معارك بين «الحوثيين» والقبائل في أرحب
«حرب صامتة» و«معركة ثأرية» بين آل الأحمر وصالح
انهارت الهدنة التي تم التوصل إليها بين بعض اطراف قبائل حاشد و»الحوثيين» قبل ايام، واندلعت مواجهات مسلحة بين الطرفين فجر أمس في أرحب على مشارف العاصمة صنعاء.وقال زعيم قبلي إن «الحوثيين الشيعة» الذين يطلقون على أنفسهم تسمية «أنصار الله» شنوا هجوما على القبائل في منطقة أرحب على المدخل الشمالي لصنعاء غير بعيد عن المطار الدولي.
وأوضح الزعيم القبلي أن «الهدنة التي صمدت منذ السبت الماضي، انتهت بسبب الهجوم الهجوم الواسع الذي يشنه الحوثيون».وكان الحوثيون سيطروا اثر مواجهات أوقعت حوالى 150 قتيلا نهاية الأسبوع الماضي على بلدات في محافظة عمران، مما ادى الى إخلاء آل الأحمر زعماء تجمع حاشد القبلي الكبير منازلهم والانسحاب من المنطقة.من جهتهم، يتهم «أنصار الله» على موقعهم الالكتروني «ميليشيات الإصلاح» في اشارة الى حزب»التجمع اليمني للإصلاح» الذراع السياسي للإخوان المسلمين حليف القبائل بـ»خرق الاتفاق وشن هجوم بجميع أنواع الأسلحة».وأفادت مصادر قبلية أن الوسطاء استطاعوا إعادة الهدوء الى المنطقة ظهر أمس.في سياق آخر، نقل موقع «العربية. نت» في تقرير عن مصادر مطلعة في صنعاء أن «حرباً صامتة تدور بين الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وعائلة آل الأحمر أبرز شيوخ قبيلة حاشد». وبحسب التقرير «يتهم آل الأحمر صالح بتقديم الدعم والسلاح لجماعة الحوثي التي حققت أخيراً انتصارات هامة في معقل آل الأحمر في محافظة عمران، كما وقعت اتفاق هدنة مع قبائل حاشد باستثناء عائلة الأحمر، وهو ما رأى فيه مراقبون انقلاباً حاشدياً على آل الأحمر التي ظلت عقودا طويلة تتزعم حاشد».وكان تحالف استراتيجي قد ربط صالح وآل الأحمر الذين دعموا حكمه قبلياً وسياسيا، في حين أطلق يدهم لتوسيع نفوذهم العشائري والحصول على امتيازات مشاريع تجارية واستثمارية عملاقة.ومع بزوغ نجم نجل الرئيس السابق، العميد أحمد علي عبدالله صالح في نهاية تسعينيات القرن الماضي حين أسند له والده قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، بدأت مرحلة الاختلاف التدريجي، وشعر آل الأحمر أن عائلة صالح تتجه للانفراد بالسلطة بعيداً عن شيوخ قبيلة حاشد.وبعد سنوات قليلة كان حميد الأحمر الذي هو رجل أعمال وقيادي في حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، في صدارة المناهضين للرئيس السابق، ووقف داعماً للمرشح المنافس لصالح في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 2006.وعندما بدأت موجة احتجاجات الربيع العربي في اليمن في فبراير 2011 قدم آل الأحمر، خصوصاً رجل الأعمال القيادي الإخواني حميد دعماً سخياً لساحات الاعتصامات.وفي أواخر مايو من نفس العام، خاضت القوات الحكومية الموالية حينئذ لصالح معارك ضارية مع مسلحي آل الأحمر في منطقة الحصبة في صنعاء، قبل أن يحدث التحول الكبير بحادث تفجير مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو 2011 الذي أصيب فيه صالح وعدد من كبار معاونيه.وقال المحلل السياسي خالد المطوع: «صالح يتهم أولاد الأحمر بالتورط في عملية تفجير مسجد دار الرئاسة، وهو أيضاً لم ولن ينسى لهم وقوفهم في صدارة التحركات والاحتجاجات والمواجهات التي أفضت إلى وضع حد لثلاثة عقود من حكمه، وسواء صدقت اتهامات خصومه بأنه يقدم دعماً بالمال والسلاح لجماعة الحوثي أم لا، فإن الحقيقة التي لا تقبل الشك هي أن صالح يشعر بالسعادة، وهو يرى ألد أعدائه يتجرعون الهزيمة ويشربون من ذات الكأس التي سقوه بها».(صنعاء - أ ف ب)