هل كنا أفضل حالاً؟!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ماذا بقي من دول الربيع العربي، إذا استثنينا تونس؟ وهي حالة فردية ترك "تراث" بورقيبة بصماته على المجتمع المدني، وجاء حزب النهضة بقيادة الغنوشي الذي استوعب ضرورة المشاركة السياسية مع العلمانيين المختلفين معه، ووضع تونس على الطريق الصحيح، هل يصح القياس على تونس، واستلهام تجربتها؟! يمكن لو كانت "الظروف التاريخية" في دول الربيع متقاربة من تونس، لكنها لم تكن كذلك... فتونس تبقى أقرب لدول شرق أوروبا في تغيرات الثورات البرتقالية منها من عوالم الكر والفر العربية.التساؤلات السابقة طرحتها تقريباً جريدة إيكونومست قبل فترة بعنوان "درس من الجزائر"، بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة، لتنته الجريدة باستنتاج بأن بقاء الحال من المحال، وأن عبارة "كنا أفضل حالاً" قبل ثورات الربيع "الخريفي" لا تعني غير استمرار أنظمة الطغيان والفساد، ولو تأخرت "ثورات" ذلك الربيع فهي ستأتي، حتماً، بالغد، فالشعوب العربية تستحق حقها في الحرية والديمقراطية. هذا الاستنتاج صحيح، لكن هل يمكن للضحايا في دول الربيع أن يستوعبوا هذا الدرس؟ وإلى متى يستمر هذا الربيع المظلم، ويتحول إلى ربيع حقيقي..؟! هذا بعلم الغيب.