وافق د. جابر عصفور الذي تولى أخيراً وزارة الثقافة على منح الدعم  لفيلم {بأي أرض تموت} للمخرج أحمد ماهر، وذلك بعدما أقر المستشار القانوني للوزارة بأحقية ماهر في الحصول على الدعم، والذي كان قد فاز به عام 2012.

Ad

حول أسباب تعطيل الفيلم، وكيفية استكمال الميزانية التي تصل إلى عشرين مليون جنيه، ومشاريعه الأخرى، كان هذا اللقاء مع المخرج أحمد ماهر.

لماذا تعطل فيلم {بأي أرض تموت} كثيراً قبل أن ينال دعم وزارة الثقافة؟

كنت أكافح البيروقراطية المصرية وأخوض معارك شرسة لأجل الحصول على حقي في الدعم، إلا أن القيمين على المركز القومي للسينما كانوا يرفضون، لأسباب غير مفهومة ربما عن عمد أو إهمال أو بيروقراطية أو بسبب موقفي السياسي، أو هذه الأمور كافة مجتمعة.

 

أكد الرئيس السابق للمركز القومي للسينما كمال عبد العزيز في أكثر من لقاء، أن الفيلم  هو السبب في إقالته من منصبه، لأنه كان يتصدى للفساد ويمنع إهدار المال العام على الفيلم؟

كلام عبثي، فأي حديث عن الفساد وإهدار المال العام، غير منطقي لسبب بسيط أن الفيلم حتى الآن لم يحصل على أي أموال من الدعم، بل صورت يوماً كاملاً على نفقتي الخاصة، وكان يجب أن أحصل على دفعة أولى وهذا لم يحدث، لذلك تقدمت بشكوى إلى مكتب وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، واطلع المستشار القانوني للوزير على جميع الأوراق وأقر بأحقيتي في الدعم وبناء عليه وافق الوزير على منح الفيلم الدعم المستحق.

نعلم أن ميزانية الفيلم كبيرة تصل إلى عشرين مليون جنيه، في حين أن الدعم المستحق له هو مليونان فقط، فكيف ستستكمل هذه الميزانية؟

جذب موضوع الفيلم عدداً من المنتجين الأوربيين، الذين يعرفني بعضهم بشكل شخصي، وعرضوا عليّ تنفيذه بالكامل بعيداً عن الدعم المصري، إلا أنني أصريت على أن يكون الفيلم إنتاجاً مشتركاً مع  مصر ولو حتى بحصة الدعم التي لا تمثل أكثر من  15% من ميزانية الفيلم،  حتى أتمكن من وضع اسم مصر على العمل.  

هل سيكون الفيلم ناطقاً باللغة الإيطالية؟

سيكون معظمه باللغة الإيطالية لأن أحداثه جميعها تدور في إيطاليا، إضافة إلى جزء بالفرنسية، إلا أنه سيكون مترجماً إلى العربية.

يدور الفيلم حول فكرة الحياة والموت وارتباط الإنسان بالأرض، وهي فكرة فلسفية صعبة، ألا تخشى من عدم الإقبال الجماهيري عليه، وتصنيفه كفيلم مهرجانات؟

لا أخشى من ذلك، وما يشغلني هو أن أقدم الفكرة التي أؤمن بها فأنا لا أفكر في الإيرادات، وإن كان الجمهور قد تغير في رأيي، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير، وصار يهتم بمشاهدة أنواع مختلفة من الأفلام، فضلاً عن أن الجمهور ليس نوعاً واحداً، بل هو شرائح مختلفة عدة، ولكل فيلم نوعية الجمهور الذين يهتمون بمشاهدته ومن ثم لا بد من وجود الأنواع كافة. عموماً، لا يشغلني تصنيف الفيلم، فالمهم أن يعيش ويبقى في ذاكرة السينما، ولنا في يوسف شاهين مثال، فرغم أن ثمة من صنف أفلامه بأنها فلسفية وصعبة، إلا أنها عاشت بيننا وأصبحت جزءاً مهماً من تاريخ السينما المصرية وأصبح شاهين أهم مخرج مصري بشهادة الجميع.

