موجة عنف جديدة ضربت أنحاء متفرقة من العراق كان ضحاياها أكثر من 56 شخصاً ونحو 118 جريحاً في سلسلة هجمات بـ11 سيارة مفخخة، في حين طالب رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم إعطاء الفرصة للمعارضين لاستغلال الفساد في الدعاية الانتخابية.

Ad

ضربت سلسلة تفجيرات بـ11 سيارة مفخخة أنحاء متفرقة من العراق أمس، كان ضحاياها أكثر من 56 شخصا وما لا يقل عن 118 جريحا. 

وفي العاصمة بغداد انفجرت صباحاً وفي أوقات متزامنة تسع سيارات مفخخة مستهدفة أسواقا في حي البلديات والشعب والمشتل والحرية وسبع البور وأبو تشير والبياع والنهروان.

وأكدت مصادر أمنية وطبية مقتل 39 شخصا وإصابة نحو 90 بجروح في تلك الهجمات.

وبعد ساعات قليلة من تلك الهجمات، قتل 12 شخصا على الأقل بينهم جنود وأصيب نحو 20 شخصا بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تجمعا لعسكريين قرب مصرف ينتظرون تسلم رواتبهم في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق.

كما قتل جنديان في شرق الموصل بهجوم مسلح استهدف سيارتهما، وكذلك قتلت امراة وأصيب ثمانية بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش للجيش.

وفي بعقوبة مركز محافظة ديالى شرق بغداد، قتل مسلحون مدنيين اثنين في هجوم مسلح ولاذوا بالفرار.

ومنذ بداية شهر أكتوبر الجاري، قتل نحو 650 شخصا، بحسب حصيلة أعدتها مصادر أمنية وعسكرية وطبية، في حين قتل أكثر من 5350 شخصا منذ بداية العام الجاري.

 

المالكي والإعلام

 

على صعيد آخر، اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي أمس، بعض وسائل الإعلام بـ"السطو" على الآخرين عبر استغلال حرية الإعلام.

وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح فعاليات "أسبوع النزاهة" الذي عقد في بغداد، إن "بعض وسائل الإعلام تستخدم حرية الإعلام في السطو على الآخرين وتصفية الحسابات"، مشدداً على ضرورة أن "يكون الإعلام الى جانب النزاهة والأجهزة الأمنية بمواجهة المفسدين الذين يتلاعبون بمصير هذا البلد".

وأكد أن "استخدام قضية مكافحة الفساد عبر وسائل الصراع والتنافس في عملية تسقيط بلا دليل مشكلة خطرها كبير جداً وينعكس على تصورات وتقييمات الآخرين لنا"، لافتاً الى أنه "لن يرغب أحد بالاستثمار في بلد فاسد".

وأشار المالكي الى أن "الفساد يعطل حركة الإعمار والبناء، وهذا يعطي فرصة للمعارضين للعملية السياسية يستفيدون منها في عملية الدعاية المضادة أو الدعاية الانتخابية"، موضحاً أن "التنافس الانتخابي بدأ، وبالتالي فإن البعض يستغلون تعطيل المشاريع وسرقة المال العام حتى يقولوا إن الحكومة لم تنجز شيئاً".

وكان المالكي اتهم، في 9 أكتوبر الجاري، بعض وسائل الإعلام بمضاعفة أعداد الضحايا الذين يسقطون جراء "الإرهاب"، مبينا أن الهدف من ذلك سياسي.

الكرد الفيلية

 

إلى ذلك، طالبت النائبة عن التحالف الكردستاني بريزاد شعبان أمس، بمنح الكرد الفيليين خمسة مقاعد في البرلمان المقبل.

وقالت شعبان خلال مؤتمر صحافي عقدته في مبنى البرلمان، إن "ما تعرض له الكرد الفيليين خلال الفترات السابقة من ظلم وتعسف كبير في فترة النظام السابق على الأساس القومي والمذهبي، يتطلب من الجميع الوقوف معهم والعمل على إنصافهم"، مطالبة رئيسي الحكومة وإقليم كردستان بـ"منحهم خمسة مقاعد في البرلمان المقبل".

واعتبرت أن "هذه المقاعد تتناسب مع عدد أبناء هذه القومية وما عانوه خلال الفترة الماضية، لأن مجلس النواب اعتبر ما تعرضوا له إبادة جماعية"، داعية الى "عدم تكرار المشكلة التي واجهتهم في انتخابات عام 2010، عندما تمت مطالبتهم بأوراق رسمية لإثبات عراقيتهم، في وقت يعلم الجميع أن النظام البائد قد أسقط الجنسية عنهم".

يذكر أن الكرد الفيليين في العراق يتركز وجودهم في المدن والقرى الحدودية المتاخمة للأراضي الإيرانية، وكذلك في بغداد في مناطق مثل الصدرية وباب الشيخ والدهانة والشورجة، وقد نزح المئات منهم الى جنوب العراق خلال فترات مختلفة هرباً من الاضطهاد السياسي وبحثاً عن العمل، وفي عام 1970 قام الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر بإبعاد الكثير منهم قسراً إلى إيران، ثم قام رئيس النظام السابق صدام حسين بحملة واسعة لنفيهم الى إيران اعتباراً من عام 1980 بحجة أنهم من أصول إيرانية، كما زج بالكثير منهم في السجون، وبعضهم أعدموا، وكذلك تم إسقاط الجنسية العراقية عن الكثير منهم.

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)