ضاعفت الإدارة الإيرانية الجديدة رسائلها الرامية إلى إعادة وتطوير العلاقات مع السعودية، إذ دعتها في آخر مغازلة إلى «العمل معاً» من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، وذلك في إطار مساعي طهران الحثيثة إلى طمأنة دول الخليج على سلمية برنامجها النووي، والتي بدأتها من الكويت مروراً بعمان وأمس في الدوحة.

Ad

دعت إيران السعودية أمس إلى "العمل معاً" من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، مشددة على "الأهمية البالغة" للمملكة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، بينما طمأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في إطار جولته الخليجية، التي شملت الكويت وعمان ولاحقاً السعودية والإمارات، الدوحة على أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه قبل أيام يصب في مصلحة جميع دول المنطقة.

وقبيل توجهه إلى الدوحة، قال ظريف في تصريحات لوكالة فرانس برس في مسقط، "نعتقد أنه يتعين على إيران والسعودية العمل معاً من أجل السلام والاستقرار في المنطقة"، مجدداً تأكيد رغبته في زيارة السعودية، وذلك على هامش زيارته إلى سلطنة عمان ضمن جولة على عدد من دول الخليج.

وقال ظريف: "أنا مستعد لزيارة السعودية، وأعتقد أن علاقاتنا معها يجب أن تتوسع، فنحن نعتبر أن المملكة بلد يتمتع بأهمية بالغة في المنطقة وفي العالم الإسلامي"، مبيناً أن زيارته مرتبطة فقط "بترتيب موعد مناسب للطرفين".

كما ذكر أنه سيزور الإمارات "قريباً" بعد الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الخميس إلى طهران. وقال في هذا السياق "أعتقد أننا سنستمر في التقدم في الاتجاه الصحيح".

 

عمان وقطر

 

وعن محادثاته في سلطنة عمان، أكد ظريف أنه عبر للسلطان قابوس بن سعيد عن "تقديرنا للدور المحوري الذي لعبته السلطنة في تسهيل هذه المحادثات (جنيف) والقرارات السلمية حول عدد من القضايا"، كاشفاً بذلك عن الدور الذي لعبته سلطنة عمان في التواصل بين الولايات المتحدة وإيران، بما سمح بالوصول إلى اتفاق في جنيف.

وكانت سلطنة عمان استضافت خلال الأشهر القليلة الماضية مفاوضات سرية بين إيران والولايات المتحدة ساهمت في التوصل إلى الاتفاق حول الملف النووي الإيراني بين إيران والقوى العظمى الست في الرابع والعشرين من نوفمبر في جنيف.

وفي الدوحة، أجرى ظريف محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية. كما أجرى ظريف محادثات مع وزير الخارجية خالد العطية.

وكان ظريف زار الأحد الكويت وسلطنة عمان، وركز في تصريحاته على طمأنة دول الخليج بالنسبة إلى اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة الدول الست، كما عبر عن رغبته في زيارة السعودية دون أن يحدد موعداً.

وقال ظريف، بعد لقائه نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد أمس الأول، إن "تسوية هذه المسألة (النووي الإيراني) تصب في مصلحة جميع دول المنطقة، كما أنه لم يتم على حساب أي دولة في هذه المنطقة... أطمئنكم أن هذا الاتفاق يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة".

 

لندن وبرلين

 

على صعيد ذي صلة، يصل القائم بالأعمال البريطاني غير المقيم الذي عينته لندن مؤخراً إلى طهران اليوم. وقال القائم بالأعمال الإيراني وغير مقيم في بريطانيا حسن حبيب الله زاده، أمس لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن "أجاي شرما سيأتي على رأس وفد إلى طهران، حيث سيزور المباني الدبلوماسية البريطانية، وسيجري مباحثات مع مسؤولين في الدبلوماسية الإيرانية، وبعد ذلك سأتوجه أنا إلى لندن مع وفد لندرس وضع مبانينا الدبلوماسية".

وبينما يبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي غداً زيارة لإيران هي الأولى له منذ أن تولى الرئيس حسن روحاني مهامه في أغسطس، لبحث "توسيع العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية"، أكدت الحكومة الألمانية أمس أن وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر قام بزيارة لطهران بدون تكليف رسمي من برلين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن فيشر توجه إلى طهران "كشخص مستقل". وفي المقابل أوضح المتحدث أن فيشر أبلغ مقر المستشارية في برلين بخطط سفره مثلما هو معتاد في مثل هذه الحالات.

على صعيد متصل، يلتقي الأسبوع المقبل مبعوثون من إيران والقوى الست لبدء تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه أواخر الشهر الماضي بجنيف. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن وكيل وزير الخارجية عباس عراقجي إنه قال في مقابلة تلفزيونية، إن طهران تتوقع اتصالاً من المسؤولة الأوروبية الرفيعة المستوى هيلغا شميد لبدء اجتماع الخبراء.

(الدوحة، عمان، طهران - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)