تنوعت القراءات في الأمسية الشعرية، التي نظمها معرض الكويت للكتاب، في نسخته الـ38 بأرض المعارض بمشرف، لتنهل من الغزل والعواطف الجياشة والحب المتنوع للوطن أو للمرأة، وقرأ المشاركون الشاعر السعودي مسفر الدوسري والتونسية فاطمة محمود واللبناني د. محمد السعدي مجموعة نصوص متباينة الشكل والمضمون.

Ad

وعقب تعريف مقتضب بالمشاركين قدمه مدير الجلسة سالم الرميضي، عبرت الشاعرة التونسية فاطمة محمود عن سعادتها بالمشاركة في الأمسية الشعرية، مثمنة دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيم أنشطة مصاحبة لمعرض الكتاب، ثم قرأت من مجموعتها الشعرية الأولى "رغبة أخرى لا... تعنيني" نصا بعنوان "طفلة": كانت الطفلة/ تعد الأحلام بأصابعها/ وتبكي لأن عدد الأصابع لكل الأحلام/ لا تكفي".

براءة

وتلا هذا النص القصير آخر يماثله في الحجم من مجموعة محمود الشعرية الثانية "ما لم يقله... القصيد"، وجاء بعنوان "براءة": وأنا تلميذة في القسم/ ينشغل المعلم بدرس في الحساب أو شرح نص/ وأنشغل أنا في النصف الأسفل من السبورة/ حيث ضوء الشمس من النافذة سينعكس/ فينمو في القلب فرح طفولي بوشك رنين الجرس".

ثم ألقت مجموعة نصوص قصيرة جدا من ديوانها الثالث "الوردة التي... لا أسميها"، ومن أجواء القراءات: كلما تقدم بي العمر/ أحن للذنوب التي اقترفت/ وأعض على القلب: ويحي.../ كيف فاتتني ذنوب أخرى؟"، كما تابعت قراءاتها متنقلة بين دواوينها الأخرى، منتقية شذرات قصيرة جدا من أعمالها التي تتسم بالمفارقة والدهشة.

نصوص عامية

وعقب النصوص القصيرة والمختزلة، قرأ د. السعدي مجموعة قصائد تراوحت بين اللغة الفصيحة واللهجة العامية، واستهلها بقصيدة أهداها إلى الكويت، يقول فيها: "بحروف الشعر كتبت الكويت اسمها/ بحضن الدنى أحلى بلد اتزين بسمار شعبها/ حامي وطن نفديه بالعيون الشيخ صباح قمرها/ خلقت فيها بعهد الأمير جابر عمر أرضها/ كحل مسيرة الأمير صباح بسواعد الله باركها/ من لبنان جينا يا درة الخليج نهديكن عطرها".

واختزل الشاعر من خلال قصيدته دور الكويت في دعم الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمر بها، مستذكرا طفولته التي قضاها في الكويت، ثم قرأ قصيدة بعنوان «كتبتها»، ومنها نقتطف المقطع التالي:

كتبتها على ورقي كتبتها/ وبدمي رسمت صورتها/ دمي في حبها ملكها/ وعمري يرخص لفدائها/ جبل من الحياء في شخصها/ فتمنيت أن أكون جزءا من شيمها.

يا كويتنا

أما الدوسري فقد قلب في دفاتره الشعرية منتقيا مجموعة قصائد طرب لها الحضور وأشعلت الأكف تصفيقا. وفي مستهل حديثه، شكر الدوسري المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعوته إلى المشاركة في الأمسية الشعرية، مشددا على أنه يشعر بالألفة ومحبة الجمهور، وأهدى أولى مصافحاته الشعرية للكويت، ومن أجوائها:

رغم الغبار اللي ذروه بعيونك/ أحلى العيون عينك/ اللي إنتِ كل ما فيك/ يا كويتنا ينحب/ ونعشق هوى ترابك/ مهما حدرنا شب/ ودام إنتِ وسط القلب ليش نسألك وينك.

ثم انتقل إلى شعر الغزل وقرأ قصيدة "العام الجديد"، ومنها الأبيات التالية: إنتِ أجمل ما حصل لي العام/ والعام اللي قبله/ واللي قبله/ واللي قبله/ إنتِ أجمل ما حصل في عمري كله/ وإنتِ أجمل من نثر في عيني نوره/ وانتشت روحي في ظله/ وأجمل من خذا قلبي معاه/ وصرت في صدري محله/ فالسنة اللي راحت/ إنتِ أحلى ما كتبت/ وإنتِ أروع ما قريت/ وإنتِ أشرق ما رأيت/ وإنتِ أورق ما حلمت.

وتميزت قراءات الدوسري بالأداء الجميل المنضبط الذي شهد تفاعلا من الجمهور، ومن القصائد التي قرأها «خلاص ماني شاعرك!»، ومنها:

خلاص ماني شاعرك/ ولا أنا ترف فساتينك/ ولا كحل الفرح لا سولفت محاجرك/ ولا أنا روجك ولا تسريحة "الشنيون" ولا سحر المناكير بطرف أظافرك.

وفي ختام الأمسية، قدم السعدي درعا، تعبيرا عن شكره للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تسلمها مدير إدارة الثقافة في المجلس سهل العجمي.