أحمد العونان: الكوميديا وصلت إلى الإسفاف
الممثل أحمد العونان، صاحب الحس الكوميدي، بدأ مشواره في المسرح بأداء أدوار صغيرة، استهلها في مسرحية {أم الهزائم} مع الفنان خليفة خليفوه (1992)، بعد ذلك قدم أعمالاً مسرحية متميزة أثبتت حضوره على خشبة المسرح.في اللقاء التالي يفتح العونان قلبه ويتحدث، بصراحته المعهودة، عن بداياته في المسرح التجاري، ويتناول جملة من القضايا الفنية المهمة، من بينها مستوى النصوص وقيمتها.
حدثنا عن {أم الهزائم}.المسرحية من تأليف خليفة خليفوه وإنتاجه، إخراج محمد خالد، تمحورت حول الغزو العراقي الغاشم للكويت والأحداث التي رافقته وتفاصيل حادثة عاصفة الصحراء، ذلك كله نوقش بطريقة كوميدية. عرضت على مسرح كيفان.كيف كان تعامل الفنانين والمخرج معك في ذلك الوقت؟لم أكن اسماً معروفاً ولا قوياً، كانت بدايتي في دور بسيط في هذا العمل، وكان لا بد من أن أحتمل أي كلمة، سواء من المخرج أو من الممثلين وأبطال العمل، مع ذلك، كان التعامل جيداً معي، ولم أطالب حتى بالأجر ولم أسأل عنه. وفي بعض المسرحيات قدمت ما يقارب أربعين عرضاً من دون مقابل. كان من الضروري أن أتعلم بطريقة صحيحة، وبعد ذلك أطالب بالأجر. بحثت عن فرص فنية كثيرة وقد أتيحت في مسرحية {أم الهزايم}، وبعد ذلك توالت الفرص ولله الحمد أثبتّ قدرتي شيئاً فشيئاً.هل كانت مسرحية {أم الهزايم} انطلاقتك الفعلية مسرحياً؟لا، كان الدور صغيراً ولم تكن هذه المسرحية بطاقة تعريفي إلى الجمهور. أعتقد أن انطلاقتي الفعلية كانت عندما عملت مع الفنان طارق العلي في مسرحيات عدة، منها: {إلي يدري يدري} و{ما يصح إلا الصحيح}، ربما هي التي عرفتني إلى الجمهور بشكل رسمي. هل ثمة عمل مسرحي له مكانة خاصة بالنسبة إليك؟نعم بكل تأكيد، فمشاركتي في مسرحية {ما يصح إلا الصحيح} كانت متميزة بشهادة النقاد والفنانين الكبار، واستمتعت بها، لا سيما أنها كانت مع الفنان طارق العلي ونخبة من أروع الفنانين في الكويت، وهي من تأليف محمد خالد وإخراجه، بطولة: طارق العلي، عبدالناصر درويش، حسن البلام، منى عبدالمجيد وشعبان عباس.برأيك، ما الذي يحتاج إليه المسرح في الوقت الحالي؟يحتاج إلى نص حقيقي ومتكامل وفريق عمل ضخم، وعرض مسرحي يضم نخبة من الفنانين والنجوم، على غرار مسرحية {حامي الديار}. كذلك يحتاج إلى أفكار جديدة ومختلفة عن الأفكار المكررة التي نشاهدها كل عام.لدينا نخبة من الفنانين المتميزين والقادرين على تقديم عروض مسرحية قوية، لكننا نفتقر إلى نص قوي من شأنه إبقاء المسارح ممتلئة بالحضور، خصوصاً أن الجمهور الكويتي يتمتع بحس مرهف وذائقة مميزة، ويعرف تماماً ما الذي يُقدّم على خشبة المسرح. لا أعتقد أن الأعمال السيئة أو الهابطة سترضي الجمهور الذي يبحث عن عروض مسرحية متكاملة.هل شاركت في عروض مسرحية خارج الكويت؟بالطبع، في قطر، السعودية، البحرين والإمارات. أتمنى أن أشارك في عروض مسرحية أخرى في البلدان العربية، لأن مهمتي الرئيسة تقديم عروض تليق بالمسرح الكويتي، وأتمنى تحقيق ذلك مستقبلاً.كيف تقيم مستوى الطرح في العروض المسرحية حالياً؟ثمة أمور ساذجة وغير صحية تقال على خشبته في الوقت الراهن. يجب أن يختار الفنان كلماته بعناية لإيصال الرسالة الهادفة إلى الجمهور، ثم وصلت الكوميديا راهناً إلى حد الإسفاف، من هنا يجب أن تقال كلمة بعيدة عن البذاءة، وأعتقد أن المسرح يعاني من هذه الناحية، لذا أتمنى حل هذه المشكلة في المستقبل.