الأخلاق أحد أهم مكونات الشخصية المسلمة، فلم تقم دولة الإسلام إلا على ركائز الأخلاق، حيث إن التمسك بها والدعوة إليها هدف معاملاتي سلوكي، أُلزم به المسلم.
يقول أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الدكتور محمد وهدان، إن الأخلاق أحد أهم ركن في فقه المعاملات الإسلامية، لأنه بهذه الفضيلة تتقدم الأمم، وبغيابها تنهدم، لأن صاحب الأخلاق يمتلك جميع الخصال الطيبة، التي دعا إليها الإسلام، ولهذا كانت الرسالة الأساسية التي من أجلها ابتعث الله بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقوله أيضاً: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلُقَه".وقد قسم الفقهاء الأخلاق إلى قسمين الأول باطني، ويتمثل في القلب وما يشمله من رقة القلب، أو ما يحتويه من أمراض باطنة مثل الحسد، أما القسم الثاني من الأخلاق ما يتعلق بالجوارح، وهو الشكل الظاهر للأخلاق، فيتمثل في صفة الصدق أو الكذب، أو الرياء، والنفاق، إلى آخر الصفات التي تصدر من الجوارح، ويطلق على الصفات الحسنة "الفضائل"، والصفات السيئة "القبائح" أو الرذائل.ويؤكد الدكتور وهدان أن صفة الخلق من المفاهيم الثابتة التي لا تتأثر بأي تطور، ولا يطرأ عليها تغيير سواء تغير الزمان أو المكان، لأن الحسن في الشرع يظل حسناً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لهذا طالب الإسلام بتعميق هذه الصفة لدى أبنائنا منذ الصغر، لأن من شبّ على شيء شاب عليه، والقدوة هنا تتمثل في الوالدين كقدوة حسنة، وكنموذج في كرم الأخلاق، وحسن المعاملة، كما يتطلب مراقبة الأبناء لتقييم سلوكهم، والحديث معهم عن سير الصالحين، والتوقف عند حسن أخلاقهم، لأن سوء الخلق يؤدي بصاحبه إلى أسفل جهنم، وحسنها إلى أعلى عليين.
توابل
الخُلق الطيب منجاة في الدنيا والآخرة
09-07-2014