المشروع القومي لإنقاذ مصر
حسم المشير عبدالفتاح السيسي الأمر الذي كان محسوماً ومنتظراً، ليس لأن هذا ما سعى إليه بل لأن هذا ما دفع إليه دفعاً، ولم يكن من أمره شيء إلا أن يخضع لنداء المسؤولية والواجب، وأن يكون حيث يأمر الشعب جندياً في أي مكان، كما قال هو نفسه، المهم أن السيسي بات مرشحاً لرئاسة مصر، وهذا يطرح السؤال الكبير: هل يستطيع أن ينجح؟هذا سؤال متعدد الاحتمالات متعدد الإجابات، يحمل العديد من المعاني وكذلك العديد من احتمالات الإجابة، فإذا بدأنا بسؤال: هل ينجح عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ فإن الإجابة ستكون محسومة في أغلب الأحوال، ليس لشيء إلا لأن هناك حالة من الإجماع الشعبي على المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، التي تجلت في الحملات الداعمة له، والدعوات الجماهيرية له بالترشح للرئاسة.
والسؤال التالي هو: هل ينجح عبدالفتاح السيسي في جمع المصريين حوله؟ أعتقد أنه لا يوجد مرشح يحظى بهذه الحالة من الإجماع الشعبي مثل عبدالفتاح السيسي، حتى الذين قرروا أن يختاروا مرشحاً غيره، فالأمر ليس عداء له، بل اختيار لمرشح بعينه، وبالتالي فعبدالفتاح السيسي سيكون هو الرئيس الذي يجمع ولا يفرق، ويقود المصريين جميعاً تحت راية واحدة.إن أسئلة من نوعية هل ينجح عبدالفتاح السيسي في الانتخابات؟ وهل ينجح في تحقيق برنامجه الانتخابي؟ وهل ينجح في خلق حالة جديدة من التقدم والتطور، وقيادة البلاد إلى الأفضل، وتحقيق ما يصبو إليه المصريون؟ ستكون معظم إجاباتها بنعم، لكن سؤال: هل ينجح عبدالفتاح السيسي في تحقيق الحلم المصري الذي نحلم به جميعاً، بأن تكون مصر في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة، وأن تستعيد مكانتها التاريخية؟ وهل يستطيع أن يقود المصريين إلى خلق حالة جديدة من العمل لأجل البناء والنهوض بمصر؟ إجابته ليست عند السيسي وحده، بل عند المصريين الذين يجب أن يمدوا أياديهم لإنقاذ مصر، وإعادتها إلى مكانتها الطبيعية. شعار المرحلة المقبلة يجب أن يكون "إنقاذ مصر"، وهو الشعار الذي يجب أن يعمل على تحقيقه السيسي، وأن يجمع المصريين حوله، وأن يعملوا من أجله، ومن أجل تحقيقه، فمسؤولية النهوض بمصر ليست في يد السيسي وحده، بل في يد كل مصري يجب عليه أن يمد يده للعمل، والمساعدة في إعادة بناء الدولة.المشروع القومي لنا، والذي يجب أن يتبناه السيسي، هو "إنقاذ مصر"، بعد ثلاث سنوات ظلت مصر تُستنزف فيها سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وتم تجريف كل ما كانت تملكه، لكن هذا لن يتم بمعجزة تهبط من السماء، بل بسواعد المصريين وأفكارهم وقدراتهم.إن سؤال: هل ينجح السيسي في قيادة مصر للأفضل؟ لن تكون له إجابة كاملة ما لم تتكاتف سواعد جميع المصريين لتحقيق هذا الأمل الذي نصبو إليه جميعاً، وهو الأمر الذي لمحناه في خطابات سابقة للمشير عبدالفتاح السيسي، من دعوته المصريين جميعاً إلى العمل، وأنه سيكون أول من يعمل، لكن شيئاً لن يتم ما لم تتحد الأيادي، وتتفق الأفكار، وتشحذ الهمم من أجل مستقبل أفضل لمصر.وهنا السؤال لن يكون: هل ينجح السيسي في الانتخابات، أو قيادة مصر، بل سيكون: هل سينجح الشعب المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي في خلق واقع جديد لمصر؟