كان لقاء سعيد أباظة بابنه النجم حاراً تبلله الدموع، ظل رشدي واقفاً مكانه لحظات، لم يقو على التحرك، راح يتأمل وجه أبيه الذي افتقده طويلاً، لم تتغير ملامحه كأنما تركه في الأمس، لم يزد عليه سوى الشيب الذي غزا مفرقه. سيطر الارتباك على رشدي، لم يعرف ماذا يفعل؟ غير أنه نظر في عيني والده، فلمح فيهما حناناً افتقده لسنوات طويلة، فركض، وبدلاً من أن يرتمي في أحضان والده، نزل إلى قدميه يقبلهما، فرفعه والده وأخذه بين أحضانه، وراح رشدي يمطر يدي والده ووجهه بالقبلات حتى بلله بدموعه.

Ad

لم يتمالك الجميع أنفسهم واختلطت الدموع بالضحكات والقبلات، في مشهد بليغ لا يستطيع أي مؤلف، مهما كانت براعته أن يصوَّره، ويخفق أي مخرج أن يخرجه ويضبط حركته بهذا الاتقان.

امتد اللقاء اليوم كله، وكان نصيب رشدي ووالده منه ساعات عدة أمضياها بمفردهما، تحدثا في الأمور كافة، وعرف فيها سعيد كل شيء عن ابنه. وقبل أن ينصرف كان وعد بأن يكون يوم الجمعة من كل أسبوع موعداً مقدساً يزور فيه رشدي والده وأخوته.    

شعر رشدي بأن حملاً ثقيلاً  سقط عن كتفيه، للمرة  الأولى منذ سنوات، يمرّ يوم على رشدي لا يدخن فيه، ولا يشرب سوى فنجانين من القهوة، بعدما اعتاد أن يدخن ما يقرب من مئة سيجارة يومياً، ويشرب 25 فنجاناً من القهوة، والأهم أنه لم يشرب، وللمرة الأولى نام نوماً عميقاً.a

رغم النجاحات التي حققها رشدي خلال السنوات الماضية بمشاركته في أفلام مهمة، وقيامه ببطولة أفلام، اعتبرها النقاد والعاملون في صناعة السينما من كلاسيكيات السينما المصرية، فإنه شعر بعد لقاء والده بأنه بدأ عهداً جديداً مع السينما، وأن جمهوراً خاصاً يتابع أعماله واختياراته لأفلامه، فكان لا بد من أن يدقق في كل ما يعرض عليه.

 رغم قيامه ببطولة فيلم «الرجل الثاني»، لم يكن لديه مانع من أن يؤدي «الدور الثاني» في فيلم له أهمية خاصة في الهدف والمضمون، وهو ما وجده في فيلم «في بيتنا رجل» عن قصة الأديب إحسان عبد القدوس، يتناول كفاح الطلبة ضد القصر الملكي والحكومة الفاسدة والإنكليز خلال النصف الثاني من الأربعينيات، وذلك عبر الشاب «إبراهيم حمدي» الذي جسد شخصيته عمر الشريف. يحاول الشاب اغتيال رئيس الوزراء فيُقبض عليه، لكنه يهرب ويختبئ عند أسرة صديق له بعيد عن العمل السياسي.

يجسد رشدي أباظة شخصية ابن عم هذا الصديق، وهو شخص انتهازي ما إن يكتشف وجود إبراهيم في بيت الأسرة حتى يبدأ ابتزازها لأجل زواجه من ابنة عمه. لكن يتم القبض عليه وابن عمه بعدما يترك إبراهيم بيت الأسرة، فيتحول رشدي إلى شخص وطني ضد الحكومة الفاسدة الظالمة، بعدما يرى أن إبراهيم يضحي بنفسه لأجل الوطن.    

شارك عمر الشريف ورشدي أباظة في بطولة الفيلم، إلى جانب كل من زبيدة ثروت، حسن يوسف، حسين رياض، زهرة العلا، توفيق الدقن، ناهد سمير، فيما تولى الإخراج هنري بركات.

