الأمر فعلا لا يخصني بشيء لأنه لا يخص مسار حياتي الآن أو لاحقاً، هو يخص مجموعة من المواطنين من بينهم المواطن أحمد الفهد والمواطن جاسم الخرافي، والاثنان لا يتوليان أي مناصب رسمية، وقضية "المقاطع" منظورة لدى النيابة العامة مثل أي قضية أخرى قد تحفظ وقد تدخل المحاكم للفصل فيها.

Ad

   الاستقرار الوهمي أو اعتدال الطقس السياسي في وطن المناخ المتقلب لا يحتاج إلى أكثر من تغريدة واحدة كي تقلبه رأساً على عقب، جربنا الأمر مرة واثنتين وعشراً، والعلاج الأسهل إما حل مجلس الأمة وإما تغيير الحكومة والنتيجة واحدة، العودة إلى المربع الأول.

هذه المرة ليست تغريدة لكنها "مقاطع ساخنة" أتى وصفها وتأكيد وجودها على لسان شخصية بارزة تولت حقائب وزارية عدة في آن واحد هي الشيخ أحمد الفهد، إذاً ماذا يمكن أن نتوقع من ردود أفعال بدأت منذ أن نشرت أخبار توجه أحمد الفهد إلى النيابة العامة وسخنت وهو هناك، ثم انهمرت كالحمم بعد التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام؟ وفي المساء وفي نشاط متزامن فتحت أغلبية المجلس المبطل الأول "أنبوبة أكسجين بوفهد" لتستنشق منها بقوة ما تحتاجه من هواء تجديد الحضور.

وفي الفصل الثاني من سلسلة "ألف هيصة وهيصة"، انتقلت "أنبوبة الأكسجين" إلى مجلس الأمة لتأخذ دورها بين ثكلى الأيام الغابرة ودروع الأيام الحاضرة، كل يغزل ويحوك ما يخص شأنه ويرضي الأطراف التي تحركه، الشيء الواضح مما سبق هو أن بوفهد حاضر هنا وحاضر هناك، حاضر في خندق المعارضة وحاضر في خندق الموالاة، بوفهد موجود في كل الجبهات، والجميع يطلب الإطاحة برئيس الحكومة.

ما يهمني كمواطن في هذه الأحداث هو الإعلان "علناً" أن ما يحصل لا يخصني بشيء، حتى لو كان لبعض النواب السابقين رأي بأن ما يسمى بشريط "الفتنة" ليس شأناً عائلياً بل هو أمر يخص الكويت، فلن أغير رأيي، هذا الأمر فعلا لا يخصني بشيء لأنه لا يخص مسار حياتي الآن أو لاحقاً، هو يخص مجموعة من المواطنين من بينهم المواطن أحمد الفهد والمواطن جاسم الخرافي، والاثنان لا يتوليان أي مناصب رسمية، وقضية "المقاطع" منظورة لدى النيابة العامة مثل أي قضية أخرى قد تحفظ وقد تدخل المحاكم للفصل فيها.

ليس من شأني الدخول كوقود في معارك تكسير العظام بين أبناء العمومة، ولا قطعة خشب في متواليات استعادة الدور المفقود لرموز اجتهدوا في تضييع كل فرص الإصلاح، ما هو شأني أسئلة محددة، تبدأ ولا تنتهي، تؤلم ولا ترحم:

متى، وكيف ستحل القضية الإسكانية؟

متى تنتهي الزحمة في الكويت؟

متى نرى مستشفيات جديدة في محافظات الكويت المختلفة؟

متى يطبق القانون؟

متى ينتهي الفساد؟

متى ننتهي من كلمة متى؟

أختم بالقول، ما دام التشخيص خطأ فإن العلاج خطأ، وما يحصل الآن هو صراع أجنحة ترك للوقت حتى انتهى، عندما يحسم وينتهي ستنتهي معه الكثير من الصراعات وسيتحقق الاستقرار المنشود.