أكد قائد الجيش المصري السابق والمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي أنه يتفهم موقف الولايات المتحدة الأميركية من الأحداث التي جرت في بلاده بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، متمنياً أن تتفهم واشنطن الأوضاع في مصر.

Ad

وأعرب المرشح الأوفر حظاً عن حاجة بلاده إلى الدعم الغربي إلى جانب استمرار الدعم الخليجي، وحذّر السيسي في مقابلة أجرتها معه «رويترز» من تحول سورية إلى أفغانستان جديدة جاذبة للتشدد والتطرف. وفي ما يلي نص الحوار:

•  ما المدة التي تعتقد أنك ستحتاجها لكي تحدث فرقا حقيقيا؟ وما هي توقعاتك للجدول الزمني قبل أن يبدأ الناس في رؤية تغير حقيقي؟

- فكرة الـ 100 يوم. المصريون يتطلعون إلى حاجات كتيرة جدا. خلال ثورتين كانوا هما بيتطلعوا إلى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. المصريين عايزين يعيشوا ده. أنا محتاج أقدم لهم الأمن والأمان والاستقرار والتنمية الشاملة.

100 يوم مش كفاية الحقيقة. لأن حجم التحديات كثيرة جدا. وفي البرامج اللي موجودة في الدول الغربية الأمور أكثر استقرارا بكتير في كل المجالات عن الواقع المصري. أنا متصور إن في خلال سنتين من العمل الجاد والدؤوب ممكن نحقق يعني شكلا من أشكال التحسن اللي المصريين بيتمنوه ويتطلعوا إليه.

• أعتقد أن التحدي في السادس والعشرين من مايو هو رؤية ما إذا كان عدد كبير من الناس سيدلون بأصواتهم؟ ما مدى أهمية تصويت الناخبين لفكرتك عن النجاح في الانتخابات؟

- احنا نجحنا في أول خطوة من خريطة الطريق والدستور وده كان دستور رائع جدا جدا بيحقق كتير من الأماني اللي المصريين بيتمنوها في حياتهم ومستقبلهم وحجم المصريين اللي نزل كان بالملايين لكن احنا محتاجين في الانتخابات القادمة يبقى أكتر كمان من اللي نزلوا في الدستور.

• الولايات المتحدة شريك استراتيجي لمصر منذ مدة طويلة. ما هو تقييمك الحالي لوضع العلاقات؟

 - علاقتنا بالولايات المتحدة علاقة استراتيجية مستقرة وثابتة. مش معنى إن في وقت من الأوقات حصل حالة من الارتباك ده معناه إن احنا منقدرش نكمل ده. لا طبعا. احنا محتاجين في مصر إننا نتعاون مع كل الدول. لأن حجم التحديات في مصر ضخمة جدا محتاجة دعم ومشاركة الجميع فيها.

• تم فرض تجميد جزئي على المساعدات العسكرية فهل تتوقع رفعه ما أن تصبح رئيسا؟

- خلينا واضحين أنا متفهم المعايير الغربية والأوروبية والأميركية طبعا فيما يخص تجديد وتعليق المعدات. رغم إن ده ليه رد فعل سلبي جدا لدى الرأي العام المصري كل الوقت ما بيمر بتتضح الصورة اكتر للجميع. والناس بتدرك والعالم بيدرك إن اللي حصل في مصر ده كان إرادة الشعب. وماكانش يقدر الجيش يتخلى عن شعبه وإلا كانت هتحصل حرب أهلية احنا مش عارفين كانت هتوصل إلى أي مدى. احنا متفهمين الموقف الأميركي وبنتمنى كمان إن هو يتفهم موقفنا.

• هل في شيء بصفة خاصة تود أن تقوله للرئيس أوباما عن اتجاه مصر ربما يفيد في تغيير وجهات النظر هناك؟

- نحن نخوض حربا ضد الإرهاب. والجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتى لا تتحول إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة. لو مصر مش مستقرة يبقى المنطقة مش هتبقى مستقرة. وافتكر إن ده مش في صالح الأمن والسلام في العالم كله. احنا محتاجين الدعم الأميركي في مكافحة الإرهاب.

