جميلات ... في ملفات القضايا (19): أسرار وحكايات في صالون الذكريات (1-2)

نشر في 17-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 17-07-2014 | 00:02
No Image Caption
في الصالونات الأدبية التي عرفتها القاهرة طوال القرن العشرين قصص وحكايات، بعضها عرف طريقه إلى العلن والبعض الآخر ظل حبيس الجدران. لكن صالون {نبيلة} في ضاحية {مصر الجديدة}، جمع كبار أهل الفن والسياسة وشهد صراعاً محموماً بين نجمتي الصالون، الفنانة الاستعراضية والصحافية الفاتنة، الصراع الذي وضع الحدود الفاصلة وقسم أعضاء الصالون إلى فريقين، استخدمت فيه الأسلحة والأدوات كافة، لتضاف قصتهما إلى القصص التي تروى داخل الصالون وعنه.
التقيت بها مصادفة، فنانة شاملة اشتهرت كراقصة أكثر من شهرتها كممثلة، ووجدتُ الفرصة سانحة لأسألها مع مجموعة الحاضرين عن الأحداث والحوادث التي دارت في صالون نبيلة في الشقة الفاخرة في حي {مصر الجديدة}. كانت ترفض سابقاً الحديث عن هذه الفترة من حياتها، في هذا اللقاء فتحت قلبها وأفاضت في الحديث وشجعتنا أن نسألها عن مصرع الخادمة نسرين، وعن قضية السب والقذف بينها وبين زوجة المستشار الكبير، ثم حادث مصرع الصحافية الحسناء في واقعة لا تزال عالقة في الأذهان. تحدثت الفنانة الشاملة وكلنا في حالة إصغاء وصمت، كانت تسترجع الماضي دفعة واحد كأنها تريد أن تتخلص من حمل يثقل كاهلها.

قالت الفنانة: حكايات مثيرة وأسرار غريبة كانت وقائعها تدور أمامي، لكن ما كان يدور بعيداً عن العيون كان مفاجأة المفاجأت في شقة {مصر الجديدة} التي تملكها أجمل امرأة في الحي وربما في القاهرة كلها، ورثها عنها زوجها المستشار الذي قدم استقالته من عمله، وعاش على ذكريات زوجته الراحلة في الشقة التي تقع في شارع يزد‏ان بأشجار من كل جانب، تدخله الشمس على استحياء ‏كل صباح، ثم تلعب نسائم الهواء بأغصان الشجر حتى يحكم الظلام قبضته، ويصبح كل ساكن من سكان الشارع في شأن يلهيه.

كانت حسناء مصر الجديدة تنتمي إلى زمرة من الباشاوات أبناء الطبقة الأرستقراطية، وكانت تعشق الموسيقى والثقافة والفن، والاختلاف في الرأي، والحوارات التي ما إن تبدأ حتى تتشعب ولا تنتهي أبداً. بل كانت أمنيتها أن تحول شقتها الواسعة إلى {صالون} أدبي وفني يشارك فيه نجوم المجتمع مرتين في الشهر، لكن الحسناء رحلت في حادث أليم، ولم يطق زوجها المستشار حياته بعدما أصبح وحيداً، يعيش غريباً في شقته التي كانت جنة وارفة الظلال، استقال من عمله. قرر الهجرة خارج البلاد، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، هداه تفكيره أن يجعل من شقته متحفاً، خصوصاً حجرة نومه التي حرمها على نفسه منذ وفاة زوجته، ورحيل المرأة التي كانت تغنيه عن الدنيا، الأهل والأصدقاء والزملاء.

‏حقق المستشار العاشق أمنية زوجته الراحلة. خصّص حجرة الصالون الكبيرة لتكون قاعة اللقاء لرواد الصالون الذي أطلق عليه اسم {نبيلة}، وفتح الحجرة المجاورة لتزداد مساحة القاعة فتستوعب أكبر عدد من ضيوف الصالون، الذين كانوا في الوقت نفسه نخبة من نجوم المجتمع في الصحافة والفكر والغناء والسياسة والرياضة، وكثيراً ما كان المستشار يشرد وسط ضيوفه ثم تنهمر الدموع من عينيه، وهنا يعلم الجميع أن {نبيلة} قد وصلت لتحية ضيوفها. كان هو الوحيد الذي يراها أو يشعر بأن طيفها يحل على المكان، كانوا يجارونه في أوهامه ما دام يترك لهم الحرية لممارسة نزواتهم.

