لا أعني بعنوان مقالي فيلم الخيال العلمي الشهير الذي كتبه وأخرجه جورج لوكاس، وحقق نجاحاً مدوياً كان سبباً في إنتاج سلسلة من الأفلام وصلت إلى ستة أجزاء، كما تحول إلى ظاهرة ثقافية يتحدث عنها العالم، لكنني أتوقف عند الحرب التي أتوقع اندلاعها على شاشات القنوات الفضائية والعربية، بعد إعلان خارطة الدراما الرمضانية !

Ad

  فباستثناء الغياب الاضطراري للنجم الكبير نور الشريف عن السباق الرمضاني، بسبب اعتلال صحته، فإن الأمر المؤكد أن المنافسة بين النجوم الكبار : عادل إمام، محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني فضلاً عن يسرا، ليلى علوي ونادية الجندي ستصل إلى ذروة غير مسبوقة من السخونة، والشراسة إذا اقتضت الحاجة؛فالنجوم الذين احتلوا قمة شباك تذاكر السينما إلى وقت قريب؛ مثل عادل إمام ومحمود عبد العزيز ومعهم الثلاثي النسائي، لن يرضوا بغير احتلال قمة نجومية الدراما المصرية، وهو ما حرص عليه عادل إمام، الذي غاب عن السينما مذ قيامه ببطولة فيلم«زهايمر» (2010)، عندما اشترط الحصول على 33 مليون جنيهاً مصرياً نظير موافقته على بطولة مسلسل «صاحب السعادة» في ثالث تعاون، على صعيد الفضاء الدرامي، بينه والكاتب يوسف معاطي وابنه المخرج رامي إمام، بعد «العراف» (2013) و«فرقة ناجي عطا الله» (2012)، وكأنه يُعلنها على الملأ أنه كما كان صاحب الأجر الأعلى بين نجوم الشاشة الكبيرة، فإنه كذلك بين نجوم الشاشة الصغيرة، بدليل أنه اتبع نفس النهج الذي كان يسير عليه في السينما، وحصل على أجر يكاد يلتهم نصف موازنة مسلسل «صاحب السعادة»، التي قيل أنها وصلت إلى 65 مليون جنيهاً مصرياً !

  لم يكن غريباً، في هذه الحال، أن تنتقل المنافسة الضارية، بين عادل إمام ومحمود عبد العزيز، من السينما إلى ساحة الدراما، بعد ما ألقى النجم محمود عبد العزيز، الذي توقفت علاقته بالسينما بعد قيامه ببطولة فيلم «إبراهيم الأبيض» (2009)، بورقته المتمثلة في مسلسل «جبل الحلال»، لكن ظل أجر «عبد العزيز» خافياً على الجميع، وكأنه «سر حربي»، وساهم في الحفاظ على سريته أن الشركة المنتجة للمسلسل يملكها، مع شريك آخر، نجل النجم محمود عبد العزيز، ومن ثم بقي الأجر الحقيقي الذي تقاضاه الأب عن دوره في المسلسل تحت طي الكتمان، وهو ما لم تفعله الشركة المنتجة لمسلسل «دهشة»، التي قالت مصادر فيها إن موازنة العمل اقتربت من 40 مليون جنيهاً حصل منها النجم يحيى الفخراني على  15 مليون !

  يحدث هذا في وقت ينظر فيه الكثيرون إلى «الفخراني» بوصفه نجم الدراما من دون منازع؛فمنذ أن انقطعت علاقته والسينما، عقب مشاركته في بطولة الفيلم التليفزيوني «مبروك وبلبل» (1998) ركز جل اهتمامه في الدراما التليفزيونية، وعام بعد آخر ارتقى السلم بموهبة خارقة، وقدرة فائقة على اختيار أدواره، وأعماله، إلى أن أصبح «النجم المتوج»، وصارت أعماله «ماركة مسجلة» تعني الجودة، وتضمن لمتلقيها المتعة والرقي، ولم تكن ثمة مبالغة في أن يمتدحه الكثيرون قائلين : «مع مسلسلات الفخراني أنت في أيد أمينة» !

  كلنا يذكر بالطبع الحرب الأخرى الساخنة التي احتدمت بين عادل إمام ونادية الجندي على الفوز بلقب «نجم الشباك السينمائي»، وكانت سبباً في سعي المنتجين إلى الجمع بينهما في فيلم واحد، من أجل حصد الملايين ليس أكثر، وهي الأمنية التي تحققت بالفعل في فيلم «خمسة باب» (1983)، الذي بالغ البعض في الاحتفاء به إلى درجة وصفه بأنه «لقاء السحاب»، على غرار اللقاء الأسطوري بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في أغنية «أنت عمري»، لكن التجربة لم تلق النجاح الكبير الذي كان متوقعاً، وعاد كلٌ منهما إلى قواعده، وإلى تربصه بالآخر، إلى أن حُسم النزاع بانتقال نادية الجندي، بعد تجربتها في فيلم «الرغبة» (2002)، إلى مجال الدراما التليفزيونية؛حيث قامت ببطولة «مشوار امرأة» (2004)، ولحق بها «إمام» فقدم «فرقة ناجي عطا الله» (2012) لكن لم يعد هناك مجال لمنافسة من أي نوع بعد أن كسب الأخير الجولة بالضربة القاضية !

  لا يمكن القول إن يسرا وليلى علوي كانتا رقماً صعباً في معادلة الصراع على «النجومية» لكي يتسنى القول إنهما كانتا طرفاً أصيلاً في «حرب النجوم»، ومن ثم يمكن القول إن تحولهما من السينما إلى التليفزيون لم يشكل فارقاً من أي نوع؛ففي الحالين، ورغم اجتهادهما الملحوظ، ظلتا أبعد ما تكونا عن مواصفات  «نجمة الشباك»، وباستثناء المرحلة التي استفادت فيها يسرا من التعاون والنجم عادل إمام، واقتراب ليلى علوي من المخرج رأفت الميهي، ومن قبله الثنائي شريف عرفة / ماهر عواد، ظلت النجومية أبعد بالنسبة إليهما من حبل الوريد !