• تحدثت عن حل سلمي في سورية. فهل تعتقد أن سورية ستكون أفضل حالا إذا بقي الرئيس الأسد في منصبه؟

- أنا بتكلم على ان الحل السلمي هو الحل المناسب. وحدة سورية دي لصالح أمن المنطقة. إن سورية لا تتحول إلى منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة. ده هيهدد المنطقة بالكامل. وأنا لما بأقعد مع الأصدقاء الأوروبيين باقولهم في مواطنيين أوروبيين بيبقوا موجودين في بلادكم وبيقاتلوا دلوقت في سورية وتقريبا العدد أكتر من 1000 ولا 2000 أنا أتصور بعد ما الموقف ينتهي في سورية بغض النظر عن هينتهي ازاي دول هيرجعوا على أوروبا هيعملوا إيه؟ ثم الموقف في سورية بعد ذلك هيتحول لايه؟ هيهاجمونا ولا هيهاجموا السعودية والأردن ولا إسرائيل. احنا لازم نكون واخدين بالنا من هذا الفكر وهذا النشاط المتطرف وتأثيره على الأمن والاستقرار في المنطقة.

• ما هو حال العلاقات بين مصر وإسرائيل الآن؟

- احنا علاقتنا مع إسرائيل ومعاهدة السلام دي معاهدة مستقرة بقالها أكثر من 30 سنة واحنا بنحترمها وسنحترمها.

• هل لديك خطة لبناء الاقتصاد المصري؟

- لازم نعترف أن الوضع الاقتصادي في مصر صعب مش بس في خلال الـ3 سنوات الماضية. والمصريين كانوا بيتطلعوا إلى حياة أكثر استقرارا من الواقع اللي احنا بنعيشه ده. احنا بنتكلم على أكتر من 50% من الشعب بيعانوا من الفقر. ولازم ندي فرصة للاستثمار المصري والعربي والأجنبي. لكن بصراحة أنا الكلام بأوجهه للغرب وبأوجهه للأصدقاء كلهم مصر تحتاج إلى مساعداتكم حتى تخرج من دائرة الفقر التي تعاني منها.

• هل ترى استمرار دور الجيش في ضمان استخدام أموال الخليج في الاقتصاد؟

- احنا محتاجين كل مؤسسات الدولة تساهم في تطوير وتنمية المجتمع وتقدمه للأمام. أي مؤسسة لديها القدرة أن تقوم بهذا الدور. كل مؤسسات الدولة معنيين بده لأن التحدي كبير ولازم نتغلب عليه.

• هل في الوقت الحالي الجيش هو أفضل مؤسسة لهذه المهمة؟

- الجيش مشغول كتير قوي في مكافحة الإرهاب في سيناء وعلى حدودنا الغربية. وعلى حدودنا الجنوبية. إنما لو في فرصة إنه يساعد في أعمال هندسية بطرق هيتم الاستفادة من هذه الإمكانيات. بالمناسبة يعني في كلام على إن الجيش يمتلك 40% و20% من اقتصاد مصر وده مش حقيقي ولا يزيد عن 2% من الاقتصاد.

• هل ترى سبيلا لخفض الدعم؟

- احنا في وضع مؤلم الآن مع ظروف هذا الدعم وتوزيعه على كل حال لكن احنا مش هنقدر نضغط على الفقراء أكتر من كده. لكن احنا ممكن يتم استخدام وتوزيع وترشيد الدعم أكتر من أن هو يروح للفقراء ولا يروح إلى الأغنياء. هاديك مثال على الدعم اللي بياخده الاغنياء او القادرين.

• ما هو نوع التغيير الذي نتحدث عنه؟

 - الوقود بيتباع عندنا ممكن تسأل. السفارات تروح تشتري الوقود بسعر مدعم. لتر البنزين بالسعر العالمي هنا بيبقى أقل من تمنه أكتر من نص يعني ثلاث أرباع التمن تقريبا الدولة بتقدمه. كل المواطنين أي حد يروح محطة البنزين علشان يحط وقود بياخد هذا الوقود بسعره اللي احنا بنقدمه لكل الناس. ففي ناس كتير وقطاعات كتير مش محتاجه تاخد هذا الدعم. ده اللي احنا هنحاول نصححه خلال المرحلة.

