أمسيات الأدب والفن تضيء ليل القاهرة
جمال بخيت يلتقي مسحراتي العرب والإنشاد يطوف الحدائق
بعيداً عن لهيب السياسة والطقس الحار لجأ المثقفون المصريون إلى أمسيات الأدب والفكر التي تنظمها هيئات الثقافة المصرية في الساحات المفتوحة والحدائق العامة، وإلى مشاهدة العروض الفنية والاستماع إلى أشعار تحلق بهم مع نسمات الهواء في ليالي رمضان.
بعيداً عن لهيب السياسة والطقس الحار لجأ المثقفون المصريون إلى أمسيات الأدب والفكر التي تنظمها هيئات الثقافة المصرية في الساحات المفتوحة والحدائق العامة، وإلى مشاهدة العروض الفنية والاستماع إلى أشعار تحلق بهم مع نسمات الهواء في ليالي رمضان.
نظمت الهيئة العامة للكتاب في مصر معرضاً للكتاب، وهو معرض سنوي دأبت على إقامته في شهر رمضان كل عام في منطقة فيصل، والتقى جمهور المعرض بكثير من الأدباء والشعراء من بينهم الشاعر جمال بخيت الذي تحدث عن حياته منذ نشأته وطفولته وكيف أصبح شاعراً.بدأ جمال بخيت حكايته من حي مصر القديمة وفترة طفولته وألقى قصيدته {واحد اتنين سرجي مرجي} وأهداها للأطفال الموجودين في الندوة.
ثم تابع حديثه: {في حي مصر القديمة ثنائية إسلامية- مسيحية حيث نشأنا في نسيج واحد لم نستشعر فيه أي غربة. بدأت موهبتي في المدرسة الإعدادية، ورغم أن والدي كان يجهل القراءة والكتابة ووالدتي لم تكمل تعليمها، تخرجت وأخوتي وأخواتي الـ12 في الجامعات. ولولا قيام الثورة عام 1952 ومجانية التعليم كان سيصبح مصيرنا مثل مصير أجيال لم تتح لهم الفرصة للتعلم. كان والدي هو السبيل لفتح أبواب الثقافة أمامي فكان يهتم بأن يعرف كل ما يحدث في البلد وكنت أقرأ لوالدي كلام الجرائد والكتب من دون أن أعرف معناه وكان هو يملك الوعي من دون أن يستطيع القراءة}. وأضاف بخيت: {القراءة المبكرة ومجتمع الخمسينيات والستينيات والحاجة حياة والدتي التي كانت تجلس إلى جوارنا أثناء الدراسة وكأنها تعلمنا وفي داخلها حنين للتعليم وكانت تسألنا عن الحروف، وهي تعلمت القراءة بهذه الطريقة. ذلك كله شكل موهبتي ووعيي الثقافي وبدأت كتابة قصائد، بالطبع لم تكن مكتملة، عن معيشتنا وعن الدروس الخصوصية وعن الأولاد الذين يشربون السجائر، حتى خصصوا لي يوماً في الإذاعة المدرسية وشاركت في دوري المدارس في الإذاعة المصرية، وفي المرحلة الثانوية اكتشفت مجلة {صباح الخير} التي احتضنت وتبنت وقادت حركة ما يسمى بشعر العامية، وقرأت سيرة حياة بيرم التونسي التي تأثرت بها ربما أكثر من أزجاله، وقابلت فؤاد حداد الذي أعطاني نصائح أفادتني كثيراً مثل ضرورة امتلاك الأدوات الفنية وكتبت أول قصيدة في حب مصر وأرسلتها إلى فؤاد حداد وإذا بهذا العملاق ينشر لي هذه القصيدة في مجلة {صباح الخير} باسمي، ويوم نشرت تأكد لدى يقيني بأني خلقت كي أكون شاعراً ووضعت قدمي على أول طريق الشعر. قررت بعد أربع سنوات أن أدخل امتحان الثانوية العامة وأدخل كلية الإعلام قسم الصحافة وأن أعمل بعدها صحافياً في مجلة {صباح الخير} وقد كان}.وأكد بخيت على أهمية تشكيل الوعي الثقافي منذ الطفولة، وعلى أهمية القراءة، مشيراً إلى أن سبب تأخر الدول الإسلامية هو تأخر دخول المطبعة بسبب فتوى دينية خاطئة، فقرابة الأربعة قرون كان الغرب يقرأ ويكتب فيما كنا نحن محرومين من القراءة بسبب فتوى دينية تقول إن آلة الطباعة حرام. إذا تم البحث في أسباب تأخر الدول الإسلامية لن نجد سوى هذا السبب}.واختتم الشاعر جمال بخيت اللقاء بإلقائه قصائده مسحراتي العرب- مسحراتي مسلم مسيحي- شباك النبي.إنشاد ديني من فيصل إلى القاهرة القديمة، التقى الجمهور مع الإنشاد الديني وأبرز المنشدين من بينهم المنشد الصوفي «زين محمود» الذي أحيا سهرة صوفية في مركز} الربع الثقافي} في شارع المعز لدين الله الفاطمي في إطار احتفالات المركز بليالي شهر رمضان الكريم.وقدم {زين} كثيراً من الأناشيد والقصائد الصوفية على الطريقتين الشاذلية والهلالية، ونالت قصيدة {سقاني الغرام} إعجاب جميع الحاضرين.والشيخ زين من مواليد محافظة المنيا، وكان مداحاً أباً عن جد، واعتاد قراءة القرآن، إلا أن حلمه كان دائماً أكبر من المديح، فاتجه إلى الإنشاد الصوفي والغناء الشعبي وفن الموال.من جهتها، أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة الآثار والشباب والرياضة في مصر، فعاليات ترويجية في رمضان بعنوان {ليالي رمضانية} في بيت القاضي في شارع المعز بالقاهرة.افتتح الفعاليات وزير الثقافة جابر عصفور، ويتضمن البرنامج فقرات فنية تراثية تناسب الجو الرمضاني بمصاحبة معارض فنون تشكيلية مع الرسم الحي لشباب الفنانين، وعروض البهلوان والساحر، ومعرض الكتاب، كذلك يتضمن البرنامج مشاركة فرق رضا، التنورة، النحاسية، وسط البلد، شباب الجامعة الأميركية، قص ولزق، بورسعيد، توشكى، الأقصر للفنون الشعبية، ومطروح. كذلك تستضيف الفعاليات كل من الفنان عمرو مصطفى، والشاعر عمرو قطامش، والشاعر حسن عبدالله، والشاعر أمين حداد، والفنانة فيروز كراوية، بالإضافة إلى المطرب محمد بشير.يذكر أن بيت القاضي أحد أشهر الأماكن في شارع المعز في منطقة الجمالية، وكان مكاناً يجتمع فيه القضاة للمشاورة في القضايا وشؤون الدولة للحكم بين الناس بالعدل وبعد إنشاء المحاكم تحول بيت القاضي إلى مسجد. وتشهد الحديقة الثقافية في منطقة السيدة زينب فعاليات ثقافية تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتمت دعوة مبدعين كثيرين لإقامة أمسيات أدبية أبرزهم عز الدين نجيب، أحمد طوسون، محمد أبو دومة، وسامية حبيب.وقال رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية في قصور الثقافة محمد أبو المجد إن دور قصور الثقافة في شهر رمضان مرتبط جداً بالثقافة الجماهيرية والشعبية، وأن الهيئة تؤكد على ضرورة تقديم خدمة الثقافة الجماهيرية إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً إليها، والعمل على ما يسعد الشعب ويثقفه.