«حزب الله» يجمع خبرات قتالية من الحرب السورية

نشر في 15-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 15-04-2014 | 00:02
No Image Caption
مقاتلو الحزب اختبروا الهجمات داخل المدن وعمليات التنسيق والإمداد
من القتال ضد إسرائيل على الحدود اللبنانية إلى تلقي التدريبات في إيران وصولاً إلى الحرب في سورية نُصرةً لقوات النظام، يكتسب "حزب الله" خبرة ميدانية مختلفة، لكنه أيضاً يظهر كقوة أساسية في النزاع تساهم في التدريب وقيادة العمليات العسكرية، بحسب محللين ومقاتلين.

بالنسبة إلى الخبراء، تغيرت استراتيجية "حزب الله" وخطابه السياسي مع تغير مسرح عملياته: كان يواجه "العدو الصهيوني" بدباباته وطائراته، وتحول إلى هدف "للتكفيريين" كما يسميهم، الذين يخوض ضدهم حرب عصابات في ميدان حرب جديد، وإلى قوة مساندة أساسية وفعالة لنظام الرئيس بشار الأسد.

ويشير الموظف السابق في وزارة الخارجية الأميركية الخبير في الشؤون اللبنانية أندرو أكزوم، لوكالة "فرانس برس" إلى أن "هناك جيلاً جديداً من مقاتلي الحزب يخوض تجربته القتالية الأولى في سورية"، مضيفاً: "أتصور أنهم يكتسبون خبرة جيدة في القتال ضمن مجموعات صغيرة في مواجهة حقيقية في ساحة المعركة لا من خلال معارك وهمية تُنفَّذ عادة في التدريبات".

بعلبك وإيران

وأفاد التقرير، الذي نشرته أمس "فرانس برس"، بأن "عدد مقاتلي حزب الله في سورية يرجح بخمسة آلاف مقاتل، يتلقون قبل ذهابهم إلى الميدان دورات تدريبية في لبنان في مرحلة أولى، ثم في إيران".

ويذكر أحد هؤلاء، وقد قدم نفسه باسم أبو محمد (30 سنة) من منطقة بعلبك، أن "دورات التدريب تبدأ في جرود بعلبك وتتراوح بين أربعين يوماً وثلاثة أشهر، ثم تستكمل في إيران مدة شهرين حيث يتم التدريب على الأسلحة الثقيلة".

ويوضح أبومحمد أن "الدورات التدريبية في صفوف الحزب حالياً أكثر كثافة، لأننا نقاتل منذ أكثر من سنتين بشكل متواصل من دون توقف"، مشيراً إلى أن "بعض الدورات التدريبية تحصل في جنوب لبنان ثم في إيران حيث تشمل التدرب على قيادة المجموعات على الأرض".

ميزات التجنيد

ويروي مقاتلو "حزب الله" للوكالة ميزات التجنيد الذي بلغ وجوها مختلفة خلال السنة الماضية بعد الإعلان عن انخراط الحزب في النزاع السوري، لكن الوتيرة اليوم تراجعت، "لأن العدد أصبح كافياً"، بحسب ما قال أحدهم، في حين يؤكد البعض أن المعايير المطلوبة للقتال أن يكون المرء خلوقاً ومتديناً ويبلغ 18 عاماً. ويؤكدون أن من يذهب الى سورية لا يحتاج الى إقناع، مرددين الخطاب نفسه حول ضرورة ردع المتطرفين ومساندة الأسد الذي "دعمنا في حرب 2006".

بدوره، صرح أبو علي (40 عاماً) الذي شارك في حرب 2006 ضد اسرائيل وفي حرب القلمون الشهر الماضي، قائلاً: "مع اسرائيل كنا في مواجهة عدو واحد. أما في سورية، فلا نعرف من نواجه، ساعة داعش، وساعة جبهة النصرة، وساعة الجيش الحر"، وأضاف: "في جنوب لبنان، نعرف الأرض والجغرافيا، بينما في سورية لا نعرفها، حيث القتال ليس سهلاً، فالمساحات شاسعة، وتوجد صحراء وجبال ووديان".

أخطاء نظامية

أما أبو حسين وهو قائد مجموعة (40 عاما)، فيؤكد أن "بعض عناصر الجيش السوري غير منضبطين، وأحياناً ليسوا من أصحاب الكفاءة، وقد وجهوا أكثر من مرة نيرانهم عن طريق الخطأ الى مقاتلي الحزب"، مضيفاً: "ليست لديهم خبرة في حرب الشوارع"، ويشير إلى أن الحزب يتولى "تدريب عناصر في جيش الدفاع الوطني وفي قوة أنشئت حديثاً يطلق عليها اسم صقور الصحراء وتضم خصوصاً متقاعدين في الجيش السوري".

معرفة قيمة

ويشير المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية، جيفري وايت، في تقرير صدر في الآونة الأخيرة عن مركز مكافحة الإرهاب في واشنطن الى أن النزاع السوري "يعطي حزب الله معرفة قيمة حول الحرب غير التقليدية"، مضيفاً أن الحزب "يقود العمليات، بما فيها العمليات الهجومية، ولا يكتفي بالقتال في معارك تكتيكية صغيرة". وأوضح أن المعارك في سورية "من نوع آخر، تستغرق وقتاً طويلاً وتشارك فيها وحدات كبيرة، وتتخللها عمليات معقدة".

ويشير معهد الدراسات حول الحرب في واشنطن في تقرير صدر في ابريل الى أن الحزب "لديه الآن كوادر بين المقاتلين اختبروا العمليات الهجومية داخل المدن"، بالإضافة الى "خبرة في التنسيق مع قوى حليفة في المعركة والقدرة على تأمين إمدادات لوجستية وقتا طويلا".

(بيروت - أ ف ب)

back to top