لبنان: توقيف «إرهابي»... وتفكيك سيارتين مفخختين

نشر في 13-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2014 | 00:01
No Image Caption
نعيم عباس كان على وشك تسليم سيارة
إلى انتحاريين لتفجيرها في الضاحية
عاش لبنان أمس يوماً أمنياً بامتياز بعد عمليتين نوعيتين للجيش أسفرتا عن توقيف الفلسطيني نعيم إسماعيل محمود، المعروف باسم نعيم عباس، أحد قياديي ألوية «عبدالله عزام» في منطقة كورنيش المزرعة، وضبط سيارة مفخخة معه، إضافة إلى سيارة أخرى كانت متجهة من عرسال باتجاه البقاع.

ووصفت مصادر أمنية رفيعة المستوى عملية توقيف عباس بأنها تشكل «نقطة تحوّل على طريق تفكيك الشبكات الإرهابية على الساحة اللبنانية»، مشيرة إلى أن اعتقاله يندرج في سياق «خطة أمنية تفضي تباعاً إلى تدحرج رؤوس هذه الشبكات من توقيف ماجد الماجد إلى جمال دفتردار وعمر الأطرش ونواف الحسين، وصولاً اليوم (الأربعاء) إلى عباس، والقائمة تطول في اتجاه فرط هذه السلسلة الإرهابية العنقودية».

وأوضحت المصادر أن «الإرهابي عباس كان في مخيم عين الحلوة، وغادرها في الأيام الماضية»، مشددة على «أهمية نجاح عملية اعتقاله لأنه يحتل موقعاً مفصلياً في تنفيذ التفجيرات الإرهابية، كما كان على وشك تسليم السيارة المفخخة التي جرى ضبطها في كورنيش المزرعة إلى انتحاريين لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت».

الجيش

في السياق، أوضحت قيادة الجيش، في بيان أمس، أن «الجيش كان يرصد عباس منذ مدة، بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وتمّت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة، في عملية مراقبة دقيقة، أسفرت عن مداهمته والقبض عليه صباح اليوم (الأربعاء) في منطقة كورنيش المزرعة».

وأضاف البيان أنه «فور بدء عملية التحقيق معه، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقاً، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة ببيروت، فتمت مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها حوالي 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى عدد من القذائف، كما ضبطت قوى الجيش سيارة مفخخة أخرى من نوع كيا لونها رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سورية إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، عُهد إليهن بتسليمها إلى أشخاص انتحاريين، وقد لوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث».

وتابع بأن «الموقوف عباس اعترف كذلك بوجود مخابئ لسيارات مفخخة تجري مداهمتها حالياً، كما أدلى باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيراً، وستصدر القيادة لاحقاً بياناً تفصيلياً حول العملية والمتورطين فيها».

سليمان

وهنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائد الجيش ومديرية المخابرات على توقيف عباس، وعلى ضبط السيارتين المفخختين المعدتين للتفجير، بعدما تم في الأسابيع المنصرمة توقيف متهمين بارتكاب بأعمال إرهاب.

وأبدى رئيس الجمهورية «الدعم الكامل للجيش والقوى الأمنية في متابعة التقصي وضبط المرتكبين الذين بدأت هيكليتهم تنكشف وتنهار».

من هو نعيم عباس؟

هو ابن مخيم عين الحلوة في صيدا، يقيم مع عائلته في حي حطين، انضم في مطلع شبابه الى حركة «فتح» ومنها انتقل الى «حركة الجهاد الاسلامي» غير ان ميوله نحو التطرف والاصولية بدأت تظهر عليه بعد توجهه الى العراق اثناء الاحتلال الاميركي وبعد معركة نهر البارد.

وخلال النصف الثاني من التسعينيات في القرن الماضي اوقفته مخابرات الجيش بعد مشاركته في اطلاق صواريخ في اتجاه الاراضي الفلسطينية من جنوب لبنان وبعد وقت اطلق بمساعدة من «حركة الجهاد»، لكنه فصل منها كما اكد مسؤول الحركة في لبنان ابو عماد الرفاعي لقيامه بعمل من دون علم الحركة.  ومرة ثانية سطع اسمه عام 2009 ضمن اعترافات الموقوفين محمد عوض وروبير كفوري بالعمل لوضع عبوة ناسفة لعباس في عين الحلوة بطلب من الموساد الاسرائيلي. ومنذ بداية الاحداث في سورية ينقل عارفوه انه توجه اكثر من مرة الى سورية وساهم في تدريب وتوجيه العديد من الشباب خصوصاً وانه يعرف جيدا مخيم اليرموك الذي امضى فيه نحو سنتين اثناء وجوده في حركة الجهاد الاسلامي.

يذكر ان والد عباس عضو سابق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وبعد توقيف الشيخ عمر الاطرش واعترافاته الخطيرة عنه اصبح عباس الرجل المطلوب رقم واحد لدى الاجهزة الامنية والجهات المعنية وبات يشكل عبئا على مجمل القوى والفصائل الفلسطينية خصوصا داخل مخيم عين الحوة خشية تحميله مسؤولية وتبعة العديد من التهم الكبيرة والخطيرة جدا الموجودة بحق عباس وابرزها علاقته في انفجار الرويس والضاحية الجنوبية ووضع عبوات ناسفة على اوتستراد الرميلة ضد دوريات لـ»اليونيفيل» وصولا الى علاقته باغتيال اللواء فرنسوا الحاج وجرائم أخرى.

back to top