السيسي وصباحي وجهان لعملة «ناصرية» واحدة
كلاهما يستلهم خطاب الستينيات ومفرداتها
لم يخل الحراك السياسي في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011، من استدعاء تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والاستعانة بمفردات الحقبة الناصرية، ولم يقتصر الأمر على الساسة والمثقفين بل امتد إلى تقديم مرشحي الانتخابات الرئاسية في مصر نفسيهما كممثلين عن التجربة الناصرية، وسط مبارزات فكرية بين المصريين حول من سيكون خليفة "ناصر".ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها منذ أيام الى أن وزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، اللذين تجمعهما سنة ميلاد واحدة (عام 1954) صبا تركيزهما على رسم أوجه الشبه بينهما وبين عبدالناصر، أكثر من إبراز ملامح رؤيتهما لمستقبل الأزمات في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن "صباحي يقول إنه ناصر العهد الجديد، والسيسي يرد بأنه يملك صورة عبدالناصر المتجسدة في وقوفه بجانب الشعب في 30 يونيو المماثل لانحياز الضباط الأحرار للشعب ضد الملك فاروق". وعلى الرغم من سباق كلا المرشحين على خلافة ناصر في المشهد السياسي الراهن، حصد المشير السيسي تأييد أسرة الزعيم الراحل، حيث أعلنت أسرة عبدالناصر دعمها للمشير، وشارك نجله عبدالحكيم عبدالناصر، مع وفد من رموز الفكر الناصري واليساري في لقاء أقيم للإعلان عن دعم السيسي.الأمر ذاته تكرر مع أسرة الرئيس الأسبق أنور السادات، التي أعلنت هي الأخرى دعمها للسيسي، خلال استقباله أرملة الرئيس الراحل جيهان السادات، ونجلها جمال، كما قال الرئيس الأسبق حسني مبارك في تصريحات منسوبة إليه إن "السيسي هو الأصلح لقيادة مصر حالياً".المؤرخ والقيادي الناصري، عاصم الدسوقي، رأى أن "استدعاء ملامح حقبة الستينيات بدأ منذ 25 يناير، حينما تم رفع شعار العدالة الاجتماعية، ما يعكس تقديراً بالغاً من المصريين للحقبة الناصرية، آملين في الرئيس المقبل أن يستلهم جوهر الناصرية في تحقيق تنمية متسارعة، وأن يكون الحاكم أكثر انحيازاً للفقراء".وتابع الدسوقي: "نجاح المتنافسين في الانتخابات على التركة الناصرية مرهون بانتهاج سياسات تُقلص عدد الفقراء سريعاً، أسوة بما فعلته الصين وتفعله الآن الهند ودول أخرى".