رغم أنها عاشت كل سنوات عمرها في النرويج، الذي لا يعرف معظم أهله عن الديانات السماوية الكثير ومعظمهم من الملحدين أو المسيحيين البروتستانت أكثر الطوائف النصرانية تساهلاً في الدين، فإنها كانت تشعر أنها في انتظار حادث سيغير مجرى حياتها وقد كان.

Ad

تقول الشابة النرويجية جيستيكا: كان والدي أرمنياً أرثوذكسياً، ووالدتي ذات جذور إسلامية، لكنها لا علاقة لها بالإسلام حتى أنها لم تكن تعرف أنها لا يجوز لها كمسلمة الزواج من غير المسلم، وهكذا كبرت ودخلت إحدى المدارس الدينية المسيحية فى النرويج، وكان هدف والدي أن أتحول إلى واحدة من المبشرات بالمسيحية، خاصة أنني أجيد العديد من اللغات، وبدأ يشجعني على دراسة اللغة العربية، ولم يكن يعرف أن اللغة التي شجعني على تعلمها ستقودني إلى تغيير ديني وبدلاً من أن أكون مبشرة بالمسيحية سأكون داعية إسلامية.

وهكذا كنت أدرس العربية عند رجل مسلم كان يعطيني من علوم العربية والقرآن ما يفتح آفاق الفضول عندي ولم يحاول الضغط عليّ في يوم من الأيام لكي أكون مسلمة، من جهة أخرى كان هناك رجل آخر يعطيني دروساً أخرى في الفلسفة والسياسة والاجتماع، وكان ذلك الرجل من القساوسة الكاثوليك الذين طبع الله على قلوبهم فأصبحت غلفاً.

كنا نقرأ كتباً عن الإسلام، وكنا نبحث من خلال ذلك كله عن نقاط التشكيك في الإسلام، وكان آخر كتاب أقرأه مع ذلك القس كتاباً استعرناه من مكتبة الجامعة اسمه الإسلام بين الشرق والغرب للرئيس البوسني علي عزت بيكوفيتش، ووجدت على إحدى صفحاته بالقلم الرصاص الآية الكريمة: ‏"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ‏فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ‏ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ‏وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ‏وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، ‏وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ" (آل عمران: 7).

ولا أعلم لماذا تأثرت كثيراً بتلك الآية، وبدأت أبحث عن تفسيرٍ لها في كل اللغات التي أعرفها، وهكذا دخلت في صراع نفسي، وبدأت أقرأ القرآن باللغة العربية بتمعن شديد لأجد جسدي يرتعش كلما جاء ذكر الجنة والنار في القرآن الكريم لدرجة أنني فكرت في الانتحار حتى ألقى الله وأسأله عن الدين الصحيح، لأرى في المنام ذات يوم شخصاً مجهولاً يشير إلى أن الطريق الصحيح عبر هذا السهم، وعندما نظرت وجدت في نهاية الطريق الكعبة المشرفة، وفور استيقاظي كنت في المسجد الكبير أنطق الشهادتين.