مرسي يرفض التعاون مع المحكمة: أنا الرئيس الشرعي

نشر في 05-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 05-11-2013 | 00:01
• تأجيل المحاكمة إلى 8 يناير المقبل  • «الداخلية» تؤكد نجاحها في التصدي لمحاولات إثارة الشغب

عبرت مصر أمس، أولى محطات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان، بعدما ظهر مرسي في القفص ولأول مرة منذ عزله في 3 يوليو الماضي، وقضت المحكمة بتأجيل الجلسات إلى 8 يناير المقبل حتى يتمكن الدفاع من الاطلاع على المستندات، ويتم نقله إلى زنزانة انفرادية في سجن برج العرب.

في مشهد تاريخي، مثل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و14 من قيادات نظامه أمام محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف أمس، في أولى جلسات القضية المعروفة إعلامياً بـ"قتل متظاهري الاتحادية"، وتم تأجيل جلسات المحاكمة إلى 8 يناير لاطلاع الدفاع على أوراق القضية.

وشهدت وقائع الجلسة الأولى من محاكمة مرسي، التي أقيمت بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس شرقي القاهرة، أحداثاً مثيرة جاء في مقدمتها دخول الرئيس المعزول قفص المحاكمة رافضاً التهم التي وجهتها إليه هيئة المحكمة، مردداً لأكثر من عشر مرات: "أنا الرئيس الشرعي... أرفض المحاكمة"، وهتف مع باقي المتهمين من قيادات الجماعة وعلى رأسهم عصام العريان ومحمد البلتاجي: "يسقط يسقط حكم العسكر".

ورفض مرسي التعاون مع هيئة المحكمة، وحضر مرتديا بدلة زرقاء اللون وقميصاً أبيض ورفض ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء، بينما ظهر المتهمون مرتدين ملابس الحبس الاحتياطي، كما رفض التجاوب مع قاضي التحقيق، قائلا "أرفض أن أحاكم من قبل هذه المحكمة" و"رئيس جمهورية مصر موجود في هذا المكان قصراً وبقوة وهذا يمثل جريمة".

وألقى مرسي المسؤولية على هيئة المحكمة، حال منعها له من ممارسة مهام منصبه، قائلاً: "أربأ بالقضاء المصري أن يكون غطاءً للانقلاب العسكري"، راسماً بيده شعار "رابعة"، وردد القيادي الإخواني محمد البلتاجي أحد المتهمين، هتاف "باطل... باطل".

واضطر قاضي المحاكمة، الذي افتتح الجلسة بقوله: "إن الأمر كله لله، وكان أمر الله قدراً مقدوراً"، لرفع الجلسة مرتين بعيد انطلاقها، بسبب الفوضى التي أثارها مرسي ودخوله في موجة انفعال وترديده جملة "أنا الرئيس"، وترديده وقيادات "الإخوان"، هتافات مناهضة لقيادات الجيش، قبل أن يعود القاضي ويقرر تأجيل المحاكمة لاطلاع هيئة الدفاع على أرواق القضية، في ظل إصرار مرسي على الدفاع عن نفسه.

وبدا مرسي متماسكاً وإن علت وجهه نظرة شرود، وتعمد المتهمون الابتسام بصورة لافتة في مواجهة الموجودين بالقاعة، والتي شهدت حضوراً غفيراً من مندوبي وسائل الإعلام المحلية والعالمية، يتقدمهم الكاتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك.

وقالت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين، إن الرئيس المعزول، امتلأت عيناه بالدموع في قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة، بمجرد رؤية محمد البلتاجي القيادي بالجماعة والمحبوس على ذمة القضية ذاتها. وأضافت المصادر أن مرسي، «واسى» البلتاجي في مقتل ابنته أسماء، قائلاً: «لا تحزن يا أخي... أسماء في الجنة».

وعلى الجانب الآخر، ردد عدد من الحضور العبارات المناهضة لتنظيم "الإخوان"، ومن بينها "الشعب يريد إعدام الرئيس"، فضلاً عن العبارات الأخرى التى تكيل الاتهام بالخيانة لرموز الجماعة.

اشتباكات محدودة    

 وعكس وقائع الجلسة الساخنة داخل مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة، ساد هدوء غير متوقع خارجها، حيث احتشد المئات من أنصار "المعزول" في تظاهرة باهتة، جاءت عقب دعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" للتظاهر أمس لمنع محاكمة مرسي، وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للجيش، مطالبين بالإفراج عمن وصفوه بـ"الرئيس الشرعي للبلاد".

 واعتدى أنصار "المعزول" على مراسلي عدة فضائيات مصرية وعربية، بحجة انحيازها ضد مرسي، في حين قال المراسلون إن أنصار "المعزول" حطموا كاميرات الفيديو الخاصة بهم، بمجرد وصولهم إلى مقر الأكاديمية.

الهدوء ساد شوارع القاهرة، رغم وقوع اشتباكات في مناطق متفرقة بين أنصار المعزول وأهالي مناهضين لجماعة "الإخوان" نظموا مسيرات مؤيدة للسيسي، خاصة أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة وقرب المحكمة الدستورية العليا في منطقة المعادي، قبل أن تنجح قوات الأمن في التفريق بين الفريقين.

وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، وقعت صدامات عنيفة بين أنصار المعزول ومؤيدي وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، أمام مبنى مجمع محاكم الإسكندرية، ليتحول كورنيش المدينة إلى ساحة كر وفر، بين أنصار مرسي ومعارضيه، ما أدى إلى تدخل قوات الأمن لفض الاشتباكات بين الجانبين عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وإلقاء القبض على العشرات من أنصار المعزول.

وكانت أجهزة الأمن كثفت من وجودها في القاهرة والمحافظات، بدفع مدرعات وقوات إضافية لتأمين الميادين الرئيسية والمنشآت الحيوية، وأغلقت ميادين "التحرير" و"رابعة العدوية" و"النهضة" ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي، ما ساهم في مرور أحداث أمس بسلام.

إلى ذلك، أكدت وزارة الداخلية المصرية مساء أمس أن قوات الأمن نجحت في تنفيذ الخطة الأمنية الموضوعة لتأمين مختلف أنحاء مصر خلال محاكمة مرسي بكل دقة.

وقالت الوزارة، في بيان إن «قوات الأمن نجحت في التصدي لمحاولات إثارة الشغب من قِبل أنصار تنظيم الإخوان، وحالت دون وقوع أي أحداث تؤثر على سير المحاكمة».

تأييد

أيدت القوى المدنية انطلاق المحاكمة، ولخص موقفها الأمين العام لحزب "المصري الديمقراطي"، القيادي بجبهة "الإنقاذ الوطني"، أحمد فوزي، قائلاً لـ"الجريدة": إن "ثورة 30 يونيو تحقق أهدافها من القصاص من مرسي، الذي خان الثورة المصرية".

في المقابل، دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المناصر للرئيس المعزول، مساء أمس، إلى تظاهرة اليوم تحت شعار "العالم يحيي صمود الرئيس".

 وطالب "التحالف" جموع الشعب بالنزول والمشاركة في تظاهرات بجميع ميادين مصر وأمام السفارات والقنصليات المصرية في مختلف دول العالم، للتنديد بمحاكمة المعزول، ووصف القيادي في "التحالف" مجدي سالم المحاكمة بالهزلية، مؤكداً لـ"الجريدة" أن التهم مُعلبة وسياسية في المقام الأول، مؤكداً أن "أدلة الاتهام ضعيفة ويسهل على هيئة الدفاع تفنيدها".

back to top