برر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأول قرارات تقليص دعم الوقود والكهرباء، التي أدت إلى ارتفاع في أسعار وسائل المواصلات، بأنها البديل الوحيد لغرق مصر وتركيعها بالديون، واصفا خلال لقاء مع عدد من رؤساء الصحف المصرية، سعي الأكراد للاستقلال عن العراق بـ«الكارثة».

Ad

دافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأول عن قرارات خفض دعم الوقود الذي أدى إلى ارتفاع أسعار تكلفة وسائل النقل والمواصلات والكهرباء، مؤكدا أنها البديل الوحيد عن غرق مصر وتركيعها بالديون، في ظل ارتفاع مؤشرات العجز في الموازنة العامة في بلد يعاني منظومة اقتصادية هشة وارتفاع نسب الفقر.

وقال السيسي، خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية مساء أمس الأول، إن إجراءات خفض دعم الوقود، التي تم إعلانها السبت الماضي، مهمة تأخرت أكثر من 50 عاما، وتأتي في إطار تصحيح المسار والتضحيات الواجب تقديمها لمصر حتى تتمكن البلاد من السير بخطى متسارعة نحو الاستقرار والتنمية وحماية الأمن القومي.

وحذر السيسي، الذي تولى الحكم في 8 يونيو الماضي، من أن مصر تواجه حالة حرب من الخارج والداخل بعد ثورة «30 يونيو»، مطالبا الصحافة والإعلام بالقيام بدورهما الوطني لتوعية الشعب بخطورة الأوضاع حتى تتمكن مؤسسات الدولة من مجابهة هذه المخططات، وإفشال المؤامرات التي تستهدف تدمير الوطن.

وأقر بأن جماعة «الإخوان» تستغل القرارات الاقتصادية لتهييج الشارع وإفشال الجهود المبذولة لتحقيق الطفرة الاقتصادية التي تتبناها الحكومة، مشيرا إلى أن هذه الجهود ليست كافية لافتقار مصر حاليا لآلية ضبط الأسواق، واعدا بأن تعمل تلك الآلية بفاعلية خلال ستة أشهر.

وتطرق السيسي إلى قضية محاكمة صحافيي فضائية «الجزيرة» القطرية، والمحكوم عليهم في 23 يونيو الماضي بالسجن لمدد تتراوح بين 7 و10 سنوات، في قضية «خلية ماريوت»، مؤكدا انه كان يتمنى ألا تتم المحاكمة، قائلا: «كنت أتمنى ترحيل هؤلاء فور القبض عليهم، بدلا من محاكمتهم»، مشيرا إلى أن الحكم الصادر بحق الصحافيين «كانت له آثار سلبية جدا، ولا دخل لنا فيه»، في إشارة للغضب الغربي من الأحكام.

وتناول الأوضاع على الساحة العربية التي شهدت متغيرات عدة في الأشهر القليلة الماضية، مشددا على خطورة فرض «سايكس بيكو» جديدة لتقسيم المنطقة بشكل مختلف يقوم على أسس دينية وعقائدية وعرقية، قائلا إن المخطط الجديد كان يستهدف إخضاع مصر لسلطة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ»داعش».

وقال إنه حذر الولايات المتحدة وأوروبا من طموحات متشددي تنظيم «داعش»، مشيرا إلى أنه أكد لهم أنهم سيخرجون من سورية ليستهدفوا العراق ثم الأردن ثم السعودية، وشدد على أن مصر تمتلك جيشا قويا يستطيع حمايتها من أي مخططات خارجية.

وحذر من خطورة إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، معتبرا الأمر بمنزلة بداية «الكارثة» لتقسيم العراق، الذي يواجه هجوما واسع النطاق ينفذه متشددون إسلاميون، قائلا: «الاستفتاء الذي يطالب به حاليا الأكراد ما هو في واقع الأمر إلا بداية كارثية لتقسيم العراق إلى دويلات متناحرة، تبدأ بدولة كردية تتسع بعد ذلك لتشمل أراضي في سورية يعيش عليها الأكراد، وأخرى في الأردن يعيش عليها نفس أبناء العرق».

وبينما قرر الرئيس السيسي رفع أسعار السجائر والخمور أمس الأول، ألقت تداعيات رفع أسعار الوقود في الشارع بثقلها على استعدادات القوى السياسية للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة والمقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، خاصة في ظل غضب شعبي من زيادة الأسعار ما يجعل الأولوية للشأن الاقتصادي في أجندة المرشحين للمقاعد النيابية.

وقال أمين الإعلام بالحزب «المصري الديمقراطي» إبراهيم نوار إن «زيادة الأسعار ستؤثر سلبا على موقف أي مرشح للانتخابات البرلمانية، خاصة إذا أعلن أنه سيكون ظهيرا سياسيا للسيسي، لأن ذلك يعني أنه يؤيد السياسات الاقتصادية التي أثرت بالسلب على غالبية الشعب».