لماذا نحن غافلون؟

نشر في 10-07-2014
آخر تحديث 10-07-2014 | 00:01
لدينا مشاكل كثيرة مع الفساد وسوء الإدارة وتقهقر بلدنا، فلماذا لا نجيّر جهودنا ونتفق ونتّحد لمعالجة أوضاع بلدنا بموجب النظم التي أنشأناها بدلاً من الأعمال الصبيانية والألفاظ البذيئة والتصرفات الحمقاء التي لا تحل مشكلة ولا تعالج الأوضاع الفاسدة التي نعانيها؟
 علي البداح لماذا يضحك علينا أي مدّعٍ وننقاد بكلمة؟ لماذا لا ندرك أن الله لم يبعث رسولاً للناس بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وأن أي مدّع باسمه أو متحدث باسم الله لم يمنح أي تفويض، وأنه مدّع يجب رجمه بدلا من طاعته؟ سواء هذا المدعي جاء باسم "الإخوان" أو "السلف" أو "القاعدة" أو "داعش" أو أي اسم ديني أو قومي أو أممي، لماذا نحن إمعات يجرنا من تمكن من علم الكلام والخداع دون أن نتيقن ونعرف ونتبصر؟ ولماذا نندفع مع أي شكل من أشكال البطولة ونتحيز ونتعصب ونتقاتل قبل أن نعرف ماهية البطل المزعوم ومن وراءه ومن يدفعه؟ وماذا يريد من وقوفنا خلفه؟ هل أصبحنا خرافاً لا نفقه ولا نعي ونتبع الرعاة حتى لو أخذونا إلى المذبح؟ وهل وصل الجهل بنا هذا الحد بحيث نرحب بالغريب لمجرد أن أحداً، قال لنا إنه المخلّص الذي أرسله الله لإنقاذ الأمة؟ وهل وصل الغباء بنا إلى تصديق كل مدّع مولته وسلّحته جهات معادية لنا تريد هلاكنا وفرقتنا وتقاتلنا حتى تستفرد بخيرات بلادنا وحماية من يحتلها؟

لماذا لا نقرأ قبل أن نندفع وراء أي أحد؟ ولماذا هذه الرعونة وهذا الاندفاع دون معرفة في تأثير ذلك في مصلحة بلادنا ومستقبل أبنائنا؟ ولماذا هذه الحماقات التي نرتكبها في حق أنفسنا وحق وطننا، وكأن هذا الوطن لا يمتّ لنا أو نمتّ له بصلة؟

لدينا مشاكل كثيرة مع الفساد وسوء الإدارة وتقهقر بلدنا، فلماذا لا نجيّر جهودنا ونتفق ونتّحد لمعالجة أوضاع بلدنا بموجب النظم التي أنشأناها بدلاً من الأعمال الصبيانية والألفاظ البذيئة والتصرفات الحمقاء التي لا تحل مشكلة ولا تعالج الأوضاع الفاسدة التي نعانيها؟ لو نبحث وندقق لوجدنا أن هذا العبث يشجعه المفسدون ويتمنون دوامه لأن صياح الشوارع واستخدام لغة بذيئة ينفّس غضباً لكنه لا يضع حلاً.

لدينا نظام ارتضيناه لم نستفد منه لأننا غلّبنا الحاجة للتصفيق والمديح وحب الظهور على المعالجة الصحيحة لكل المشاكل التي تعانيها البلاد والعباد، نوابنا للأسف فضحوا الكثير من التجاوزات واكتفوا بالفضح وتصفيق الجماهير، بينما كان بإمكانهم متابعة كل قضية حتى يصلوا إلى حل لها، ولو أصر النواب وأداروا كل حالات الفساد بالطرق البرلمانية والقانونية إلى منتهاها لتجاوزنا الكثير من هذه المشاكل ولكشفنا المفسدين، فلا يهمّ الحكومة وكل عناصر الفساد في البلد صراخاً يستمر ساعات ثم يُنسى، بل إن المفسدين يتمنون لو ينتهي الانتقاد أو الاتهام عند هذا الحد لتستمرّ عجلة الفساد بالدوران، نحن لسنا جادين في محاربة الفساد ولا نفهم الديمقراطية ولا نأخذ حق النائب ودوره بجدية، فنحن نلعب مع الفاسدين بالطريقة التي يحبونها، ثم نلجأ إلى الشارع عندما يختار الناس نواباً غيرناً.

ألم يحن الوقت لنعقل ونهتم بمستقبل بلدنا؟ هل نعمل شيئاً قبل أن يضيع كل شيء؟

back to top