الخليج بين الحلول والانفجار!

نشر في 09-07-2014
آخر تحديث 09-07-2014 | 00:01
 تركي الدخيل لم تزل منطقة الخليج موضع تأثر وتأثير، ذلك أن هذا الموقع الاستراتيجي كان مثار التنافس بين القوى العظمى، من البرتغاليين والبريطانيين، وصولاً إلى القوى الإقليمية التي تحاول النفاذ إلى تخومه والسيطرة على إمكاناته وقدراته. الثروات النفطية وطاقات الغاز والثروة الاستراتيجية التي يحكمها المكان بالمنافذ والموانئ جعلها دائماً الكعكة محل الأطماع. وقد قاومت هذه الدول الخليجية الأدوات التي تحاول الهيمنة، وجعلت سيادتها فوق كل قوة وقدرة. استطاعت أن تفرض بسطتها على دولها، ومن ثم تبدأ بالاتفاق مع الدول القوية بما يتوافق مع مصالحها وإراداتها ورغباتها. حين جاءت الشركات الأميركية للتنقيب عن النفط جاءت بوصفها قطاعاً خاصاً لا بوصفها حكومةً أميركية، ومن هنا بقيت السيادة محفوظة مصونة لا يمسها أحد، ولا يجرؤ على ذلك.

وقعت دول الخليج اتفاقيات في ما بينها منذ أواخر السبعينيات وإلى اليوم، وامتدت الاتفاقيات لتشمل أسس تعاون بينها وبين فرنسا وأميركا وبريطانيا، أثمرت تلك الاتفاقيات أمناً مستمراً منذ التأسيس، وحين نشبت حرب الخليج الثانية كان الحلفاء على أهبة الاستعداد، تاتشر وبوش لم يترددا في حماية هذه المنطقة بناء على اتفاق وتحالف استراتيجي بين دولٍ لها سيادتها. هذه المقدمة مهمة لنفهم كيف أن الخليج استطاع أن يتفاهم مع الغرب ولم يستطع التفاهم بشكلٍ جدي مع إيران. هذه الدولة لم تنظر إلى الخليج بشكلٍ جدي، بل تعتبره مطمعاً كما رأينا إبان الأزمة البحرينية عام 2011 حيث كانت إيران لها أياديها وأصابعها بغية الاحتلال والتأزيم، والآن تحاول إيران أن تضعف العراق من أجل الهيمنة على المنطقة بأكملها.

السيد إياد جمال الدين، وهو العراقي النافذ والمتابع والخبير، اعتبر ما تقوم به إيران محاولة خطيرة لإضعاف الجيش العراقي، وعدم إتاحة المجال له لينهض، سواء كان هذا الجيش العراقي شيعياً أو سنياً، تريده مهلهلاً لتتمكن من النفوذ في البلاد عبر الحرس الثوري وقوات حزب الله وسواها من الميليشيات من هنا تكون قد استطاعت أن تسيطر على سورية ولبنان والعراق، لتبدأ التحدي الفعلي والاستفزاز العلني ضد دول الخليج، هنا تكمن الكارثة أن إيران لم تتعامل مع الخليج بشكلٍ ندي، بل تتعامل بفوقيةٍ متعالية حتى على مستوى التصريحات، إذ يطلّ المرشد خامنئي كشخصية مقدسة وليس كمرشدٍ سياسي عادي يخطئ ويصيب!

الوزير ظريف سيزور السعودية حسب ما أعلن، غير أن الأهم أن تتعلم إيران كيف أن هذه الدول الخليجية رسمت سيادتها مع الغرب بناء على الندية لا على الطمع والجشع والغصب والاحتقار والازدراء، نحن نحتاج إلى حل مشكلاتنا مع إيران، لكن الأهم بالنسبة لنا أن تكون إيران جادة سياسياً وأخلاقياً بهذه التسوية وهذا النقاش، على إيران أن تتواضع من أجل إنهاء أزمات العراق ولبنان وسورية، فهل هذا ممكن؟!

back to top