استغرب فنانو المرسم الحر تصريحات أحد التشكيليين عبر وسائل الإعلام المرئية التي انتقد فيها أداء الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، معتبرين أن ما تفوه به الفنان التشكيلي لا يعبر عن آرائهم، بل يمثل رأيه الشخصي، لاسيما أنه تضمن الكثير من المغالطات والتلفيق وتزييف الحقائق.

Ad

جاء ذلك ضمن لقاء صحافي نظمه فنانو المرسم الحر مساء أمس الأول، معلنين فيه رفضهم ما جاء على لسان أحد الفنانين التشكيليين مشككاً في دور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة وجهده في دعم الحركة التشكيلية المحلية من خلال تنظيم فعاليات فنية وثقافية تساهم في نشر الوعي التشكيلي.

في هذا الإطار، أكد الفنان سامي محمد في مستهل حديثه أن المرسم الحر هو الملاذ الوحيد للتشكيليين الذين يمارسون فيه عملهم بكل حب وتفانٍ، رافضاً هذه التصريحات جملة وتفصيلاً معتبراً أنها لا تمت بصلة إلى الواقع، واستغرب ما جاء فيها من ادعاءات باطلة، لأن اليوحة يفتح قلبه للتشكيليين قبل أبواب مكتبه لسماع مشكلاتهم والقضايا التي تقوض عطاءهم الفني، كما أن اليوحة لا يحتاج إلى دفاع عنه لأنه معروف لدى المثقفين كافة بدماثة الخلق وحسن السيرة والرغبة في دعم المبدعين وتذليل العقبات التي تواجههم.

ولفت محمد أن عدم حصول الفنان على جائزة خلال مشواره الفني لا يتحمله المهندس علي اليوحة، لأنه لا يملك جوائز ليوزعها على من يشاء ووفقاً لرغباته الشخصية، بل هناك لجان تحكيم وفرز تؤدي عملها.

اتهامات باطلة

وبدوره، رفض المسؤول عن المرسم الحر الفنان علي النعمان الاتهامات الباطلة التي روّج لها هذا الفنان بحق مسؤول كبير يدعم التشكيليين وجعلهم يعيشون في العصر الذهبي من الرواج الفني ضمن أجواء من المساواة والعدالة في تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية، لاسيما عقب فترة تذبذب وضياع الحقوق إبان فترة إغلاق المرسم الحر.

وأردف النعمان: «خلال الورشة التي نظمها المجلس الوطني في المرسم الحر بمناسبة الأعياد الوطنية تشرفنا بزيارة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك مع مجموعة من الوزراء، وهذا يحدث للمرة الأولى».

هجوم غير مبرر

ومن جانبه، استذكر الفنان محمود أشكناني أن حديث الإدارات السابقة في المجلس الوطني بشأن عدم القدرة على افتتاح المرسم الحر لأن المبنى آيل للسقوط، مشيرا إلى أنه عقب تسلم المهندس علي اليوحة مهام الأمين العام للمجلس الوطني جرى مخاطبته بشأن افتتاح المرسم الحر وفعلاً تمت الاستجابة لهذا المطلب، وتحول المرسم من مبنى آيل للسقوط إلى خلية عمل تنتج الأعمال وتساهم في تقديم صورة ناصعة للكويت. وأضاف:» المجلس الوطني لم يقصر يوماً معنا في هذه الفترة موفراً لنا المستلزمات التي نحتاج إليها لتنفيذ أعمالنا».

واستغرب الطريقة التي لجأ إليها الفنان مستخدماً الهجوم غير المبرر، مبيناً أن اليوحة أبوابه مشرعة للكل وتساءل لماذا لم يذهب إليه لينقل وجهة نظره؟

واختتم أشكناني حديثه: «أستطيع أن أصف هذه التصريحات بعدم الاتزان، وفيها تحامل واضح على المهندس علي اليوحة، من منظوري أنها أضرت بالفنان نفسه قبل الذين هاجمهم».

ثقافة الابتزاز

ورداً على ما جاء من تصريحات، تساءل الفنان التشكيلي حميد خزغل عن التوقيت الذي جاء فيه هذا الهجوم، معتبراً أن ثقافة الابتزاز رائجة في بلدنا لكن يجب علينا التخلص منها، كما اننا كفنانين في المرسم الحر نتبرأ مما قاله زميلنا لأن حديثه يخصه وحده.

أما الفنانة نورة العبد الهادي فقالت: «أشيد بالمجلس وفناني المرسم الحر، وفي عهد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة تلقى الدعم والتشجيع «وشافوا النور»، وكان مبنى المرسم الحر مغلقا ولا أحد يعرف عنه شيئا. وعند تسلم اليوحة زمام أمور المجلس عرف متطلبات الفنانين كلها، ووفر كل الاحتياجات اللازمة لنا، وأيضا كان شخصيا يقوم بزيارتنا».

وبدورها، علقت منى الغربللي بأن جمهور المرسم حر متنوع من داخل الكويت وخارجها سواء كان فنانين أو غيرهم، ولديه رغبة في الاطلاع على نتاج العمل وكيفيه الرسم، مؤكدة  أن ثمة علاقة وطيدة تجمع الفنانين في المرسم الحر.

ومن جانبها، قالت التشكيلية شيخة سنان ضمن هذا الصدد: «إن ثمة كلمة حق يجب أن تقال، لأن المهندس علي اليوحة احتضن التشكيليين أثناء توليه منصب الأمين العام للمجلس الوطني، وقد لمسنا منه كل تقدير ومحبة، فهو نعم الإنسان والفنان والمسؤول احتوانا جميعاً دون تفرقة.

وتابعت سنان: «ما قيل بحق هذا الرجل غير موزون، ونحن كفنانين نرفض هذا المساس بأي مسؤول، لأن مسألة انتقاء المسؤولين في الدولة تقف وراءها جهات عليا وتعرف قيمة عملها».

وفي السياق ذاته، اتفق الفنان عبدالرضا باقر مع زملائه من فناني المرسم الحر بشأن عدم الرضا عن  التصريحات غير الدقيقة، مشيرا إلى أن فناني المرسم الحر تجمعهم علاقة وطيدة بالمسؤولين في المجلس الوطني.

وفي حديث عن دور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة الفنون والآداب علي اليوحة في دفع الحركة التشكيلية إلى الأمام، وتذليل العقبات، أكدت الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي أنه أول من أطلق مشروع المجمع الثقافي، وكذلك دشّن عملية ترميم بعض المباني التاريخية، مشددة أنه يولي أعضاء المرسم الحر  اهتماماً كبيراً، ففي عهده أعيد افتتاح المرسم الحر وشهد تطوراً كبيراً.

وأثنت على المسؤولين في المجلس الوطني وفي مقدمتهم الوكيل المساعد محمد العسعوسي والوكيل المساعد بدر الدويش، معتبرة أن المهندس علي اليوحة يمتلك حساً فنياً مرهفاً إضافة إلى الشهادة الأكاديمية الحاصل عليها، كما أن تقييم الاداء لا يخضع للشهادات بل للعطاء المثمر واليوحة جمع الاثنين.

وأضافت: «يكفينا فخراً أن في عهد اليوحة اختفت القوائم السوداء من أجندة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».

وقال الفنان نواف الحملي: «إن المهندس علي اليوحة قدّم الكثير إلى الفنانين التشكيليين، فهم داعم أساسي لنا ونجده في صفنا أثناء افتتاح المعارض، وكذلك يحرص على زيارة الفنان بصفة شخصية لمناقشته ببعض الأمور بعيداً عن الرسميات لأنه متذوق للفن».