الحسناء المغرورة

تستكمل الفنانة الاستعراضية قائلة: ذات يوم... رشحوني لعضوية الصالون. أسعدني هذا الاختيار، وهزتني قصة صاحبة الصالون قبل أن تهزني قصة ما يدور داخله، كانت صور {‏نبيلة} تقابلني في كل الزوايا والأركان، وكان جمالها أعظم من كل تحف العالم التي تزين أعظم القصور. منذ الليلة الأولى بدأت الإثارة، وتوالت الحكايات والأسرار. كنت أتحول داخل هذا الصالون إلى تلميذة صغيرة رغم عشرات الكتب التي قرأتها تحت إشراف أساتذة متخصصين، كنت أدفع لهم مبالغ طائلة. فالتحدي الكبير في حياتي هو أنني كنت أريد أن أثبت لكبار القوم أنني لست موهوبة في الرقص فحسب، وأنني لست امرأة تافهة أمتلك جسداً لا عقل له.

كانت ليالٍ رائعة لم يفسد بعض اللحظات فيها سوى الصحافية الحسناء المغرورة بشهادة الجميع والمتعالية على الجميع. لكن ربما كان البعض مشغولاً بجمالها أكثر من ملاحظة غرورها، خصوصاً بعض الرجال الذين يستهويهم هذا الصنف من النساء. عموماً، لم أنشغل بهذه الصحافية كثيراً لأن الصالون لم يكن به غير سيدتين أنا وهي، وكان لي جمهوري الذي يهتم بي ويحرص على أن أجاذبه أطراف الحديث. وذات ليلة، وقع الحادث الشهير عندما أصرت الصحافية الحسناء على أن تعد فنجان قهوة بيدها للمستشار صاحب الصالون وسط دهشتنا جميعاً، فهي لم تدخل المطبخ قط، ليس لأنها لا تجيد التعامل مع أدوات الطبخ ولكن لغرورها وتعاليها.

 بعد دقائق سمعنا صخباً مصدره المطبخ، كان صوت الصحافية مرتفعاً كعادتها، وفهمنا مما سمعنا أنها تشتم الخادمة، ثم سمعنا صوت صفعة رنت في أسماع كل الحاضرين ثم صرخة مدوية أطلقتها الخادمة، وبعدها يدوي صوت ارتطام كبير. هرولنا جميعاً نحو المطبخ لنكتشف أن الخادمة سقطت من الشرفة إلى الشارع. كان الموقف عصيباً، والنيابة حققت في الحادث بعدما فارقت الشغالة الحياة من دون أن يعرف أحد إن كانت انتحرت أم أن الصحافية هي التي دفعتها من الشرفة وهي في قمة غضبها.

 وحينما سألتني النيابة حكيت ما حدث تحديداً، فاعتقد البعض أن أقوالي كانت تهدف إلى إلصاق تهمة القتل بالصحافية لأنني طلبت السماع إلى شهادة الطاهي الذي شاهدته يلطم خديه عقب الحادث. لكن الطاهي أقر بأنه كان في الحمام ولم يشاهد الواقعة. هذا ما حدث في التحقيقات التي انتهت بحفظ الواقعة واعتبرني البعض سيئة النية نحو الصحافية بسبب شهادتي في النيابة، وبعد اعتذاري لمن فهموني خطأ عدنا إلى جلسات الصالون، لكن لم يكن بيني وبين هذه الصحافية أي ودّ، كنا نبتسم لبعض ونتعانق عند اللقاء والفراق ويبقى ما في القلب في القلب، هكذا حال بعض النساء في مثل هذه الظروف.

فماذا تعلمت من هذا الصالون في اللقاءات التي جمعتني برواده؟

راقصة وفرعون

يبدو أن وجودي بين كبار النجوم من مختلف التخصصات والمجالات للمرة الأولى جعلهم يخصصون موضوع اللقاء حول علاقة الرقص بالسياسة. حكى الدكتور طلعت، وهو أحد كبار أساتذة التاريخ، عن أشهر ملكة حكمت مصر في عهد أمنحوتب الرابع، وهي الملكة نفرتيتي. لم يكن الفرعون المصري يشعر بوجود هذه الفتاة داخل قصره، بل لم يكن يعلم أنها إحدى بنات العائلات الراقية التي عشقت الرقص الفردي، فالتحقت بالبلاط الفرعوني لترقص في المناسبات المهمة.

كان أمنحوتب الرابع شاباً أعزب، اعتلى عرش مصر قبل أن يتزوج، أو يختار شريكة حياته، لكنه سمع عن فتاة رائعة الجمال يحكم أبوها مملكة شهيرة في إحدى الدول الآسيوية. لم يتردد أمنحوتب الرابع أن يرسل وسيطاً إلى الملك والد الفتاة يجس نبضه في طلب يد الأميرة الصغيرة، وعاد الوسيط بصحبة مندوب الملك الذي يحمل نبأ موافقة الأب على الزواج. هنا يقرر الفرعون إقامة حفلة هائلة تليق بالمناسبة التاريخية ويرحب من خلالها بمندوب الملك الآسيوي.

