يستأنف المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون اليوم الأربعاء مفاوضاتهم الشاقة سعياً للتوصل إلى هدنة دائمة في اليوم الثالث والأخيرة من التهدئة لـ 72 ساعة التي دخلت حيّز التنفيذ الأثنين في قطاع غزة.
والتزم الطرفان بشكل صارم الثلاثاء بالتهدئة فيما حاول المفاوضون في القاهرة التوصل عبر الوسطاء المصريين إلى صيغة توفق بين مطالب الطرفين المتناقضة، حيث تطالب اسرائيل بالأمن فيما يتمسك الفلسطينيون بشرط رفع الحصار عن غزة.وهدف المفاوضات غير المباشرة منع عودة المعارك وإذا أمكن إحلال هدنة طويلة بعد انتهاء مهلة التهدئة الحالية لثلاثة أيام بعد دقيقة على منتصف ليل الخميس (الاربعاء الساعة 21,01 تغ).ويسعى الطرفان لفرض مطالبهما بعد حرب استمرت أكثر من شهر وأوقعت أكثر من ألفي قتيل من الجانب الفلسطيني فيما قتل من الجانب الإسرائيلي 74 جندياً وثلاثة مدنيين بينهم اسرائيليان.وفي غزة، واصل النازحون الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي العودة إلى منازلهم التي اضطروا لتركها بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف أما للإستقرار فيها أو لجمع بعض الحاجيات مما تبقى لهم.وبالقرب من معبر ايريز الحدودي مع إسرائيل، يقول محمد قمر "لا يوجد أي مكان نجلس فيه، نأتي كل يوم للجلوس هنا، أنا أسكن حالياً في بيت ابن عمي"، مشيراً إلى أنه فضّل ذلك على البقاء في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي اكتظت بمئات الآلاف من النازحين.ووسط الخراب المخيم، لم يعلن عن إطلاق أي صواريخ أو قذائف هاون من غزة على إسرائيل ولا عن أي ضربة اسرائيلية على القطاع منذ بدء التهدئة.ويبدو الطرفان حريصين على عدم إعاقة المفاوضات الجارية في مصر، الوسيط التقليدي في مثل هذه الحالات.وأجرى الاسرائيليون من جهة والفلسطينيون من حركات حماس والجهاد الاسلامي وفتح الأثنين أكثر من تسع ساعات من المفاوضات غير المباشرة في مقر أجهزة المخابرات المصرية، وتواصلت المفاوضات الثلاثاء.وتوقفت المفاوضات في المساء على أن تستانف الأربعاء في اليوم الثالث والأخير من التهدئة، وفق ما أعلن الوفد الفلسطيني، مشيراً إلى تحقيق "تقدم".وستكون المفاوضات الأربعاء حاسمة وقد ألمح الفلسطينيون إلى أنهم لا ينوون تمديد التهدئة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.وقال عضو في الوفد الفلسطيني لوكالة فرانس برس "حصل تقدم لكنه غير كاف من أجل توقيع اتفاق، تستأنف المفاوضات غداً (الأربعاء)" دون مزيد من التفاصيل.من جهتهم، غادر المفاوضون الاسرائيليون جواً إلى اسرائيل، وفق مصادر ملاحية، لإجراء مشاورات مع الحكومة على غرار ما يحصل عند نهاية كل يوم من التفاوض.وكان عضو في الوفد الفلسطيني قال في وقت سابق أن "المفاوضات صعبة وشاقة".ووردت معلومات مجزأة ومتناقضة يصعب التثبت منها خلال النهار حول خلافات عميقة لا تزال قائمة في وجهات النظر أو إحراز تقدم.ويتصدر مطالب الفلسطينيين رفع الحصار الإسرائيلي البري والبحري المفروض على القطاع منذ العام 2006 بعدما احتجزت حركة حماس جندياً اسرائيلياً.وقامت زوارق حربية اسرائيلية الثلاثاء باطلاق النار على قوارب صيد في قطاع غزة مما يذكر بحقيقة الحصار الذي يخنق اقتصاد القطاع الصغير الذي يعش فيه نحو 1,8 مليون شخص محاصرين بين اسرائيل والبحر ومصر التي تبقي معبر رفح مغلقاً إلا في حالات استثنائية.وقال الجيش الاسرائيلي أن القارب تجاوز نطاق الثلاثة أميال بحرية (5,5 كلم) التي يسمح ضمنها للفلسطينيين بالصيد.ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن مسؤول كبير أن الدولة العبرية وافقت في القاهرة على تخفيف الحصار بشكل كبير ومنح نحو 5000 تصريح شهري للغزيين للتوجه إلى الضفة الغربية أو اسرائيل، وزيادة كبيرة في حركة البضائع عبر معبر كرم أبو سالم بالإضافة إلى قبول دخول أموال بظروف صارمة لدفع رواتب آلاف الموظفين وتوسيع نطاق الصيد البحري المسموح به.وستقوم اسرائيل أيضاً باطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين مقابل جثتي جنديين اسرائيليين قتلا خلال الحرب، لكن في المقابل، فإن الدولة العبرية لا ترغب في الحديث عن بناء ميناء أو مطار، بحسب الصحافة.ويبدي نتانياهو تعنتاً متسلحاً بتأييد غالبية سكان إسرائيل للحرب وضغوط المتشددين في حكومته الذين يطالبون بنزع سلاح حماس، ولكنه قال أنه مستعد لأن تضطلع السلطة الفلسطينية بدور في إعادة إعمار غزة التي تسيطر عليها حماس بعد أن طردت منها السلطة برئاسة محمود عباس في 2007.لكن في مؤشر إلى الصعوبات التي سيتحتم عليه تجاوزها لدفع حكومته الائتلافية إلى اقرار الاتفاق، ألغى نتانياهو الثلاثاء اجتماعاً مقرراً للحكومة اأمنية المصغرة ودعا عوضاً عن ذلك وزراء محوريين إلى اجتماعات خاصة.ويرفض الوفد الفلسطيني رفضاً باتاً مسألة نزع سلاح غزة وهو ما أكد عليه مجدداً في القاهرة بحسب مصدر فلسطيني.
آخر الأخبار
مفاوضات "القاهرة" تصل يومها الأخير من "الهدنة"
13-08-2014