عشق الكويت ومصر!

نشر في 05-02-2014
آخر تحديث 05-02-2014 | 00:01
 طالب الرفاعي وسط ظرف ومنعطف تاريخي تمرّ به مصر العروبة، ومعها شعوب عربية كثيرة، وكتعبير شديد الدلالة عن إرادة المفكر والمثقف المصري، احتفل الشعب المصري بالحدث الثقافي والأدبي والكتاب، وذلك من خلال انعقاد الدورة الخامسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد ثاني أكبر معرض كتاب في العالم بعد معرض فرانكفورت. ولقد كان حضور دولة الكويت الحدث الأهم في المعرض بوصفها ضيف شرف، وبما يؤكد تجذّر وشائج العلاقة التاريخية بين مصر والكويت.

إشارة إلى اللحظة التاريخية التي تعبرها مصر، ومعها قلوب وأنظار الشعوب العربية، وربما العالم بأسره، لأن ما يحدث في مصر على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي، يرمي بظلاله على عموم الشعوب العربية ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، فإن مشاركة دولة الكويت لمصر في عرسها الثقافي، لم تأت تعبيراً عن الوصل الفكري والثقافي، ولكنها جاءت لتؤكد وقوف الكويت بمختلف أطيافها السياسية والفكرية والثقافية إلى جانب الشعب المصري.

قامت وزارة الإعلام، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتنسيق لاحتفالية الكويت كضيف شرف. فإلى جانب جناح دولة الكويت في المعرض، وإعداد "أوبريت" غنائي خاص للاحتفالية يبين عمق العلاقة بين مصر والكويت، فقد شهدت قاعات الندوات العديد من المحاضرات الفكرية والثقافية لأدباء ومثقفين واقتصاديين من الكويت، بمشاركة من الجانب المصري.

إن الحضور الكويتي الثقافي في معرض القاهرة كان بمنزلة تجديد الوصل الثقافي والفني بين أجيال من الروائيين والشعراء والمفكرين الكويتيين وزملائهم المصريين، ومثلت المشاركة الكويتية مختلف أطياف الإبداع الكويتي، بمشاركة أسماء مهمة مثل: الروائي إسماعيل الفهد، والكاتبة ليلى العثمان، والدكتور محمد الرميحي، والاقتصادي بدر الحميضي، وأمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، والمؤرخ الدكتور عبدالمالك التميمي، والدكتور شملان العيسى، والفنان محمد المنصور، والمسرحي الدكتور علي العنزي، والشاعر علي الفيكاوي، والكاتب خليل علي حيدر، والشاعر سالم الرميضي، والشاعر الغنائي علي مساعد.

إن الحدث الأهم في المعرض، إلى جانب المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية، هو وجود المبدع والمثقف الكويتي على أرض معرض القاهرة، بين أشقائه المبدعين والكتّاب والفنانين المصريين. فكثير ما تتاح لنا فرصة قراءة نتاج الآخر، لكن فرصة اللقاء والنقاش لا تأتي كل يوم.

إن مقولة "الخبر السعيد لم يعُد خبراً" تصح تماماً على ما تتناقله وكالات الأنباء العربية والعالمية عن أحوال مصر، وإذا كان هذا يصدق في جانب منه، فإن الصحيح أيضاً أن القادم إلى مصر سيفاجئ بعشق المصريين بمختلف فئاتهم للحياة ومقدار التحدي الكبير الذي بات يعيشه كل مصري متفائلاً بقدوم حياة طالما اشتاق إليها، حياة الكرامة والحرية والديمقراطية، حياة يأمل كل مصري ومعه كل إنسان عروبي بأن تشكّل مرحلة جديدة ليس لمصر وحدها ولكن لعموم الشعوب العربية، خاصة والظرف الصعب والمؤلم الذي تعيشه شعوب عربية كثيرة خرجت بانتفاضاتها منذ مطلع عام 2011، ولم تزل تدفع ثمناً غالياً بدمائها الزكية لتصل إلى شواطئ الحرية العدالة والديمقراطية.

إن حديث المفكر والمبدع والمثقف المصري يتمحور حول الحدث السياسي وانعكاساته على مجمل نواحي الحياة. وإذا كان من عنصر يجمع بين مختلف الآراء التي استمعت إليها من أصدقاء كثر في مصر الحبيبة، فهو تفاؤلهم بمقدم حياة جديدة، مع إدراكهم العميق أن ذلك يتطلب مروراً بفترة صعبة، ولكن الصعوبة والتحدي كانا دائماً ثمناً للجديد المؤمل.

 عشتُ عمري عروبي الهوى، أردد في كل حين، أن مصر هي قلب الوطن العربي، وفي هذه الزيارة استشعرت روحاً جديدة بين المصريين، ورددت بيني وبين نفسي: ننتظر منك الكثير يا مصر العظيمة!

back to top