• ما الذي سيجذب الاستثمار الدولي إلى مصر في السنوات القليلة المقبلة؟

- أنا باقولهم إن مصر دولة كبيرة وموقعها متميز جدا فيها عمالة ضخمة دولة شابة. حجم الشباب الموجود بمصر ضخم جدا قادر على العمل قادر على العطاء. سوق كبير اوي ممكن الاستثمار فيها يبقى ناجح جدا جدا جدا وهي كمان مدخل لإفريقيا. نحن سنحترم التزاماتنا وسنوفر المناخ المناسب والقوانين المناسبة لتحفيز الاستثمار.

• ما عدد السنين التي تتوقع أن تواصل فيها دول الخليج مساعداتها؟

- احنا خلينا نكون صراح مع بعض. احنا مش شايفين ان دا أمر جيد بصراحة وبنتمنى انه ينتهي في أسرع وقت مش أنا بس اللي بيفكر كده كل اللي المصريين. عمق المشكلة الاقتصادي التي لم تواجهنا على مر السنين بشكل جيد خلي المشكلة دي بتؤثر على باقي قطاعات الدولة الاقتصاد بيؤثر على التعليم وجودته وعلى الثقافة حتى على الممارسة الديمقراطية اللي احنا بنتمناها.

أنا مش عايز أقول بس إننا نحن نتطلع إلى أشقائنا في الخليج لكن كمان بصراحة أنا شايف إن فيه مصلحة كبيرة أوي لأوروبا ولأميركا وللعالم كله ان يقف بجانب مصر خلال هذه المرحلة.

• تحدثت عن القضاء على الإخوان. فهل تعتقد أنك تحرز تقدما؟

 - انظروا إلى خريطة التطرف والإرهاب في العالم كله وهتجدوا إن هذا الأمر أصبح مستهجن وغير مقبول من معظم دول العالم. هذا الشكل فكرة القتل والتخريب والتدمير اللي موجودة في دول كتير أعتقد ان أنتم تتفهموا ان هذا امر الإنسانية لا تقبله والحضارة ما تقبلوش والمنطق ما يقبلوش.

• هل الأسلوب الأمثل عسكري أم يحتاج الأمر إلى توعية أي الأسلوبين أفضل؟

- هذا الأمر اللي بيتطلب بصراحة خطة متعددة المحاور مش الشق الامني فيها هو الحاسم فقط، لا، التعليم والاقتصاد والثقافة والوعي كل هذا محتاجين نتحرك عليه مش بس في مصر. دي مواجهة بتطلب مشاركة الجميع. وانتم كنتم ليكم دور في دعم الديمقراطية. عايزين تعملوا ديمقراطية في دول كثيرة وهذا أمر جيد. لكن كمان ده مش هينجح بالشكل المطلوب وفي أسرع وقت إلا من خلال دعم اقتصادي جيد ودعم التعليم بشكل جيد. أنا كنت موجود في الولايات المتحدة الأميركية وقبلها في بريطانيا وكتبت مقالة عن مستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط وقلت أن يكون في ديمقراطيات حقيقية اللي احنا بنقول عليها حرية اختيار الناس لحياتها ولحكمها التعليم والجهل والصحة والفقر والإعلام. يا ترى مستعدين تفتحولنا بلادكم لمزيد من التعليم وميكونش مكلف نرسل النابهين من أبنائنا يتعلموا في بلادكم ويشوفوا.

• هل يمكنني أن أسألك عن محاكمة أعضاء الاخوان المسلمين. صدرت أحكام كثيرة بالإعدام في المحاكم. هل تعتقد أن العملية القضائية نزيهة وهل تؤيد هذه القرارات؟

- أنا عارف الثقافة الغربية وعارف منطق الإنسانية عندكم واتفهمه. في الأول انا مواطن مصري دلوقتي انا مش مسؤول. وارجو ان تقبلوا مني هذا الكلام وتثقوا فيه. انا لن اتكلم عن قضية بعينها لكن عايز اقول ان احنا بنؤسس لدولة قانون ونحترم القضاء واستقلاليته ولا نتدخل فيه. وهذا مهم جدا. وانا عايز اقول لكم انتم مهتمين بالنقطة دي وهذا امر اقدره وافهمه. لكن كمان كنت اتمنى ان انتم تبقوا مهتمين بعدد الضحايا اللي على الجانب الآخر.

(القاهرة - رويترز)