هل ترى أن ثورة 25 يناير أثرت على السينما المصرية بالسلب أو بالإيجاب؟

للأسف،  لم يكن للثورة تأثير، وتعامل معها السينمائيون في البداية بمنطق عجيب كحدث لا بد من استغلاله بشكل تجاري ثم تجاهلوها تماماً، بل وانقلبوا عليها. إلا أنها أثرت في الوعي العام وهو ما سيظهر مع الوقت بشكل تراكمي.

للمرة الثانية تحصل على دعم من الدولة، فهل ترى أن تدخل الدولة هو الذي يمكن أن ينقذ صناعة السينما المصرية؟

لا يمكن للسينما المصرية أن تنهض إلا بتدخل الدولة، فلا توجد سينما في العالم {فيما عدا السينما الأميركية} لا تعتمد على الدولة في الإنتاج، مثل فرنسا وإيطاليا وغيرها من خلال صناديق الدعم وغيرها من  آليات.

وما هو الشكل الأمثل لتدخل الدولة، هل هو الإنتاج الكامل أم الدعم الجزئي؟

الدعم الجزئي هو الحل الأمثل وذلك لمساندة أكبر عدد من الأفلام، على أن نتخلص من البيروقراطية والسياسات العقيمة.

كان عمرو واكد المرشح لبطولة الفيلم، إلا أنه اعتذر، فمن هو البديل؟

اعتذر عمرو بسبب انشغاله، إضافة إلى أن شركته {زاد} غير قادرة على تنفيذ الفيلم، لذلك كتب تنازلا عن الفيلم لشركتي الإنتاجية، وأنا رشحت آسر ياسين، والممثل الإيطالي الشهير ميشيل بوكيه، وأبحث عن بطلة من الجزائر أو المغرب، وباقي الممثلين من إيطاليا وفرنسا.

ماذا عن فيلم {كل الأسماء}؟

انتهيت من كتابة 70% من سيناريو الفيلم، وهو مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للروائي الشهير خوسيه ساراماغو الحاصل على جائزة نوبل، وقد عرضت الفكرة على خالد أبو النجا، ورحب تماماً وانبهر بالشخصية التي سيؤديها، واتفقنا على تصويره بعد الانتهاء من فيلم {بأي أرض تموت}، ومرشح للفيلم عدد من الأبطال من بينهم رانيا يوسف ومحمود حميدة وأمل بو شوشة من الجزائر وشريف رمزي ومدحت تيخة ويسرا اللوزي، على أن يقوم كل ممثل بدور صغير إلا أنه مؤثر.

وكيف تقوم بتمصير الرواية، خصوصاً أن أحداثها تدور في أميركا اللاتينية؟

 ثمة تحد في تحويل الرواية إلى فيلم، خصوصاً أن البيئة التي يدور فيها الأخير مختلفة عن البيئة المصرية، وستدور الأحداث في الإسكندرية وسأمصر الرواية من خلال المناخ  والأشخاص المحيطين بالبطل، وكذلك سبب العزلة التي يدخل فيها، فهي في الفيلم ستكون بفعل ظروفه واختياراته، وليس بفعل المجتمع مثل الرواية. ولكن يتوافر عامل مشترك مهم، وهو النظام البيروقراطي الصارم المعقد وهو البطل في هذه المجتمعات.

ما رأيك في الاتهامات التي توجه إلى السينما بأنها السبب في انهيار المجتمع أخلاقياً؟

الظواهر السلبية المنتشرة لا السينما تشوه المجتمع، فعلى سبيل المثال، انتشار  أطفال الشوارع وما يعانونه من إهمال هو الذي يظهر المجتمع بشكل سيئ وليس ظهورهم في فيلم سينمائي، فالسينما ليست أداة تعليمية لكنها مثل أنواع الفنون كافة تخاطب وجدان الشعوب ولا توجههم، ولكن المجتمعات الفاشلة والأنظمة الفاشية تبحث دائماً عن حجج أخلاقية للسيطرة على الشعوب.