في الوقت الذي كان يصور فيه رشدي أباظة فيلم «في بيتنا رجل» ارتبط بمجموعة من الأفلام، فاضطر إلى أن يصور ثلاثة أفلام أخرى في الوقت نفسه، فكان يخرج من مسرح ليدخل آخر. صوَّر «ست البنات» إلى جانب كل من هند رستم، عبد المنعم إبراهيم، عدلي كاسب، مع المخرج حسام الدين مصطفى، وأدى بطولة فيلم خيال علمي بعنوان «هـ 3» إلى جانب اكتشاف الكاتب والمخرج عبد الرحمن الخميسي الفنانة الشابة سعاد حسني، ومعهما كل من ماهر العطار، توفيق الدقن، خيرية أحمد، ميمي شكيب، طروب، من تأليف صلاح إبراهيم وإخراج عباس كامل. إضافة إلى {قلب في الظلام} إلى جانب إيمان، محمود المليجي، نجوى فؤاد، سيناريو نيروز عبد الملك وحواره، وإخراج عدلي خليل.

بطولات

انهالت البطولات على رشدي أباظة بشكل غير مسبوق، ومعها كان يرتفع أجره من فيلم إلى آخر حتى تجاوز نجوم جيله، وهو ما أرجعه إلى ابنته {قسمت} التي اعتبرها {وش السعد} بعدما أصبحت لا تفارقه.

ولم يكن يمر يوم من دون أن تسأل سامية جمال عن {قسمت} التي لم تتجاوز الثلاث سنوات، وتبتاع لها لعب الأطفال والحلوى. وعندما كانت سامية تنشغل ولا تذهب إليها، كانت قسمت تقف بين يدي والدها غاضبة تسأله:

* فين طنط «مامية»؟

- طنط مامية عندها شغل.

* طب خليها تيجي.

- ماقدرش... بعدين يزعلوا منها الناس اللي بتشتغل معاهم.

* أنا كمان «سعلانه» منها.

- قوليلي يا قسمت. انت بتحبي طنط سامية؟ قصدي طنط «مامية».

* أوي يا باباي.

شعر رشدي بأن تأثير سامية جمال لم يكن على قسمت وحدها، بل على والدة رشدي أيضاً التي أحبتها، والأهم أن تأثيرها كان يزداد يوماً بعد يوم على رشدي نفسه، ففي كل مرة يلتقي فيها سامية، تدخل البهجة إلى قلبه، ونظراتها تمسح الحزن من وجهه، فإذا كانت قادرة على أن تمسح آلامه بمجرد النظر في وجهها، فمن المؤكد أنها ستسعده.

ربط «كيوبيد» بين السمراء حافية القدمين (الرقص حافية) وبين من تخطى مرحلة الاكتفاء بكونه الفتى الأباظي، ليصبح «فتى مصر الأول». وبدأت ملامح هذا الحب تبدو لكل العاملين في الوسطين الفني والصحافي، لدرجة أن رشدي، وللمرة الأولى، حرص على التزام جانب الوفاء لمن يحب ويهوى، فقاطع الملاهي الليلية التي لم يكن يغادرها قبل ضوء النهار، ولم يعد يلهث وراء حسناء أعجبته، بل راح يأخذها وقسمت في نزهات خلوية بين الحين والآخر، ليشعر بدفء الأسرة ومعنى الاستقرار. غير أن المقربين من أهل الفن، اعتبروا أن هذه العلاقة لا شك ستكون عابرة، لأنها غير متكافئة بين سمراء النيل طيبة القلب الحنون الرومانسية، وبين «الدنجوان» المتهور الذي يهوى لعبة الحب، ويتخذ منه تسلية يملأ بها أوقات فراغه.

لم تكن سامية غائبة عن كل ما يقال عن علاقتهما، إلا أنها هيأت نفسها للاحتمالات كافة، بما في ذلك استقبالها لصدمة جديدة قد تطيح بقلبها، فهي عانت عندما قضى المطرب فريد الأطرش على كل أمل لها في الحب والزواج، بعد قصة حب أبكت العشاق والمحبين، وما أكثر الليالي التي باتت فيها باكية تشكو الجحود في مخدعها.