أقيمت الولائم، وازدحمت فقرات الحفلة بلوحات الرقص الجماعية التي كانت منتشرة في هذا الوقت، ورصدتها النقوش الفرعونية فوق المعابد منذ آلاف السنين. لكن الفتاة نفرتيتي تقرر أن ترقص بمفردها، تقترح على مساعدي الفرعون فكرتها، يتحمس لها أعوان الملك ويسمحون لها بدخول القاعة وحدها.

رقصت الفتاة نفرتيتي فخطفت الأنظار، وجذبت الاهتمام، وأصابت أمنحوتب الرابع بالارتباك، وبعد الحفلة انصرف المدعوون. لكن أمنحوتب طلب من مندوب الملك مهلة من الوقت يرجئ خلالها حكاية زواج الفرعون من ابنة ملك الدولة الآسيوية المجاورة.

طلب أمنحوتب من مساعديه أن تدخل نفرتيتي إلى مجلسه، سمح لها بالجلوس، حاورها وحاورته، سمعها وسمعته، طال اللقاء والحوار، وأخيراً طلبت نفرتيتي الانصراف. لكن أمنحوتب طلب إليها البقاء وقتاً آخر، ليفاجئها بطلب يدها. عرض عليها أن تشاركه العرش وحكم البلاد وتصبح ملكة المصريين، ووافقت نفرتيتي بعد أن سألت الملك عن العروس التي أشيع أنها آتية من مملكة مجاورة لتتزوج فرعون مصر، فإذا بأمنحوتب يبلغ نفرتيتي بأن الآلهة هي التي أتت له بها في اللحظة الأخيرة.

تزوج أمنحوتب نفرتيتي، وأصبحت بين ليلة وضحاها ملكة مصر لكنها لم تكتف بذلك، تدخلت في كل كبيرة وصغيرة، فتحت عقلها وعينيها وقلبها لتحتوي الملك والشعب معاً. شاركت زوجها دعوته إلى هجرة عبادة الآلهة المتعددة، واقتنعت سريعاً بتغيير زوجها للقبه الفرعوني ليجعله {إخناتون} بدلا من أمنحوتب، مكرساً نفسه لعبادة الإله {آتون}، ليكون رمزاً للتوحيد. ثم امتدت أفكار نفرتيتي مع زوجها لتحدث انقلاباً في كل شؤون الحياة المصرية، فكانت هي المرأة التي هزت عرش مصر الفرعونية، على وحدة ونص.

تعديل قانون الآداب

توقفت الفنانة الاستعراضية عن رواية قصة نفرتيتي، وشخصت بنظرها لحظات، قبل أن تقول: حكاية أخرى لا تقل إثارة أو غرابة، عندما ظهرت في مصر فجأة راقصة شديدة الفتنة وصارخة الجمال اسمها دولت سالم، من أصل ألماني. عاشت وتربت في مصر، ثم احترفت مهنة الرقص في وقت كانت قمة الرقص الشرقي مزدحمة بكبار الراقصات اللاتي يرقصن في عواصم العالم ويطلب مشاهدتهن بالاسم رؤساء وملوك الدول، ويبدو أن {دولت} كانت من النساء سيئات الحظ، وروى لي قصتها بالتفصيل شيخ النقاد الفنيين في مصر، والذي كان دائم التردد على صالون {نبيلة}.

لم تجد دولت مكاناً لها تحت الأضواء، جربت حظها في أندية أوروبا الليلية، لكنها لم تحقق نجاح زميلاتها اللاتي سبقوها إلى هناك، فقررت أن تلفت إليها الأنظار بالسبل غير المشروعة كافة بعدما فشلت الطرق المشروعة. وقفت أمام قصر {باكنغهام} الملكي وراحت ترقص بعدما خلعت ملابسها. تجمع المارة على غير عادة الإنكليز المحافظين بطبيعتهم، وسارع المصورون يلتقطون لها الصور النادرة، وكانت المفاجأة أن حراس قصر باكنغهام المشهورين بقاماتهم الممشوقة، والذين يقفون في أماكنهم كالتماثيل، بدأوا يتحركون وتتخبط أرجلهم في ارتباك واضح.

لم تمر الواقعة من دون جزاء، تم القبض على {دولت}، وفوراً أبلغت الخارجية الإنكليزية السفارة المصرية باحتجاز الراقصة العارية، وأحالتها إلى التحقيق وهي عارية على أن يتم ترحيلها إلى مصر. لكن السلطات المصرية تصطاد راقصة الأزمات في إحدى قضايا الآداب، وتُرحَّل إلى موطنها الأصلي في ألمانيا، وهناك تحدث أزمة سياسية جديدة بين القنصلية المصرية في بون والخارجية الألمانية، حتى ينتهي الأمر في مصر بتعديل قانون الآداب في مصر وإضافة نص جديد ما زال مطبقاً حتى الآن، هو عدم السماح بسفر الراقصات إلى الخارج إلا بموافقة الجهات الأمنية.

