ارتفعت حصيلة الانفجار الذي وقع في منجم بتركيا الى 282 قتيلاً، في حين دعت النقابات في  البلاد الى إضراب شامل أمس وسط تصاعد التظاهرات والغضب إثر أسوأ كارثة مناجم تشهدها تركيا، والتي تحولت الى أزمة سياسية جديدة تواجهها حكومة رجب طيب أردوغان.

Ad

تظاهرات وإضراب

ووضعت السلطات التركية القوات الأمنية على اهبة الاستعداد، إذ ان الحادث يأتي قبل أيام من ذكرى اولى التظاهرات في ساحة تقسيم في اسطنبول في 28 مايو التي تحولت الى حركة احتجاج واسعة النطاق ضد الحكومة التي تتولى السلطة منذ 2002.

وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي عشرين ألف متظاهر كانوا ينددون في أزمير غرب بإهمال الحكومة الإسلامية المحافظة في حادث المنجم.

ونقل رئيس اتحاد النقابات الثورية لتركيا كاني بيكو احدى اكبر النقابات العمالية في البلاد الى المستشفى بسبب اعمال العنف التي ارتكبتها الشرطة.

وفي انقرة استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق حوالي 200 شخص تجمعوا في ساحة كيزيلاي.

وأطلق المتظاهرون عبارة « فحم سوما سيحرق الحكومة» امام مبنى البلدية وفق وسائل اعلام تركية رافقها عبارات اخرى مثل «طيب القاتل» و«كل مكان هو سوما وكل مكان فيه مقاومة».

وأعلنت اربع نقابات امس اضرابا عاما في كل أنحاء البلاد في ذكرى العمال الذين قتلوا في حادث منجم الفحم في سوما الواقعة على بعد مئة كلم شمال شرق ازمير. ودعا اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا الذي يضم 240 ألف موظف على موقعه الالكتروني إلى الاضراب العام، قائلاً إن»هؤلاء الذين يمضون بعمليات الخصخصة وسياسات تهدد أرواح العمال من أجل خفض الكلفة مسؤولون عن مجزرة سوما ويجب أن يحاسبوا».

غول في الموقع

كما حضر الرئيس التركي عبدالله غول امس الى موقع المأساة وواجه ايضا موجة احتجاج لكن اقل حدة. وتحدث غول الذي رافقه رئيس البرلمان جميل تشيتشيك، الى الصحافيين بعد ان عاد الجرحى في المستشفى في أسوأ كارثة صناعية تشهدها تركيا.

ومن المتوقع ان يتجاوز عدد الضحايا 400، حيث يعتقد بوجود 150 عاملا على الاقل تحت الأنقاض.

وبدأت العائلات امس سحب الجثث التي وضعت في مشرحة اقيمت خصوصا في كيركاغاش على بعد كيلومترات من سوما، في الوقت الذي كان فيه بعض الاهالي يقومون برفقة الشرطة بالتعرف على هويات القتلى ثم تسلم الجثث. وأعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز امس ان حصيلة اسوأ حادث منجم في تركيا ارتفعت الى 282 بعد انتشال المزيد من الجثث من المنجم.

المعارضة

وكان نائب من حزب المعارضة الاساسي حزب «الشعب الجمهوري» (قومي علماني) اعلن انه قدم مذكرة قبل 20 يوما للتحقيق في حوادث عمل في المناجم في سوما لكن الحكومة رفضتها.

وقال نائب الحزب في محافظة مانيسا اوزغر اوزيل لوسائل اعلام محلية امس «كنا نتلقى معلومات يوميا بان حياة عمال مهددة».

في المقابل، اوضحت وزارة العمل والامن الاجتماعي التركي امس ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه.

سوما غاضبة

وينقل نعش على الاكف وسط حشود تتدافع في مقبرة لدفن جثة ملفوفة في كفن ثم يبدأ نقل نعش اخر، هذا هو المشهد في سوما بعد يومين على اسوأ حادث منجم في تركيا بين مشاعر الغضب والحزن.

وقبل ساعة عن موعد صلاة الظهر تجمع الآلاف من سكان المدينة في المقبرة البلدية. وتحت الشمس جلسوا حول القبور التي حفرت في ثلاثة صفوف تضم عشرين مقبرة لم ينته العمال البلديون بعد من حفرها.

ومن مسافة قريبة تراقب فتحية كودو هذه الاستعدادات وتقول «زوجي يعمل ايضا في منجم لكن في منجم آخر»، مضيفة «جئت تضامنا مع الاسر. الامر صعب جدا علينا جميعا».

وقالت كونا المرأة المحجبة الجالسة على كرسي من البلاستيك قرب المقابر «لقد فقدت صديقا في الحادث». واضافت «اشعر بحزن كبير لكنني لست غاضبة. ما حدث هو مشيئة الله».

ووسط الصراخ تدفن جثة جديدة في الارض. ويحاول موظف بلدي يحمل كيسا وضعت فيه بطاقات صغيرة صفراء فرض النظام في اجواء الفوضى. وعلى كل بطاقة كتب اسم الضحايا الذين قضوا في اسوأ كارثة منجمية وقعت في تركيا.

وبكت سوما موتاها، لكنها ايضا مدينة ثائرة وغاضبة. ومنذ الساعات الاولى بعد وقوع الانفجار في منجم الفحم الحجري انهالت الاتهامات على مؤسسة «سوما كومور» لاخلالها بابسط معايير السلامة.

(سوما، أنقرة -

أ ف ب، رويترز)