لم يكن رشدي يمانع الزواج من سامية، غير أن تجربة «الطلاق» من بربارا تلقي بآثارها عليه. لكن الموافقة هذه المرة جاءت من والده:

- أنت اللي بتقول كدا حضرتك؟

* أنت فاكرني إيه... ماعنديش أخلاق ولا شرف؟

- العفو يا بابا أنا أسف مش قصدي. بس أقصد أقول إن حضرتك يعني...

* تقصد أتغيرت. شوف أنا اللي أعرفه عن سامية معرفة بسيطة زيي زي كل الناس... لكن ما سمعتش عنها أي شيء بطال. وبعدين كل الجرايد والمجلات بتتكلم عن وجود علاقة بينكم علشان كدا ما ينفعش تبعد بعد كل اللي بيتقال. سمعتي وسمعة أخواتك البنات.

حسم كلام سعيد أباظة قرار رشدي حول علاقته بسامية، لكن بقيت موافقتها، فرغم أنها مغرمة برشدي، وصارح كل منهما بحبه للآخر، كانت مترددة وخائفة من ألاعيب الدنجوان:

* أنت عارف أنا بحبك أد إيه... بس...

- بس إيه؟ صدقيني أنا مابقتش قادر استغنى عنك. مش أنا وبس... لا كمان قسمت.

* وانتو الاتنين بقيتوا أهم حاجة في حياتي. لكن أنا خايفة.

- مين إيه بس يا ستي أنا؟

* خايفة من «الزير» اللي جواك.

- أنا جوايا زير؟

* وعمره ما فضي من الستات... وأنا ماقدرش أتحمل الخيانة.

- وأنا بوعدك أني أقفل قلبي عليكِ... وأخلي المفتاح معاكِ.

* طب أنا بطلب منك ندي نفسنا فرصة نفكر في الموضوع كويس.

- أنا عن نفسي مفكر كويس أوي وواخد القرار.

* بلاش تهور... الدنيا ماطارتش. ناخد فرصة كام يوم نفكر في الموضوع من كل النواحي. مش عايزين نعمل حاجة ونرجع نندم بعد شوية.

- أمرك يا ستي. يعني فرصة أد إيه كدا.

* شهر كويس؟

- هو أسبوع واحد مافيش غيره.

* ماشي يا سيدي.

زواج جديد

ترك رشدي سامية في الحادية عشرة مساء، بعدما اتفقا على أن يمنحا نفسيهما فرصة لمدة أسبوع للتفكير ومراجعة أمر زواجهما. غير أن رشدي ما إن عاد إلى بيته وراح يفكر في الأمر، حتى قرر عدم الالتزام بالاتفاق.

بعد حوالي 12 ساعة تقريباً كان رشدي يتوجه إلى «عمارة ليبون» في منطقة الزمالك حيث تقيم سامية جمال، لتفاجأ به وقد حضر ومعه «المأذون» واثنان من الشهود لعقد القران. وأمام هذا التهور المعتاد والمتوقع من رشدي، لم يكن أمام سامية إلا أن توافق، ليكلل الزواج الحب الذي جمع بين «مفتول العضلات» وبين «الراقصة الحافية»، هكذا وصفت الصحف زواج رشدي من سامية، الذي تم في21  سبتمبر عام 1962.

 تناقلت الصحف العربية الخبر، فوجدت بربارا الفرصة مواتية للمطالبة بأن تأخذ «قسمت» للعيش معها، إلا أن رشدي رفض بإصرار، وساعدته على ذلك سامية جمال التي تمسكت بأن تعيش قسمت بينهما، ما جعل بربارا تتجه إلى القضاء المصري للمطالبة بحضانة ابنتها. غير أن رشدي لم يعر ذلك اهتماماً، وما إن استقرت حياته الزوجية، حتى راح يتفرغ لحياته الفنية، خصوصاً أن العروض انهالت عليه مجدداً، حتى أصبح في حاجة إلى أن يكون اليوم 48 ساعة بدلا من 24 ساعة.

