاهرة.

في غضون ذلك، التقى السيسي، وفداً من السياحيين، وقال خلال اللقاء: "محدش بيجيب حد رئيس، فالملك يؤتيه الله من يشاء وينزعه ممن يشاء".

في سياق متصل، نشرت حملة المشير فيديو يتضمن لقاءه وفداً من الطرق الصوفية، معرباً عن أمله أن تكون مساندته لإرادة الشعب فيها رضا الله عز وجل، في حين كرمت قيادات الصوفية السيسي، مؤكدة أنها ستدعمه في الانتخابات.

وأعلن حزب "المؤتمر" الذي أسسه موسى أمس دعمه للسيسي، في حين قالت "الجمعية الوطنية للتغيير" إنها ستقف على الحياد.

صباحي يحلق

في المقابل، يواصل منافس السيسي الوحيد، مؤسس "التيار الشعبي" حمدين صباحي، جولاته في المحافظات، بعدما دشّن حملته وبرنامجه الانتخابي أمس الأول في محافظة أسيوط بالصعيد، ويبدأ اليوم جولته في مدن الدلتا بزيارة مدينة المحلة الكبرى، إحدى القلاع الصناعية في مصر.

وبينما كانت حملة صباحي نظمت عدة فعاليات جماهيرية في القاهرة أمس، ومسيرات في عدد من الأحياء الشعبية، قالت المتحدثة الإعلامية لحملة صباحي، هبة ياسين، لـ"الجريدة" إن مؤتمر "المحلة" سيحضره لفيف من الشخصيات العامة والحقوقية والمهتمين بشؤون العمال.

مراقبون

إلى ذلك، تعقد رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، السفيرة هيفاء أبوغزالة، مؤتمراً صحافياً بعد غد، تتحدث خلاله عن المشاركة العربية لمراقبة الانتخابات المصرية، ومن المتوقع أن تضم بعثة متابعة الجامعة أكثر من 70 مراقبا من جنسيات عربية مختلفة.

يذكر أن رئيس حزب "النور" السلفي، يونس مخيون، التقى النائب العام المصري، أمس، للمطالبة بالإفراج عن نحو 400 من الإسلاميين المقبوض عليهم، بعد 24 ساعة فقط من إعلان "النور" أمس دعمه المشير السيسي في الانتخابات الرئاسية.

«أنصار بيت المقدس»

وتبنت جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية أمس هجمات استهدفت الجمعة الماضية كمينا أمنيا وحافلة سياحية جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، وراح ضحيتها ثلاثة أشخاص، في وقت كشفت مصادر أمنية عن مقتل رئيس فرع مؤسسة "مصر الخير" الخيرية، عميد المخابرات السابق رضا رمزي أمس، بعد تعرضه لهجوم مسلح من قبل مجهولين وسط مدينة "العريش".

وقالت "أنصار بيت المقدس" في بيانها أمس "نكرر نداءنا إلى أهلنا في مصر بالابتعاد عن المقار والمراكز الأمنية والشرطية حفاظاً على أرواحهم". وأضافت "ليعلم هذا الجيش... اننا لن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار حتى نقتص لدماء المسلمين وأعراضهم، وسنبذل دماءنا رخيصة في سبيل الله حتى يفصل الله بيننا وبين أعدائنا".

وأضاف البيان "أما رسالتنا لأهلنا في مصر بأن ينتفضوا ضد هذا النظام الطاغوتي الغاشم ويثأروا لدمائهم وأعراضهم ولا يكتفوا بالحراك السلمي".

محاكمات

على صعيد آخر، أجلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في مقر أكاديمية الشرطة أمس، قضية أحداث قصر "الاتحادية" الرئاسي، التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي و14 متهماً، لجلسة 13 مايو الجاري، لاستكمال سماع شهود الإثبات.

ويواجه المتهمون في القضية اتهامات القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه، واستعراض القوة والعنف والاحتجاز، والتعذيب لـ54 من المتظاهرين، وفض الاعتصام السلمي، أمام قصر "الاتحادية" بالأسلحة النارية والبيضاء، مطلع ديسمبر 2012.

من جهته، قرر المحامي العام لنيابات بني سويف المستشار وليد الرفاعي أمس إحالة 72 متهماً من قيادات جماعة "الإخوان" إلى محكمة الجنايات، بتهمة محاولة اقتحام مركز شرطة ناصر بمحافظة "بني سويف"، يوم 14 أغسطس الماضي، بالأسلحة النارية عقب فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، والشروع في قتل اثنين من رجال الشرطة.