طهران وأنقرة تتفقان على التعاون لإعادة الاستقرار إلى المنطقة
• روحاني يدعو إلى احترام نتائج الانتخابات في مصر وسورية
• مسؤولون إيرانيون وأميركيون يلتقون في جنيف
• مسؤولون إيرانيون وأميركيون يلتقون في جنيف
بدأ الرئيس الإيراني أمس زيارة إلى تركيا، حيث اتفق مع نظيره التركي على التعاون لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، بينما شهدت جنيف أمس لقاء أميركياً إيرانياً غير مسبوق في محاولة لدفع المفاوضات النووية للتوصل إلى اتفاق نهائي يحل أزمة البرنامج النووي الإيراني.
وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الى أنقرة في زيارة تستمر ثلاثة أيام هي الأولى لرئيس إيراني الى تركيا منذ عام 2008، بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين الجارين. وزيارة روحاني هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس إيراني لتركيا منذ عام 1996، وكانت الزيارات التي قام بها الرئيسان الاسبق محمد خاتمي (1997-2005) والسابق محمود احمدي نجاد (2005-2013) لهذا البلد مجرد زيارات عمل.وتعهد الرئيسان التركي عبدالله غول والايراني حسن روحاني أمس بالتعاون معا من اجل وضع حد للنزاعات التي تعصف بالشرق الاوسط وخاصة النزاع في سورية والمنقسمين بشأنه، وذلك لاعادة «الاستقرار» الى المنطقة.روحانيووصف روحاني في مؤتمر صحافي مشترك مع غول في أنقرة تركيا بأنها «واحدة من الدول المهمة في الاقليم» لافتا الى ان «ايران وتركيا تحظيان باهمية جيوسياسية في المنطقة. اذا عملا معا سيكون بالامكان تحقيق اتصال جغرافي بين منطقة المحيط الهندي مع البحر الاسود والبحر المتوسط».واعتبر ان «نمو العلاقات بين البلدين الجارين لا يصب في مصلحتهما فحسب بل يساهم في تطور الاقليم بكامله» مؤكدا ان البلدين بصدد توثيق قنوات التشاور والتنسيق في ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها المنطقة لاسيما في العراق وسورية.وتطرق الرئيس الإيراني الى العلاقات الاقتصادية مع تركيا مؤكدا ان الهدف المشترك الذي يسعى اليه البلدان هو رفع حجم التبادل التجاري الحالي من معدله البالغ 15 مليار دولار الى 30 مليار دولار. وخلال زيارته الى طهران في يناير الماضي، اعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان عزم البلدين على رفع حجم مبادلاتهما التجارية عام 2015 الى 30 مليار دولار مقابل 13.5 مليار دولار عام 2013.وذكر روحاني أن عددا من الاتفاقيات التي ستساهم في الوصول الى هذا الرقم سيتم توقيعها على هامش الزيارة من بينها اتفاقيات التعاون في مجالات تشمل النقل والجمارك والسياحة والثقافة والامن والسياسة مضيفا انه سيفتتح مع الرئيس غول اليوم منتدى رجال الأعمال الإيرانيين والأتراك لتشجيع الاستثمار.وشدد روحاني على أن «ايران وتركيا عازمتان على محاربة التطرف والإرهاب»، مضيفا ان «عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم احدا لا في المنطقة ولا في العالم. وقد وافق بلدانا على العمل معا وبذل اقصى ما في وسعهما». وتطرق الى الوضع في سورية وفي مصر، وقال ان «من المهم ان يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والامن وان يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب واراقة الدماء والاقتتال الاخوي».غول من ناحيته، قال غول في المؤتمر الصحافي: «نرغب معا في انهاء المعاناة في المنطقة ونعتزم التوصل الى ذلك. ويمكن للجهود المشتركة لتركيا وايران ان تقدم مساهمة كبرى في هذا الصدد». واكد غول من جديد دعمه للمفاوضات بشأن الملف النووي الايراني، وقال: «نحن لا نريد ان يكون لدى اي دولة في المنطقة سلاح نووي».وأكد الرئيس التركي أنه اتفق ونظيره الإيراني على تقوية العلاقات بين البلدين في كل المجالات، مؤكدا ان الزيارة التي يقوم بها روحاني الى تركيا ستنقل العلاقات الثنائية الى آفاق رحبة من التعاون.واضاف ان البلدين سيوقعان سلسلة اتفاقيات ستسهم في تحقيق الهدف المشترك الذي يتطلع اليه البلدان معتبرا العلاقات ركيزة من ركائز الاستقرار والامن في المنطقة والعالم.وتختلف انقرة وطهران منذ اكثر من ثلاث سنوات بشأن النزاع السوري، ففي حين تعد ايران الحليف الاقليمي الرئيسي لنظام الرئيس بشار الاسد تدعم تركيا المعارضة السورية. وبدا التوتر في شأن سورية كبيرا، حيث ارسل روحاني أمس برقية تهئنة للرئيس السوري بشار الأسد على «فوزه بالرئاسة»، في المقابل وصفت وزارة الخارجية التركية أمس هذه الانتخابات بـ»الباطلة» معتبرة انه «من المستحيل اخذها بجدية».وتأتي زيارة روحاني لتركيا في وقت تستعد فيه طهران والقوى العالمية الست لاجراء جولة جديدة من المحادثات الرامية الى التوصل الى اتفاق نهائي لانهاء النزاع المستمر منذ عشر سنوات بشأن البرنامج النووي الايراني. وتم التوصل الى اتفاق أولي في جنيف في نوفمبر، قبلت بموجبه ايران تعليق بعض أنشطتها النووية الحساسة مقابل رفع جزئي للعقوبات المفروضة عليها.محادثات جنيفوبدأ بعد ظهر أمس في جنيف اللقاء الثنائي بين ايران والولايات المتحدة بهدف التقدم في المفاوضات حول الملف النووي الايراني، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية. وهو اللقاء الرسمي الاول بين ممثلين اميركيين وايرانيين خارج جلسات التفاوض مع القوى الست الكبرى (الويات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين والمانيا) بشأن الملف النووي الايراني. الا ان لقاءات شبه رسمية بين الطرفين جرت في سلطنة عمان في 2013.واوضحت وسائل الاعلام الايرانية ان هيلغا شميت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تتفاوض باسم مجموعة 5+1، حضرت الاجتماع.وصباحا اعلن كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي أن مشاورات اخرى مباشرة بين الوفدين قد تجري في وقت لاحق. وأوضح عراقجي أمس الأول ان محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة اصبحت ضرورية حيث ان «المفاوضات دخلت في مرحلة جدية» وان «القسم الاكبر من العقوبات فرضته الولايات المتحدة».وتهدف هذه المحادثات الى الاعداد لجلسة التفاوض المقبلة مع «مجموعة 5+1» من 16 الى 20 يونيو الجاري في فيينا حيث يأمل الطرفان في البدء بصياغة اتفاق شامل يأملان ابرامه قبل العشرين من يوليو.(أنقرة ـ أ ف ب، رويترز،د ب أ، كونا)