جسد رشدي دور البطولة إلى جانب محسن سرحان في فيلم «صراع في الجبل» ومعهما كل من برلنتي عبد الحميد، محمود المليجي، ريري، شفيق نور الدين، مع المخرج حسام الدين مصطفى. بعد ذلك اختاره المخرج عباس كامل للقيام بدور البطولة في فيلم «شهيدة الحب الإلهي» إلى جانب كل من عايدة هلال، عمر الحريري، حسين رياض، توفيق الدقن، صلاح جاهين، كاريمان، ومحمد الطوخي، فبرع في الدور لدرجة لفتت أنظار المخرج أندرو مارتن، فاختاره ليجسد شخصية «بيبرس» إلى جانب أحمد مظهر في شخصية «محمود» من خلال فيلم «وا إسلاماه» قصة علي أحمد باكثير، سيناريو روبرت أندروز، حوار يوسف السباعي، وشارك معهما كل من لبنى عبد العزيز، فريد شوقي، عماد حمدي، تحية كاريوكا، محمود المليجي، زوزو حمدي الحكيم، حسين رياض، وعباس فارس.

بعد النجاح الكبير الذي حققه «وا إسلاماه» على المستويات كافة، الجماهيرية والفنية والنقدية، عاد رشدي ليؤدي دور البطولة إلى جانب تحية كاريوكا وحسن يوسف في فيلم «سر الغائب»، وشارك معهم كل من توفيق الدقن، عبد الخالق صالح، سعيد خليل، مع المخرج كمال عطية. كذلك اختاره المخرج السيد بدير ليشارك في بطولة فيلم «سلوى في مهب الريح» مع زبيدة ثروت، شكري سرحان، حسن يوسف، زوزو نبيل، نادية النقراشي، محمود المليجي، شريفة فاضل. ليعود ويلتقي الفنانة ماجدة الصباحي في فيلم {دنيا البنات} مع المخرج سعد عرفة، ويشاركهما البطولة كل من الملحن محمد سلطان، شمس البارودي، زيزي مصطفى، سعيد أبو بكر، زينات صدقي، عبد الخالق صالح، وشفيق نور الدين.

رغم أن الزوجين كانا يعملان معاً في مهنة واحدة، تتطلب منهما غالباً العمل لساعات طويلة، في النهار والليل، وقد تكون مواعيد عمل أحدهما على عكس الآخر، رغم ذلك أيقنت سامية جمال منذ اللحظة الأولى، أنها كما لفنها عليها حق، لبيتها وزوجها الحق الأول، فعملت على أن تحول البيت إلى واحة ترفرف عليها السعادة والحب، فيما اجتمع حبهما معاً ليكون من نصيب {قسمت}. واتفقت مع رشدي على أن تكون لغة الحوار بينهما عبر الورد، فيحضر لها رشدي كل يوم باقة ورد، وفي مقابل ذلك سيجد على مكتبه ثلاث وردات كل صباح، وترجمتها تعني: {سامية تحب رشدي جدا}، فإذا فعل ما ضايقها وجد وردتين فقط، أو أغضبها فيجد وردة واحدة، وإذا أخطأ في حقها لا يجد أي ورد فوق مكتبه، فيفهم أنه ضايق أو أغضب سامية، أو أخطأ في حقها، فيسارع إلى مصالحتها أو تدارك الخطأ والاعتذار. في مقابل ذلك، اجتهدت سامية في ألا تشعره لحظة بأنها تغيب عن بيتها، فإذا كان لديها تصوير في فيلم ما، أو حفلة، كانت تحرص على أن تنهي عملها وتعود مسرعة لتكون في استقباله عند عودته، وإذا لم تكن لديها ارتباطات فنية، كانت تمارس دورها كاملاً كربة منزل، فتُعِدّ الأطعمة التي يحبها، وتحديداً العدس الأباظي، كطبق يومي رئيس على الغداء، وتشرف على نظافة بيتها بنفسها. والأهم من ذلك تردّ على المكالمات الهاتفية التي تطلب رشدي في غيابه، وتستقبل السيناريوهات التي يرسلها إليه المخرجون لإبداء رأيه فيها بالموافقة أو الرفض.