أثار شيخ النقاد الفنيين في مصر بقصته الشجون، فتدخل الصحافي الكبير ليروي علاقته بالنائب البرلماني الشهير سيد جلال الذي ظل يمثل دائرة باب الشعرية في البرلمان حتى مات، كان سيد جلال بطل موقعة مهمة ألغت الدعارة والبيوت السرية في مصر قبل ثورة يوليو. كان بعض الراقصات في هذه الفترة قد بدأن يطورن الرقص الشرقي، ويجعلن منه فناً محترماً تقدمه فنانة فوق مستوى الشبهات. لكن بعض النساء اللاتي اتخذن من الرقص {ستاراً} واحترفن مهنة العوالم في شارع {محمد علي} لم يحترمن أنفسهن، فانخرطن في ممارسة البغاء تحت حماية الشرطة، طالما أن الواحدة منهن استخرجت {الرخصة} التي تمنحها وزارة الشؤون الاجتماعية لمحترفات هذا العمل.

 

حيلة ماكرة

 بيوت الدعارة تقع في دائرة النائب سيد جلال، الذي دبر حيلة ماهرة لإقناع وزير الشؤون الاجتماعية بزيارة دائرته الانتخابية لافتتاح مشروع مدرسة ستبنى بجهود المواطنين الذاتية، ونجاح المشروع يتوقف على زيارة معالي الوزير جلال باشا فهيم لأهالي المنطقة وحثهم على التبرع، وكان الوزير حسن النية، لم يفطن إلى المؤامرة التي حاكها له جلال بعد أن بح صوته في المطالبة بإلغاء البغاء تحت قبة البرلمان دون جدوى.

نفذ سائق {الحنطور} السيناريو بمنتهى الدقة، أخذ الوزير ودخل به شارع {كلوت بك}، أشهر شوارع البغاء في قاهرة الأربعينيات، لحظات واندفعت بائعات الهوى نحو الصيد الثمين. كان الوزير يبدو كأحد العمد أو الباشوات الذين يلعبون بالمال، تمنت كل واحدة أن يكون ضيف الشارع من نصيبها. اندفعن نحو الحنطور في عصبية، كل واحدة تمسك بالزبون من ناحية.

تقطعت ملابس الوزير، وأصبح عاجزاً عن حماية أطراف جسده من عبث فتيات الهوى، وجد نفسه أخيراً بلا ربطة عنق أو سترة، تكسرت أزرار القميص. أما سيد جلال فقد ابتلعته الأرض، فهم الوزير ما دبره له سيد جلال، فهم الرسالة جيداً. غضب الوزير لكنه سارع بإصدار قرار إلغاء البغاء في مصر، وإحالة شارع {كلوت بك} إلى المعاش!

لقي القرار ترحيباً حاراً من المواطنين. لكن الراقصات الشريفات عبرن عن فرحتهن بشكل مباشر، خرجن في تظاهرة كبيرة تؤيد قرار وزير الشؤون الاجتماعية، وتهاجم مقال موسى صبري، فقد كان الصحافي الوحيد الذي طالب بإعادة البغاء الرسمي خوفاً من انتشار البيوت السرية من دون رقيب أو حسيب، فتنتشر الأمراض بين الشباب، وتنتقل العدوى إليهم من فتيات الهوى اللاتي لن يصبحن ملزمات بحكم القانون بتوقيع الكشف الطبي عليهن.

شعر شيخ النقاد أن الصحافي الكبير سرق منه الأضواء، فقرر أن يلقي بقصة أخرى، فعاد بالجميع إلى ثورة 1919، عندما خرجت جموع المصريين فرحا لاستقبال الزعيم سعد زغلول العائد من المنفى، ومن أطرف ذكريات هذه المناسبة أن الراقصة {بمبة كشر} تكفلت بنفقات فرش ميدان {الموسكي} بأكمله بالسجاد الأحمر على نفقتها الخاصة، ولم ينس شيخ النقاد أن يقدم لنا حكاية أخرى عن انتماء الراقصات الوطني، فقدم لنا قصة الراقصة كاميليا التي تبنت أول حملة قومية لجمع التبرعات لمساندة الجيش في حرب فلسطين عام 1948.

فجأة يقول أحد الحاضرين: ولماذا نذهب بعيداً ومنذ أيام أغلقت إحدى الراقصات صالة كبار الزوار في مطار القاهرة، قنبلة ألقاها هذا الضابط الكبير المتقاعد، فسحب الاهتمام من شيخ النقاد والصحافي الكبير، وبدأ يتولى قصة الراقصة التي تمت معاملتها معاملة الرؤساء في مطار القاهرة.

(البقية غداً)

back to top