توعد اللواء خليفة حفتر قائد قوات «عملية الكرامة» بعد نجاته من محاولة اغتيال بعملية انتحارية استهدفت أحد مقراته في بنغازي أمس بتوسيع عملياته ضد «الإرهاب»، بينما أطلقت قذائف على مقر رئاسة الوزراء في طرابلس بعد ساعات من عقد رئيس الوزراء المثير للجدل أحمد معيتيق أول اجتماع لحكومته فيه.

Ad

نجا اللواء المنشق خليفة حفتر الذي يقود «عملية الكرامة» لاستئصال «الإرهاب» من ليبيا من محاولة اغتيال قام بها انتحاري استهدف مقرا تابعا له أمس في بنغازي، وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة أشخاص من حراسه الشخصيين وإصابة 23.

وقال العميد الجروشي، قائد عمليات القوات الجوية الموالية للواء حفتر، إن «هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف مقراً لقوات الجيش الوطني الليبي كانوا مجتمعين فيه»، مؤكداً أن «اللواء حفتر أصيب بجروح بسيطة».

وأفاد الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني» الذي يقوده حفتر محمد الحجازي بأن انتحاريا قاد سيارة «لاند كروزر» مملوءة بالمتفجرات فجر نفسه بإحدى المزارع المقابلة لمشروع غوط السلطان التي يقيم فيها حفتر. وقال إن «عناصر الحماية شكت في السيارة وهي قادمة نحوهم وتعاملوا معها»، مضيفاً أن «المزرعة سويت بالأرض وأحدثت بها حفرة كبيرة في مكان الانفجار»، مؤكداً أن «عناصر من جماعة أنصار الشريعة هي من تقف وراء الهجوم».

واتهم الحجازي 34 عضوا في المؤتمر الوطني العام بدعم الإرهاب واستيراد حقائب متفجرة لاستخدامها في الاغتيالات، قائلا إن «لدى الجيش الوطني خطة للسيطرة على طرابلس ومواجهة أعضاء المؤتمر»، لافتا إلى عملية عسكرية وشيكة ضد العناصر الإرهابية في درنة.

 

حفتر يتوعد

 

من جهته، توعد حفتر، من سماهم «الجماعات الإرهابية المتطرفة» بـ»رد قاس»، قائلا في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية»، بعد وقت قصير من وقوع الهجوم إن «الجيش الوطني الليبي سيرد بقسوة في الساعات القليلة المقبلة»، وأوضح أن «الرد سيكون في عدة مدن لكن التركيز سيكون على بنغازي».

وتابع حفتر: «على مدار اليومين الماضيين قمنا بشن هجمات متعددة على المجموعات الإرهابية المتطرفة وألحقنا بها خسائر كبيرة»، مضيفا: «الهجوم الذي وقع ضدنا لم يلحق بنا أذى، وهم سيدفعون الثمن غاليا وعليهم أن يتحملوا». واعتبر اللواء المنشق أن الهجوم عليه «سيقلص المدة التي حددها من قبل لعملية الكرامة، والتي تراوحت بين 3 أشهر وسنة، ويزيد كثافة تركيز العمليات العسكرية».

وأردف حفتر أن «الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده «لا يحتاج إلى دعم»، مشيرا إلى أن «اعتمادنا على إمكاناتنا الذاتية وليست لنا اتصالات بأي دول».

وانقسم الليبيون بين تأييد ورفض لعملية حفتر التي نفذها دون أوامر من قيادة الجيش الليبي النظامي.

وتعتبر بنغازي معقل العديد من الجماعات المدججة بالسلاح، وعاشت المدينة التي كانت معقل الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي، أشهرا من الانفلات الأمني وعمليات الاغتيال التي استهدفت في الأساس قوات الأمن والجيش والقضاة. وكانت جماعة «أنصار الشريعة» التي اعتبرتها الولايات المتحدة «تنظيما إرهابيا»، حذرت بدورها حفتر من أنه «سيلقى نفس مصير القذافي» الذي قتل في 2011.

يذكر أن هذا أول هجوم ضد اللواء المنشق منذ أن أطلق حملة الكرامة في السادس عشر من مايو لاستئصال المجموعات الإرهابية المنتشرة في شرق البلاد.

 

قذائف على الحكومة

 

في غضون ذلك، قال أحد مساعدي رئيس الوزراء الليبي الجديد أحمد معيتيق القريب من الإسلاميين، إن «مسلحين مجهولين أطلقوا قذيفة صاروخية على مكتب رئيس الوزراء»، مضيفاً أنه لم يصب أحد بسوء حين أصابت قذيفة آر بي جي المبنى في حين لم يكن معيتيق في مكتبه». وتشهد ليبيا اقتتالا سياسيا داخليا حيث تبدو الحكومة والبرلمان عاجزين عن السيطرة على الميليشيات التي تواصل تحدي سلطة الدولة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011. وانتخب البرلمان معيتيق الشهر الماضي في تصويت عمته الفوضى شكك فيه كثير من النواب. ورفض رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالله الثني تسليم السلطة قائلا إنه يريد أن ينتظر حكما قانونيا بشأن إن كان انتخاب معيتيق مشروعا.

وفي محاولة لتعزيز سلطته استولى معيتيق على مكتب رئيس الوزراء في منتصف ليل الاثنين بدعم حراسة من الشرطة.

 

الصليب الأحمر 

 

من جهة أخرى، أفاد الناطق باسم الهلال الأحمر الليبي محمد مصطفى المصراتي بأن مسلحين اغتالوا ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو سويسري الجنسية، بعد أن رصدوا سيارته بينما كان يقوم بمهمة في مدينة سرت شرق طرابلس.

على صعيد آخر، أعلنت شركة الخليج العربي للنفط «أجوكو» أن الحكومة حولت رواتب الحراس المحتجين في مرسى الحريقة النفطي لكن ميناء التصدير مازال مغلقا. وقال المتحدث باسم الشركة الحكومية عمر الزوي إن «وزارة المالية أودعت الرواتب المتأخرة في حسابات حرس المنشآت النفطية عن طريق المؤسسة الوطنية للنفط»، مضيفاً «سننتظر إلى يوم غد لنرى ما سيحدث من جانب حرس المنشآت».

(طرابلس، بنغازي –

رويترز، أ ف ب)