البقية في الحلقة المقبلة

الزوجة 13

حرصت سامية جمال خلال أيام فراغها على الاهتمام بأمور رشدي. فكانت تستقبل السيناريوهات، وكان من بينها سيناريو أرسله فطين عبد الوهاب.

* على فكرة يا رشدي في ريجي جابلك سيناريو فيلم النهارده من عند فطين عبد الوهاب.

- هو بعته؟ أصله كان قابلني أول إمبارح في أستوديو مصر وقاللي إنه عنده فيلم.

* أنت بترهق نفسك أوي يا رشدي. ماشاء الله نمسك الخشب... أنت عندك أفلام كفاية.

- يا ستي... أصل فطين بيقوللي إنه مقتنع أني هابقى هايل لو عملت كوميدي.

* أنت يا حبيبي هايل في كل الأدوار... لكن فعلا أنت لو عملت كوميدي هاتقعد إسماعيل ياسين في بيته.

- هاهاها... مش للدرجة دي. تتصوري أنه رفض يقوللي اسم الفيلم وقاللي خليها مفاجأة.

* طب ما تفتح الظرف خلينا نشوف المفاجأة.

فتح رشدي المظروف ونظر إلى غلافه، صمت قليلاً ثم ناوله إلى سامية جمال وانفجرا في الضحك، فقد وجدا اسم الفيلم «الزوجة 13». وزادت دهشتهما بعدما قرأ رشدي السيناريو، حيث اكتشف أن شخصية «مراد سالم» التي سيجسدها في الفيلم قريبة الشبه إلى حد كبير بشخصية رشدي أباظة الحقيقية، شاب من أسرة أرستقراطية ترك له والده مصنعاً كبيراً يديره، غير أنه يتفرغ لحياته الخاصة وملذاته أكثر مما يتفرغ لإدارة المصنع، فلا يكاد يتعرف إلى فتاة أو سيدة حتى يسارع إلى الزواج منها، حتى بلغ جملة ما تزوج بهن 12 سيدة. لم يكن يبُقي على ذمته سوى أربع نساء، وعند اللزوم يطلِّق إحداهن للزواج من أخرى. وفي الليلة التي كان من المفترض أن يعود فيها من الإسكندرية للزواج بالثالثة عشرة، يتعرف على شاطئ «البروفاج» في الإسكندرية إلى الفتاة «عايدة»، ابنة الباشا السابق صابر عبد الصبور، فيختلق الحيل والألاعيب بمساعدة صديقه وسكرتيره الخاص «منعم» كي تقع عايدة في شباكه، ويبدأ بتعيين والدها الباشا السابق مديراً لمصنعه بمرتب مغر، ويظل يطاردها بحبه حتى تخضع وتوافق، ظناً منها أنها حبه الأول والأخير. غير أنها في اليوم نفسه تكتشف أنها الزوجة رقم 13 في حياته، فتقرر أن تلقنه درساً في الحب والأخلاق، قبل أن ينالها ويلقي بها كغيرها ممن سبقنها. تحاربه بسلاحه نفسه، الحيل والألاعيب ذاتها، وعندما يرفع الراية البيضاء مستسلماً، تعترف له بأنها تعرف حقيقة أمره منذ أول يوم زواج لهما. وفي اليوم نفسه يعرف مراد أن مصنعه تعرض لخسائر كبيرة، وسيتم إشهار إفلاسه فيقرر الانتحار، لكنها تنقذه وتقنعه أن يبدآ من جديد.     

شعر رشدي بسعادة بالغة بالفيلم، لكنه خشي من رأي سامية بعدما قرأته. غير أنها رغم الهواجس التي سببها لها موضوع الفيلم، ألحت عليه للقبول به. شاركته بطولته دلوعة الشاشة شادية، وشاركهما كل من عبد المنعم إبراهيم، شويكار، حسن فايق، زينب صدقي، وزينات علوي، وداد حمدي، مع المخرج فطين عبد الوهاب.

حقق الفيلم نجاحاً مدوياً لم يكن يتصوره رشدي، كما لم يتوقع أن ينجح في اللون الكوميدي بهذا الشكل، فشعر بأنه على أبواب مرحلة جديدة مهمة في حياته الفنية.