أعرب الشاعر حمود الشايجي عن سعادته بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بشأن طباعة ديوانه الشعري «عشق»، داعياً إلى ضرورة استمرار مثل هذه الخطوة التي تهدف إلى دعم المبدعين الشباب.
وفي هذا الإطار، شدّد الشايجي على أهمية هذه الخطوة التي تهدف إلى تسويق المبدعين الكويتيين لدى القارئ العربي، مبيناً أن هذا الاتجاه يساهم إيجاباً في التعريف بالحراك الثقافي والأدبي في المشهد المحلي، مثمناً دور المجلس الوطني في احتضان الأدباء والشعراء في الكويت وتقديمهم بأفضل الأشكال.وفي ما يتعلق بعدد النسخ قال الشايجي: «أخبرني المسؤولون في المجلس الوطني بأنه سيتم طباعة 43 ألف نسخة، وسيتم توزيعها مع سلسلة عالم المعرفة، أشكر المجلس الوطني على هذه الخطوة الإيجابية لي وأبناء جيلي من الشعراء، كما أشكر د. أيمن بكر الذي قدّم للإصدار».بلاد العجائبيتضمن الإصدار مجموعة كبيرة من النصوص القصيرة، ومنها «تنبيه» و«شيرين» و«في البدء» «ولع» و«نيرفانا» و«بلاد العجائب» و«هوس» و«ارتحال» و«إرث» و«الآخر» و«ديفا» و«العاشق والمعشوق» حيث يقول في النص الأخير:المعشوقمالك لا تقبلني كما قيل في الكتابفحبك فيَّ لا يزال له طعم الخمروالكثير من رائحة ماء الوردوالزعفران؟العاشق:مالك تتغافل عني ولي فيكأكثر مما ترىالشعر المعاصروفي تقديمه للإصدار، يؤكد د. أيمن بكر أن ديوان «عشق» للشاعر حمود الشايجي ينتمي إلى تيار قصيدة النثر، ولعله من المفيد أن نقف عند بعض الفروق بين قصيدة النثر وما سبقها من أشكال للشعر العربي، لعل هذا يكون مفيداً للقارئ في معرفة ما يدور ضمن عوالم الشعر المعاصر.وأضاف: «هناك فكرة أظنها فاعلة بصورة أساسية في تشكيل جماليات قصيدة النثر عموماً، الفكرة التي أشير إليها أشبه بعملة ذات وجهين، يمكن تلخيص وجهها الأول في اعتماد شاعر قصيدة النثر لرؤى ذاته الشاعرة وتجاربها في العالم بوصف هذه الرؤى وتلك التجارب المنبع الرئيس للكتابة، وبوصف إعادة صياغة تلك الرؤى والتجارب هي في الوقت نفسه هدف الكتابة الأساسي، بما ينتج عن ذلك من اعتماد التكوينات التصويرية المعبرة عن علاقات خاصة بين مفردات العالم في شعور المبدع، بوصفها الطريقة الوحيدة المتاحة للتعبير عن الذات وتحقيق التواصل الأدبي في الوقت ذاته».وفي حديث عن النظم الفكرية المتبعة في النصوص، يرى بكر أن ما سبق ذكره ربما يعكس واحداً من الأسس الفكرية التي تنبنى عليها جماليات هذه الكتابة، وهو رفضها الاعتراف بمشروعية الوجود الناتجة عن الاتساق مع ما هو عام على مستوى الرؤى، ما يبدو منعكساً على التكوينات التعبيرية المستخدمة، وعلى ظلال المعنى التي تبدو معبرة عن اختيارات الشاعر، الاختيارات الساعية للانفصال والتميز عن العرف الشائع في استخدام لمردفات اللغة عبر سياقات فنية متنوعة.واعتبر أن الفكرة السابقة تؤكد سعي الذات الشاعرة في قصيدة النثر إلى تأكيد خصوصية التجربة الإنسانية وتفردها بعيداً عن الأطر التجميعية ثقافية كانت أو اجتماعية.وعن المنطلقات الفكرية التي يستند إليها الشايجي، يشير بكر إلى أن الشايجي يبذل جهداً للتحرر من مسارات العشق القديم وأفكاره الجاهزة من دون انفلات كامل منها، وربما يلاحظ القارئ أن ذات الشاعر تصارع لتنأى بنفسها أن تكون مركزاً تدور حوله التجربة، محاولة إفساح المساحة للنص نفسه، كي يكون هو المركز من دون أن يتحقق لها ذلك بصورة كاملة، مبيناً أن «الشايجي مثلنا جميعا مسكون بطرائق عشق الأجداد وتصوراتهم عن لوعته ومرارته ونزقه وفرحه وتوحده. إنه يفتتح ديوانه بتمهيد تراثي يستدعي فيه قصة الأصمعي حين مر على حجر مكتوب عليه:أيا معشر العشاق بالله خبروا/ إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع؟فرد الأصمعي:يداري هواه ثم يكتم سره/ ويخشع في كل الأمور ويخضعشيرينومن أجواء قصيدة «شيرين» نقتطف المقطع التالي:كم أشتاق إليك يا واقفة على حاجز العقلتباركين خطاياهتباركين الوجوه العابرةوالخارجة على حكم الظالمالذي هو أناتباركين كل شيء داخليمن دون انتظار أي باب يفتح***كم أشتاق إليك يا واقفة على حاجز الروحتأمرين الأنفس التي تستوطننيبالرحيل عن أراضيهاإلى المجهول
توابل
الشايجي: تسويق المبدعين الكويتيين خطوة إيجابية تعكس الحراك في المشهد الثقافي
09-06-2014